آخر الفضائح.. أطنان المخدرات في منازل قادة الإطار التنسيقي
شبكة البصرة
لا يبدو أن المؤتمرات التي تعقدها أو تشارك بها الأمم المتحدة والمؤسسات المعنية بمكافحة المخدرات في العراق، والتوصيات التي تتمخض عنها، تلقى أذناً صاغية لدى الأطراف الحاكمة، حيث يستمر استغلال الأراضي العراقية كسوق لترويج المخدرات، وممر لعبورها إلى دول الجوار، كما أنشئت فيها مزارع ومصانع لإنتاج أنواع مختلفة من المخدرات.
وكان مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، قد شارك بمؤتمر العراق الأول الذي عقد ببغداد يوم التاسع من أيار/مايو برعاية رئيس الوزراء، وحضره ووزيرا الداخلية والصحة، بالإضافة إلى الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب وممثلين عن ثماني دول، فضلاً عن جامعات ومؤسسات إقليمية ودولية معنية بمكافحة المخدرات والجريمة.
وذكر موقع الأمم المتحدة، إن مدير المكتب في العراق، ألقى كلمة شدد فيها على “أهمية المؤتمر في تسليط الضوء على التنسيق والعمل الستراتيجي المطلوب، لمواجهة التجارة الغير قانونية للمخدرات ومخاطرها.”
ورغم أن المؤتمر عقد برعاية عراقية، وبمستوى تمثيل حكومي عالٍ يفترض أن يعكس اهتمام الحكومة والأطراف السياسية الحاكمة، إلا أن كمية ضخمة من المخدرات عثر عليها في منزل قيادي في الإطار التنسيقي الحاكم، بعد انعقاد المؤتمر بثلاثة أشهر فقط.
البضاعة في أمان
وعندما تخزن المخدرات بمنزل قيادي في تكتل حزبي، يتولى أعضاؤه المناصب الحكومية صغيرها وكبيرها، فإنها تكون في مأمن من الكشف، نظراً للحصانة التي يتمتع بها هؤلاء الأشخاص، إلا إذا اختلف الشركاء على اقتسام الغنيمة، عند ذلك يفتضح الأمر، ولن يكون أمام الجهات التنفيذية إلا اتخاذ الإجراءات اللازمة، لكن ذلك لا يمنع من استعادة “البضاعة” وإطلاق سراح المتورطين عندما تبرد القضية وتبدأ المساومات، كما حدث في مناسبات سابقة.وكشفت القوات الحكومية مؤخراً عن ضبط 15 طناً من المواد المخدرة والمكونات الكيميائية المستخدمة في صناعة مادة الكريستال والكبتاغون، في منزل عائد لقيادي في الإطار التنسيقي بالمنطقة الخضراء في بغداد، لكنها أحجمت عن ذكر اسمه.
وأظهر مقطع مصور نشره قسم العلاقات والإعلام في المديرية العامة لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية، أكداساً من الحاويات الكرتونية التي تضم هذه المواد، احتلت طابقين من المنزل.
وقال المتحدث الرسمي باسم المديرية العقيد “بلال صبحي”، إن القوات الأمنية و”بجهد استخباراتي وبالتعاون مع نقابة الصيادلة، تمكنت من ضبط 15 طناً من المؤثرات العقلية والسلائف الكيميائية التي تدخل في صناعة المواد المخدرة، وكذلك أدوية مهربة غير مسجلة في وزارة الصحة”، مضيفاً أن “هذه السلائف الكيميائية تدخل في صناعة الكريستال ميث والكبتاغون”.
حصيلة خمسة أشهر
ونشرت مصادر صحفية خارطة قالت إنها تمثل خط سير المخدرات من الحدود الإيرانية، حيث تدخل كميات كبيرة منها، إلى حدود الدول المجاورة عبر المحافظات العراقية، أو إلى مخازن يمتلكها تجار على صلة بمسؤولين متنفذين تمهيداً لبيعها داخل البلاد، مجتازة كل نقاط التفتيش التي أقامتها ميليشيات الحشد الشعبي والقوات الأمنية، كما أظهرت مقاطع صورها مواطنون خلال الأيام الماضية، إيرانيين من زوار المراقد أثناء محاولتهم بيع كمية من المخدرات لعراقيين.
وأكدت هذه المصادر، العثور على كميات هائلة من المواد المخدرة في أنحاء مختلفة من البلاد، منذ آذار/مارس الماضي حتى مطلع أيلول/سبتمبر الجاري، حيث ضُبطت في آذار 3 ملايين حبة كبتاغون على الحدود مع سوريا، كما ضبط 12 مليون حبة مخدرة من البنزكسول الذي يستخدم كعلاج طبي مطلع أيار/مايو، وعثر في 13 حزيران/يونيو على 44 ألف حبة كبتاغون في نينوى. وأشار بيان صدر مؤخراً عن وزارة الداخلية، إلى العثور على 250 ألف حبة مخدرة وكيلوغرام من الحشيش، في مدرسة بمحافظة الأنبار.
وتصنف الأمم المتحدة مادة الكبتاغون، ضمن أنواع الأمفيتامينات المحفزة، وهو مزيج من الأمفيتامينات والكافائين ومواد اخرى، ويعتبر من المخدرات سهلة التصنيع.
تبرئة “الأرجنتين” من التهمة
وتشير أدلة كشفت عنها وسائل الإعلام، إلى تورط إيران في إدارة تجارة المخدرات في العراق وسوريا ولبنان، ومحاولة استخدام أراضي هذه البلدان، خاصة العراق الذي يتوسطها جغرافياً، من خلال سيطرتها على الأحزاب الحاكمة فيه وميليشياتها، لتمريرها إلى المملكة العربية السعودية والأردن وبلدان أخرى، فضلاً عن ترويجها في الداخل العراقي، واستخدام عائداتها في تمويل الأعمال العسكرية التي تنفذها الميليشيات التابعة لها.
ورغم ذلك تتجنب التقارير الرسمية الحكومية الإشارة إلى إيران بالاسم، واستذكر ناشطون تصريح رئيس الوزراء الأسبق “عادل عبد المهدي”، الذي اتهم فيه جمهورية الأرجنتين الواقعة على ضفاف المحيط الأطلسي في أمريكا الجنوبية، بتصدير المخدرات إلى العراق، في محاولة مكشوفة للتستر على إيران.
وكان عبد المهدي قد أثار موجة من السخرية بين العراقيين، عندما قال في مؤتمر صحفي عقده في آذار/مارس 2019، إن “المخدرات ظاهرة كبيرة تحاول أن تمتد وتأتي من الأرجنتين إلى عرسال اللبنانية، وتنتقل عبر سوريا وتدخل العراق، لتؤسس شبكات تستغل الشباب من أجل كسب أموال هائلة”.
وكالة يقين
شبكة البصرة
الاربعاء 21 صفر 1445 / 6 أيلول 2023
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط