-{{{{{{داروسيا..............................................................إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ........................................................................... ولا بد لليل ان ينجلي وللجهل ان ينحسر؟؟؟!!!..................................................................................... بعناتا}}}}}}
بـــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــلـــــــبـــــــك. ...غابت شمسها والعز تاه فيها .........................................................................................................................................................بعلبك يا دار الالهة بماضيها

هل تخلت أمريكا عن تقسيم العراق؟

هل تخلت أمريكا عن تقسيم العراق؟

شبكة البصرة

افتتاحية جريدة البعث
رغم وضوح المخطط الأمريكي والذي يعد مطابقا الى حد كبير للمخططين الاسرائيلي والايراني والذي يقوم على تقسيم العراق وبقية الاقطار العربية الى دويلات على اسس عنصرية وطائفيه او غيرها، فان البعض ما زال يدور في حلقة مفرغة من عدم الفهم الدقيق والصحيح للخطط الأمريكية، ومن بين الأخطاء الخطيرة لدى بعض المثقفين والسياسيين العرب خصوصا في العراق هو الاعتقاد بأن أمريكا لا تريد تقسيم العراق وسوريا واليمن ولبنان وغيره، ويستخدمون دليلا شكليا يعبر عن الفهم الخاطئ للخطط الأمريكية ويقولون: ان امريكا بعد 20 عاما من غزو العراق لم تقسمه ولو كانت تريد تقسيمه لقسمته في هذه الفترة!

اننا ولخطورة هذه الطريقة في التفكير على تطور الأحداث في العراق والوطن العربي مضطرون للرد على هذا الخطأ الكبير، فالتقسيم الذي تريده أمريكا ليس تقسيما سياسيا ينتج عن قرار أمريكي بإنشاء ثلاث دويلات في العراق كردية وسنية وشيعية كما ينص المخطط الأمريكي الصهيوني المعروف، بل التقسيم المطلوب هو الذي لايتحقق الا بعد اقتلاع الانسان من جذورة الاصلية وزرعه في بيئة مناقضة لبيئته التي اقتلع منها، وهذه ليست مهمة سياسية بل هي مهمة عدد كبير من الاختصاصات العلمية والاساليب النفسية والتي تقتلع الانسان تدريجيا وليس بجرة عنيفة واحدة، ولكي يتم الاقتلاع يجب انتزاع الانسان بخطوات متتابعة لضمان عدم تقطع جذورة وبقاء بعضها في بيئته فتعود للنمو مجددا وتستعيد الامة هويتها الاصلية.

والاقتلاع، وبعد الخراب المادي للدولة ومؤسساتها يتركز في التغيير الجذري لتقاليد و ثوابت ومقدسات الشعب، فإذا كان التقسيم سياسيا فقط فإنه سرعان ما سيزول وهذا ما شاهدناه في العديد من الأحداث السياسية التي لم تتجذر قواعدها فكان طبيعيا أن يصدر قرار سياسي ثم يلغى القرار السياسي بعد تغيير معين يحصل. وسبب سرعة إلغاء هذا النوع من القرارات سواء كانت فصل جزء من الوطن او محافظه منه يعود إلى أنه لم يمس تقاليد وثوابت الشعب فكان طبيعيا ان الشعب يعود الى ثوابته لذلك فان التقسيم الذي تريده أمريكا هو الذي يقوم على قاعدة اللارجعة إلى الوحدة مرة ثانية فكيف يتم ذلك؟

ان التقسيم الذي يبقى لفتره طويله قد تكون عقودا وربما قرون هو الذي ينجح في اقتلاع الانسان من جذورة وهي عملية معقدة جدا وتتطلب عدة مراحل من العمل منها اجبار الشعب على العيش في كوارث فظيعة تدمر ثوابته وتهز قناعاته وتجبره على قبول ما كان يعتبره عارا لا يحتمل، ولهذا فان العقدين الماضيين وقبلها فترة الحصار وفرض الحروب على العراق كانت عباره عن خطوات اقتلاعية محدودة ومتدرجة لتغيير بنية وعي الانسان العربي واجباره على الانفصال التام عن ثوابته بطريقة تجعل من الصعب العودة اليها. فالفساد والافساد وانهيار القيم الاخلاقية بما فيها مفهوم الاسرة وتسييد الشذوذ الجنسي، وزرع كل ما هو غريب ومرفوض ومدان وشنيع وفقا لتقاليد وثوابت الشعب الاصلية، كل ذلك يجب ان يلعب دوره في اقتلاع الانسان واعادة زرعه في بيئة اخرى جديدة تتناقض كليا مع ثوابته الاصيلة والتي تبلورت عبر الاف السنين، وهذا الهدف يحتاج على الاقل لجيلين كي يستقر في نفوس من لم يعش فترة الاصالة الطبيعية، وهكذا وفي بيئه صنعت ثوابت منبثقة عنها لا يمكن ان تكون هذه الثوابت الا خادمة للحالة الجديدة ومكرسة لها، فهل وصلت امريكا الى هذا الحد؟ الجواب كلا، فالشعب العراقي وبعد سلسلة انتفاضات اخرها انتفاضه تشرين عام 2019 ظهر شعبا واحدا رافضا لكل اشكال الفساد ومحاولات تغيير هويته الوطنية والقيمية، فهل من الممكن والفرد العراقي ما زال متمسكا بثوابته الاصيلة ومقدساته القيميه ان يبقي الحالة الطارئة التي لم تنفذ الى الجوهر الانساني؟ ام انه يرفضها في اللحظة التي تسقط فيها السلطة السياسية الفاسدة وتاتي سلطة وطنية اخرى فتعود النفوس الى اصلها وتقاليدها وثوابتها ومقدساتها؟

التقسيم لم يعلن ولم تقدم امريكا على اعلانه حتى الان لان الشروط البيئية المطلوبة لبقائه لم تتشكل بعد، والاقتلاع للدرجة التي وصل اليها لم يقتلع الجذور العراقية، من هنا فان المطلوب امريكيا وصهيونيا وفارسيا هو تواصل طحن الشعب العراقي وتعريضه للمزيد من الكوارث خصوصا إدخاله في نفق الشذوذ عن كل القواعد الأخلاقية والطبائع الإنسانية،وهو ما نرى بوادره لكن هذه البوادر لم تشمل إلا فئة صغيرة جدا من الشعب العراقي، وبناء على ما تقدم فان عدم اعلان امريكا التقسيم ليس لانها الغت قرار التقسيم، فهذا فهم خاطئ، بل لان شروط التقسيم لم تكتمل بعد كي يكون ناجحا ودائما لا أن يكون خطوة يمكن تغييرها غدا او بعد غد بكل سهولة، وذلك لأن طباع الناس وتقاليدهم ومقدساتهم ما زالت منغرسة في اعمق اعماقهم وهي التي تحركهم وتتحكم في أفعالهم وردود أفعالهم.

واخيرا من يريد ان يعرف صحة ما قلناه في هذه المقدمة عليه ان يقرا خلاصة كتاب: محو العراق خطة متكاملة لاقتلاع عراق وزرع اخر لثلاثة مؤلفين غربيين.

محو العراق: خطة متكاملة لاقتلاع عراق وزرع اخر

تأليف: مايكل اوترمان وريتشارد هيل وبول ويلسون

Hamsaat 5/6/2021

مصطلح “ابادة المجتمع” الذي استخدمه لاول مرة كيت داوت في كتابه (فهم الشر: دروس من البوسنه) والذي ينطبق على عراق ما بعد عام 2003 وهو السيناريو الذي استخدمته مراكز الابحاث الغربية لتفتيت الدولة التي تعيش فيها مجاميع بشرية مختلفه منذ قرون من خلال تفجير الكراهية.

1- إبادة المنزل: لا يتم تدمير البيوت فحسب بل هيبة المنزل.

2- إبادة المجتمع: لا يتم قتل النساء والاطفال فحسب بل المدينة ايضا بطقوسها ومناهج حياتها

3- الابادة الجماعية: لا تتم مهاجمة مجموعة من الناس فحسب بل تاريخها وذاكرتها.

الا ان من الضروري ادخال تعبير جديد محدث على حالة المجتمع في عراق ما بعد 2003: “حيث تم هدم كل قيم التضامن وعلاقات الجوار والاحياء السكنية والمذاهب وبناء نظام الحواجز المادية والنفسية والدينية وسيطرة الارتيابية والخوف من الاخر. وانقلاب المقاييس بحيث:

– يصبح الشاطر جاهلاً لاسكاته من قول الحقيقة،

– والنبيل العفيف غبيا لانه لا يشارك في الوليمة العامة والنهب،

– ويصبح اللص سوياً،

– والشريف منحرفاً.

وغيرها من التناقضات التي تقلب منظومه القيم الاخلاقية والسياسية السوية لصالح نقيضها.

كيف يحدث هذا؟ يقول كيت داوت: (من خلال خطة منسقة لاعمال مختلفة تهدف الى تدمير الاسس الاساسية للمجتمع ونتائجها وحشية. تتضمن تدمير: التضامن، الهوية، العائلة، المؤسسات الاجتماعية، وعي الذات. لكي يصبح الارتياب وسوء النية التوجهين السائدين لدى الناس).

يعلق مؤلفوا الكتاب الثلاثة مايكل اوترمان وريتشارد هيل وبول ويلسون: التدمير المقصود للعراق وشعبه الذي قامت به الولايات المتحدة الامريكية وحليفاتها ابان حرب الخليج الاولى وحقبة العقوبات الدولية وحرب الخليج الثانية وخاصة في غزو العراق في نيسان 2003، شكل محاولة ابادة اجتماعية ليس للشعب انما للدولة العراقيه رغم التاريخ الطويل لهذه الدوله وتعايش مكوناتها الاثنيه.

لكن كيف تحقق ذلك خلال 17 عاما من الحروب والدمار والارهاب والنهب وتغيير القيم والمفاهيم والمعتقدات وحتى كثير من سلوك الافراد التي جعلت نزعات الانفصال لاسباب اثنيه لاتثير أي رد فعل غاضب من الحكومه والشعب، ومصرع العشرات سواء بفعل الارهاب او الحرب ضد القاعدة وداعش امرا طبيعيا وكذلك الرشوه والسرقه والاستيلاء غير الشرعي على املاك الدوله، وتدخل الدول الاجنبية السافر بشؤون العراق، واقتطاع اراضيه ومياهه وتشرد الملايين من مناطق النزاع وهجره اكثر من مليون عراقي خارج الحدود كيف تحقق هذا في ظل الديمقراطيه الامريكية في العراق؟؟

يجيب الكتّاب الثلاثه موضحين عمليه تمزيق الكيان العراقي: ان مشاعر الاغتراب واليأس والكابة والقلق والمشاعر السلبية هي ظاهرة سائدة بين الناس الذين تنقلب أسس حياتهم بصورة عاصفة، ويشعر الناس الذين يعرفون بعضهم قبل سنوات انهم في الحقيقة غرباء عن بعض، ليس لأن هؤلاء خدعوا بعضهم كما يلوح في السطح، بل لان نظرة الجميع للحياة تغيرت، تماما والاسس الاجتماعية والثقافية والصحية والاخلاقية،

وروابط اللغة والتاريخ والقرابة والصداقة قد حرثت، بل قلبت تماما، ولم يعد للناس ما يحكمون به على بعضهم الا بالحقد والخوف والنقص والكراهية، وهي أعراض تدمير البنية العضوية للمجتمع وروابطه، وزعزعة الاساس الداخلي للانسان، وتحويله الى جيفة متنقلة، أو الى مخلوق ساخط يعوي على قمر بعيد ويتعرى سلوكاً ولغةً في الساحات والمنابر العامة بوهم أنه تحرر من كل القيود السابقة.

سوف تنهك قواكم وانتم تتصارعون فيما بينكم ويتهم كل مكون الاخر بالعماله لتلك الجهة اوغيرها وتستنزف ثروات العراق ودم الالاف من ابنائه في حروب داخليه تمهد في مجملها لتمزيق الدوله والشعب العراقي، وهذا هو جوهر مشروع الشرق الاوسط الجديد.

شبكة البصرة

السبت 24 صفر 1445 / 9 أيلول 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط

كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب