-{{{{{{داروسيا..............................................................إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ........................................................................... ولا بد لليل ان ينجلي وللجهل ان ينحسر؟؟؟!!!..................................................................................... بعناتا}}}}}}
بـــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــلـــــــبـــــــك. ...غابت شمسها والعز تاه فيها .........................................................................................................................................................بعلبك يا دار الالهة بماضيها

معاداة القومية العربية: لماذا ومن مهندسها؟ 5

معاداة القومية العربية: لماذا ومن مهندسها؟ 5

شبكة البصرة

صلاح المختار
لانهاء الاتحاد السوفيتي يجب تهديم اسفل جداره – بريجنسكي

لننظر في العبارات التالية التي قالها السيد تركي الحمد عن القوميين العرب: (قمع الهويات والأقليات العرقية غير العربية في ’الوطن العربي‘، وعدم الاعتراف بها… أن مصطلح ’الوطن العربي‘، وهو..””مصطلح ايديولوجي أصبح يعني ’تعريب‘ كل شيء في هذا ’الوطن)! هل توجد اي درجة من الصحة فيما ادعاه؟ اتهام القومية العربية بانها عنصرية وانها تلغي حقوق الاقليات خطوة اساسية اخرى في تهديم اسفل جدار العروبة، فعندما تصف القومية العربية بانها عنصرية وتضطهد الاقليات فانك تريد التخلي عنها من خلال تبشيعها في حين تعزز قوة الاقليات وتبرء نخب منها عملت مع الاعداء ضد وطنها! الغريب جدا هو ان عربي ويوصف بالاكاديمي والاعلامي المخضرم مثل السيد الحمد يكرر هذه التهمة التي تتناقض مع كم هائل من الادلة والوثائق والاوضاع الميدانية المنتشرة في كل مكان التي تثبت بان القومية العربية لم تكن يوما عنصرية وبالتالي لم تضطهد الاقليات ولم تحاول تذويبها، بل بالعكس فانها على النقيض من غيرها من القوميات الاقليمية كالفارسية اعترفت بحقوق الاقليات وعاملتها على انها تتمتع بحقوق المواطنة كاملة كالعرب.

فجمال عبد الناصر رحمه الله كان لديه في القاهرة مكتب يمثل الحركة الكردية العراقية في الستينيات، وفتح اذاعة للاكراد العراقيين لتبث من القاهرة، والبعث في مرحلتي حكمه الاولى في عام 1963 تبنى خطة (الحكم اللامركزي) في اعتراف صريح منه بالاقليات وحقوقها، ولكن اسقاط حكم البعث في نفس العام حال دون تحقيق الهدف، ولكن البعث ارتقى بمفهومه عندما عاد للحكم في عام 1968 وبلور مفهوم الحكم الذاتي للاكراد بمبادرة منه، ودخل في حوارات معهم توجت باقرار قانون الحكم الذاتي، لنقرأ ما دون في الموسوعة الشهيرة ويكيبيديا: اتفاقية الحكم الذاتي للأكراد هي اتفاقية تم توقيعها في 11 آذار 1970 بين الحكومة العراقية والزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني من أجل إنشاء منطقة حكم ذاتي، تتألف من المحافظات الكردية الثلاث والمناطق المتاخمة الأخرى التي تم تحديدها حسب التعداد بأن لها أغلبية كردية. وتنص الخطة أيضا على تمثيل الأكراد في الهيئات الحكومية، على أن تنفذ هذه الخطة في أربع سنوات. وفيها اعترفت الحكومة العراقية بالحقوق القومية للأكراد مع تقديم ضمانات للأكراد بالمشاركة في الحكومة العراقية واستعمال اللغة الكردية في المؤسسات التعليمية. انتهى الاقتباس.

وفي هذه الاتفاقية تم الاعتراف باللغة الكردية كلغة ثانية في دستور العراق واقيمت جامعة في منطقة الحكم الذاتي تدرس باللغة الكردية وفتحت اذاعة وتلفزيون باللغة الكردية واقيم مجلس تشريعي، وهو بمثابة برلمان محلي، ومجلس تنفيذي، وهو بمثابة وزارة محلية، ونفذت خطط تنمية عملاقة نقلت منطقة الحكم الذاتي من التخلف التام الى العصر الحديث والرفاهية، وكل هذه الخطوات كان هدفها الجوهري هو ممارسة الشعب الكردي كافة حقوقه مثل العرب

ويتجاهل السيد تركي الحمد بشكل ملفت للنظر ان من اضطهد ليس الاقليات بل الاغلبية وهم العرب، وتكفي نظرة لواقعنا الان لاثبات ذلك، فمخططات الصهيونية والغرب الاستعماري منذ بدايات القرن العشرين وحتى الان قامت على معادلة واضحة جدا الان وهي تفتيت الاغلبية العربية الساحقة وتعزيز قوة الاقليات وربطها بعملية تنسيق دقيق بينها على مستوى عربي، وكانت خطة بنرمان رئيس الوزراء البريطاني في بداية القرن العشرين ابرزها والتي تنفذ حتى الان. وتميزت كل الخطط باستغلال وتحريك الاقليات ودفعها للانفصال وخلق المشاكل للاغلبية الساحقة وهم العرب، وهذا ما جعل الحركه الصهيونيه تقيم علاقات مع الحركه الكردية العراقية قبل اقامة الكيان الصهيوني واعترف القيادي الكردي العراقي محمود عثمان بتلك العلاقات القديمة في كتاب نشره، وكذلك بقية الاقليات التي ترتبط نخب منها مع المخابرات الفرنسيه، او مع الامريكية، ووصل التزوير حد ان بعض الكتل العربية الاصل والتي تنطق بلغة عربية قديمة، كالسريانية او البربرية، يحاول الغرب ان يفصلها عن امتها العربية ويمنحها هوية اخرى غريبة! وهذا ما نلاحظه الان حيث توجد في بعض الاقطار العربية مجموعات صغيره تروج لدعوة تسميها (قومية) مناقضة للقومية العربية، ففي المغرب العربي اصبح الترويج للامازيغية بديلا عن العروبة ونقيضا لها وفي مصر تروج للفرعونية والنوبية ايضا، وفي السودان للافريقانية، اما في سوريا والعراق فيروج للاشورية والسريانية والسومرية وغيرها على اعتبار انها ليست من منابع العروبه ذاتها! ان هذا الترويج المتزامن بقوة الربط المخابراتي بينها ليس الا محاولة لتفتيت الامة وتقسيمها الى كتل صغيرة كي يمكن السيطرة عليها من قبل اسرائيل الغربية واسرائيل الشرقية (ايران) وغيرهما، فهل يجهل السيد الحمد ذلك؟

الاعلامي المخضرم تركي الحمد يتجاهل ما قامت وتقوم به امريكا واسرائيل الغربية واسرائيل الشرقية من تحريك مخطط للاقليات ضد القومية الاكبر وهي العربية خصوصا في العراق وسوريا واليمن وليبيا لشرذمة العرب وتدمير منظم لهويتهم وتحويل اقليات لم تكن هي تطالب الا بما لا يزيد عن 1% مما منحتها اياه امريكا مثل اكراد سوريا بعد احتلالها فقد كانت اقصى مطاليبهم منحهم الجنسية السورية ولكنها خلقت منهم جيشا قويا سلطته على مناطق عربية اكبر من حجم الاكراد بعشر مرات؟

والحقيقة التاريخية المعروفة الان هي ان من منع تمتع الاقليات بحقوقها القومية ليس العرب بل من تدخل لاستخدام الاقليات ضد الاغلبية الساحقة وهم العرب، ونرى الان ذلك واضحا مثلا في العراق وسوريا، مثلما نرى عمل مخطط بدقة لخلق اقليات لم تكن موجودة قبل ثلاثة عقود مثل الامازيغية والاشورية والسريانية والنوبية! وكل ذلك من اجل منع الاغلبية العربية الساحقة في الوطن العربي من تحقيق الاهداف الحقيقة لها في التقدم وتحقيق العدالة الاجتماعية لكل مواطن.

وما يبعث على الدهشة هو ان السيد الحمد يتجاهل ان القوميات الاوربية توجد معها اقليات لكن الامة والدولة القومية تسميان باسم القومية الاكبر، ففي فرنسا واسبانيا مثلا يستخدم اسم القومية الفرنسية ولغة الدولة الرسمية والإدارة والمحاكم والأحزاب هي اللغة الفرنسية رغم أنه توجد بفرنسا سبع قوميات وصدر مرسوم يحرم علي أي مسؤول في فرنسا استعارة مصطلح غير فرنسي في أي استخدام! مع العلم أن كل هذه اللغات الثانوية مكتوبة ولها قواعد لغوية، ورغم ذلك لن تسمع أن مواطنا فرنسيا من أصول غير غولية شعر بغبن الأغلبية له أو تحدث عن ابارتيد ثقافي. واسبانيا تقر في الدستور: “إن الإسبانية هي اللغة الرسمية للدولة وكل الأسبان عليهم واجب معرفتها وحق استخدامها رغم وجود 11 لغة أخرى مكتوبة من بينها 4 لغات تنطق بها أقليات كبيرة كالكاتلان والباسك والآراني والغاليسي (المصدر غوغل). وهذا يعني ان البلد او الامة اطلقت عليها تسمية القومية الاكبر ولم يمنع ذلك وجود اقليات. فلم اهمل هذه الحقيقة هو وكثير من المستشرقين وكتاب الغرب وجه للعرب فقط تهمة انهم بوصف الدولة بانها عربية وهو اسم القومية الاكبر عدديا يضطهدون الاقليات؟

بل ان السيد الحمد ومن يتفق معه يتجاهل حقائق صارخة ابرزها ان هناك دول تكونت بالقوة وهاجر اليها ملايين الناس ولم تمضي على تلك العملية القسرية الا قرنين او اكثر،مقابل اما ابادة السكان الاصليين كما حصل في امريكا الشمالية، وكذلك فعل الاوربي في استراليا مافعله في امريكا حيث ابيد السكان الاصليون، واقيمت دول غريبة كما في جنوب افريقيا وفلسطين، وفي كل تلك الدول اللغة الرسمية واسم الدولة مشتق من اسم الاغلبية، ومع هذا فان السيد الحمد لا يثير مشكلة فرض اللغة الانكليزية كشرط للمواطنة، ويقر بان من حق القوميات الاوربية ان تسمي الدولة باسم القومية الاكبر وتفرض لغة القومية الاكبر!

ولابد هنا من التذكير بان السيدة دانيال ميتران زوجه الرئيس الفرنسي ميتران هي التي رعت الدعوة لاستقلال ووحدة اكراد العالم واسس برلمان كردي عام في اوربا بدعم مخابراتي واعلامي شاملين رغم انها هي وكل قادة الغرب يرفضون اي انفصال لاي اقلية في بلدانهم، ويكفي ان نشير الى ان احد اسباب اسقاط القذافي واغتياله بصورة بشعة من قبل حلف النيتو هو اتهام بريطانيا له بدعم استقلال ايرلندا! وهنا نواجه الظاهرة البارزة في ممارسات الغرب وهي ازدواجية المعايير الصارخة فحينما يتعلق الامر بدولة عربية فان تمكين الاقليات من اضطهاد الاغلبية الساحقة هو ما ينفذ، وهو ما نراه الان في العراق وسوريا مثلا، ولكن عندما يتعلق بالكيانات الاوربية فان اي دعم للاقليات فيها عمل اجرامي يستحق العقاب الصارم كما حصل للقذافي.

بعد كل ما تقدم ولكي نكشف مدى التزييف المتعمد من قبل الغرب والصهيونية ومن يتبعهما فكريا وسياسيا علينا ان نعيد التأكيد على ان قوميتنا ليست عنصرية باي شكل ولهذا يجب يجب التذكير بمداميك عقيدتنا القومية واولها الاعتماد على ما ثبته الرسول العربي محمد (ص) حول تعريف العربي عندما قال: “ليست العربية بأحد منكم من أب ولا أم وإنما هي اللسان… فمن تكلم العربية فهو عربي.” وهذا التأكيد الواضح وبلا لبس يزيل اي تفكير عنصري عن القومية العربية فما دام العربي هو من تكلم العربية فان الاصل العرقي لاقيمة له، وعلى هذا الطريق سار حزب البعث العربي الاشتراكي حيث حدد من هو العربي بنفس التعريف فذكر دستوره في المادة (10): (العربي هو من كانت لغته العربية، وعاش في الارض العربية او تطلع الى الحياة فيها، وآمن بانتسابه الى الامة العربية). وهكذا فان تهمة العنصرية التي يحاول السيد تركي الحمد لصقها بالقومية العربية لا اساس لها باي شكل من الاشكال، وما يدعم ذلك هو الخطوات العملية للتيار القومي العربي طوال نضاله في العصر الحديث.

قوميتنا العربية مفهوم ثقافي حضاري وليس نزعة عرقية، وبناء على هذه الحقيقة تجد العربي مختلف في لون البشرة والعين وتقاطيع الوجوه، تعبيرا عن التنوع العنصري للعرب وتاكيد حاسم على انهم نتاج تفاعل واندماج عدة شعوب قبل الاف السنين، هذه حقيقة اولى تدحض كل الدعايات الغربية والصهيونية، اما الحقيقة الثانية المشتقة من الاولى فهي غياب النزعة العنصرية لدى العرب تجاه الاقليات ففي الاقطار العربية كلها توجد ظاهرة طبيعية وهي تزواج العرب مع الاكراد والتركمان والافارقة غير العرب بلا قيود لان العروبة اصلا ثقافة وانتماء حضاري اختياري.

ان ما طالب به السيد تركي الحمد هو ان العرب وحدهم يجب ان يتركوا حقهم القومي في تسمية وطنهم التاريخي ويجب ان لا يكون وطنهم وطن الاغلبيه القومية بل وطن الاقليات التي تضطهد الاغلبية الساحقة، وهذه دعوة اصبح واضحا من يروجها ومن له مصلحة فيها. يبقى هناك سؤال مهم جدا وهو: ما هي مخاطر طروحات تركي الحمد على السعودية ذاتها؟ يتبع.

Almukhtar44@gmail.com

31-1-2023

شبكة البصرة

الثلاثاء 9 رجب 1444 / 31 كانون الثاني 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط

كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب