بيان هام عن المفاوضات النووية
شبكة البصرة
السيد زهره
هذا بيان له أهمية بالغة.
البيان يتعلق بمفاوضات فيينا الجارية حاليا جول الاتفاق النووي مع ايران وتقييما لها، واي موقف يجب ان تتخذه الإدارة الأمريكية بالضبط.
البيان صدر قبل أيام، وأهميته تنبع من ان الذين وقعوه واصدروه هم سبعة من كبار المسئولين العسكريين والسياسيين الأمريكيين السابقين، وكلهم لديهم معرفة واسعة بأوضاع المنطقة وخبرة طويلة في التعامل مع قضاياها.
كي ندرك أهمية البيان وموقع الذين اصدروه يكفي ان نعرف ان الموقعين عليه هم: ليون بانيتا، وزير الدفاع الأمريكي الأسبق- الجنرال ديفيد بترايوس، القائد السابق للقيادة المركزية والمدير السابق للمخابرات الأمريكية- هوارد بيرمان الرئيس السابق للجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب- مايكل فلورنوي الوكيل السابق لوزارة الدفاع – جين هارمان سيناتور سابقة وكانت عضوا بارزا في لجنة المخابرات بمجلس النواب -دينيس روس، مسئول كبير سابق تولى عدة مناصب – روبرت ساتلوف، مدير معهد واشنطن للأبحاث.
كما نرى، ان يصدر مسئولون تولوا هذه المناصب ولديهم هذه الخبرات بيانا عاجلا حول القضية فلا بد ان لديهم شيئا مهما يقولونه.
لنتأمل جيدا ما يقوله هؤلاء في بيانهم. مع ان البيان موجه بالأساس الى إدارة بايدن الأمريكية لكن كما سنرى ما جاء به يهمنا نحن في الدول العربية في المقام الأول.
يشير البيان في البداية الى ان منع ايران من امتلاك السلاح النووي هو تعهد قطعه كل الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين سواء انتموا الى الحزب الجمهوري او الديمقراطي.
هذا التعهد الأمريكي وصل اليوم الى نقطة حرجة. لماذا؟ لأن الجهود الدبلوماسية تتعثر وتشهد انتكاسة في فيينا. الإيرانيون يطرحون في المفاوضات مطالب الحد الأقصى، وفي نفس الوقت قطعت ايران شوطا بعيدا في تخصيب اليورانيوم.
يقول الموقعون على البيان انهم يؤيدون تفضيل إدارة بايدن للدبلوماسية لحل الأزمة ولمنع ايران من امتلاك السلاح النووي. لكن المشكلة ان هناك خطر حقيقي اليوم من ان تصبح مفاوضات فيينا الجارية حاليا مجرد غطاء لإيران يتيح لها المضي قدما في سعيها لامتلاك السلاح النووي.
ويؤكد البيان ان كل المؤشرات تشير الى ان برنامج ايران النوي ليس للأغراض السلمية، فاعلان الإيرانيين عن قرار تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% وتهديدهم برفع النسبة الى 90% ليس له أي مبررات مدنية على الاطلاق.
وفي ظل هذا الوضع، واذا مضت ايران في هذا الطريق دون رادع ففي غضون اشهر قليلة لن يكون للحديث عن فرض قيود عليها أي معنى، فسيكون الأوان قد فات.
لكن ما الذي يجعل ايران تتصرف على هذا النحو؟
يقول البيان ان السبب الذي يجعل ايران تتصرف هكذا هو انها لا تخشى أي عواقب لما تفعله، أي انها تتصرف بمنطق انها مهما فعلت وذهبت بعيدا في سعيها لامتلاك السلاح النووي، فلن ينالها أي عقاب صارم.
لهذا يرى الموقعون على البيان انه اذا لم تقتنع ايران بأنها سوف تدفع ثمنا فادحا جدا لاستمرارها في هذا الطريق فلن يكون هناك أي امل لنجاح الدبلوماسية.
وينبه البيان الى ان الثمن الذي يجب ان تتأكد ايران انها ستدفعه لا يمكن ان يبقى محصورا في فرض عزلة سياسية عليها، او في قرارات دولية عامة، او بفرض بعض العقوبات الإضافية عليها.
كل هذا ليس كافيا في هذه المرحلة لاقناع القادة الايرانيين لتغيير مسارهم.
ما هو المطلوب اذن لردع ايران ووقفها عند حدها في راي الموقعين على البيان؟ ما هو الثمن الذي يجب ان تعرف انها ستدفعه؟
للحديث بقية باذن الله.
شبكة البصرة
الاحد 22 جماد الاول 1443 / 26 كانون الاول 2021
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط
