-{{{{{{داروسيا..............................................................إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ........................................................................... ولا بد لليل ان ينجلي وللجهل ان ينحسر؟؟؟!!!..................................................................................... بعناتا}}}}}}
بـــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــلـــــــبـــــــك. ...غابت شمسها والعز تاه فيها .........................................................................................................................................................بعلبك يا دار الالهة بماضيها

هــل ستسلــم امــريـكــا الــوطــن العــربــي لاسـرائيـل الشـرقيــة ؟ ( ١ )

هــل ستسلــم امــريـكــا الــوطــن العــربــي لاسـرائيـل الشـرقيــة ؟ ( ١ )

شبكة ذي قار
صلاح المختار

كتب الاعلامي الاشهر في قناة الجزيرة د.فيصل القاسم مقالا بعنوان ( هل انتهى الدور الإيراني في المنطقة أم باق ويتمدد؟ ) وردت فيه اخطاء معلوماتية وستراتيجية وتاريخية ، فماذا قال واين اخطأ؟

١ – يقول القاسم ( نرجو ألا يقول لنا أحد إن إيران صاحبة مشروع، فهذا الكلام في العصر الأمريكي ضرب من الأحلام والأكاذيب الفاقعة فأمريكا حصراً هي من تحدد الأدوار للاعبين في الشرق الأوسط حتى هذه اللحظة .. بل هي جزء من المشروع الأمريكي، ولو كان مشروعها يتعارض مع المشروع الإسرائيلي والأمريكي في المنطقة لما تجرأت على العبور إلى أي بلد عربي.) هل هذا صحيح ؟ نعم وكلا بنفس الوقت، نعم اذا كنا نتحدث عن مرحلة ما بين خميني وخامنئي حيث دعمت امريكا واسرائيل الغربية انطلاق التوسع الاستعماري للنظام الايراني وهي مرحلة تقترب من الغروب ،ولا اذا كنا نتحدث عما يجري الان واهدافه الستراتيجية.فتاريخيا لبلاد فارس مشروع قومي عتيق ويسبق كافة المشاريع الاستعمارية الاوربية والامريكية ، فالفرس اقدم الغزاة في تاريخ الاستعمار فقد وصلوا الى اليونان غربا والصين شرقا قبل اكثر من الفي عام.

اما حديثا فاننا نعرف ان الشاه رضا وابنه محمد كان لهما مشروع استعماري قومي فارسي صريح فالشاه رضا ضم مناطق قوميات اخرى لبلاد فارس منها الاحواز العربية وبدعم بريطاني،وكان اخر تجلياته دعوة الشاه محمد رضا قبل اسقاطه بفترة قصيرة لانشاء ( سوق اسيوية مشتركة ) هل غرار السوق الاوربية المشتركة قبل تحولها الى الاتحاد الاوربي،واقترنت الدعوة هذه بتأكيدات الشاه على انه مستقل وليس تابعا لامريكا واخذ يتحرش بدول الخليج العربي في ذروة قوة ( مبدأ كارتر ) الذي اعتبر ( اقليم النفط ضمن حدود الامن القومي الامريكي ).وظهرت رواية عنوانها : انهيار ٧٩ ” The crash of ٧٩ “ لبول ايردمان وهو اقتصادي لكنه كتب رواية تتنبأ بشن الشاه حربا لاحتلال المنطقة في عام ١٩٧٩، وما ان اسقط الغرب الشاه ووصل خميني للحكم في نفس العام حتى صعد مشروع خميني المسمى ( نشر الثورة الاسلامية ) في العالم تعبيرا عن نزوع امبراطوري اوسع واخطر من نزوع الشاه القومي وكانت النتيجة تنفيذ ما ورد في رواية ايردمان !؟ وهنا نرى ان لاسرائيل الشرقية مشاريع استعمارية حديثة وقديمة سبقت وجود امريكا وظهور الاستعمار الاوربي وليس صحيحا القول بأنه لايوجد مشروع لاسرائيل الشرقية.

٢ – اين التناقض والالتقاء بين المشروعين الغربي – الصهيوني والمشروع الايراني؟ في زمن الشاه كان القاسم المشترك هو محاصرة الشيوعية وحركات التحرر بواسطة الشرطيين الاقلميين اسرائيل الغربية واسرائيل الشرقية وهذا الدور الايراني انتهى بمحاولة الشاه الخروج عن السكتين الامريكيتين فاسقط، اما خميني فانه اخذ يكتب رسائل لجون كنيدي رئيس امريكا في الستينيات يطلب مساعدة امريكا في اسقاط الشاه مقابل وعود منه بخدمة المصالح الامريكية، وتوجت بتنصيبه ديكتاتورا مطلق الصلاحية! كل ذلك تم في اطار لم يعد غامضا وهو وجود قاسم مشترك بين المشروع القومي الفارسي الاستعماري الذي خطط لغزو الوطن العربي وغيره باسم الاسلام هذه المرة، وبين حاجة الغرب خصوصا امريكا ل ( قوة عقائدية ) تستطيع دحر الشيوعية وحركات التحرر الوطني في ان واحد.

ان من بلور هذه الستراتيجية هو البروفيسور ثم مستشار الامن القومي للرئيس كارتر زبجنيو بريجنسكي في كتابة ( بين عصرين ) الذي اعترف فيه بهزيمة الراسمالية فكريا ومعنويا وسياسيا وتقدم الشيوعية وحركات التحرر لان لديهما قوة جذب جماهيرية عقائدية قوية،كما اكد ،فطرح دعوة لاحياء ( الاصوليات الدينية ) الاسلامية والمسيحية واليهودية وغيرها لتكون تلك القوة العقائدية التي تدعم من قبل الغرب والصهيونية من اجل دحر الشيوعية وحركات التحرر الوطني ،وركز على الاصولية الاسلامية، وبذلك تحافط الراسمالية على وجودها بدل الانهيار امام الزحف الشيوعي وحركات التحرر في العالم الثالث.وبقوة هذا القاسم المشترك بدأت عاصفة الفتن الدينية والاقليمية تتفجر ( انقلابات افغانستان وظهور القاعدة ،واحتجاز الدبلوماسيين الامريكيين في طهران .. الخ،وتراجع الصراع الامريكي – السوفيتي، وفي الوطن العربي تراجع الصراع العربي الصهيوني لتحل محله الصراعات الطائفية والعنصرية، فضعفت حركات التحرر الوطني والقوى التقدمية ،وكان ذلك اخطر انقلاب ستراتيجي عالمي واقليمي منذ الحرب العالمية الثانية.
ان التوافق حول القاسم المشترك المذكور هو الذي حكم العلاقات الامريكية الايرانية وغزوات خميني وخامنئي تمت بدعم امريكي وصهيوني واضحين وبأدلة دامغة كانت بدايتها ووترجيت واخرها قوة تسليم العراق لاسرائيل الشرقية في عام ٢٠١١ وتثبيت امريكا لاركان الغزو الايراني للعراق.

٣ – اوصل ترامب للادارة الامريكية في عام٢٠١٧ لينفذ مخططا يحافظ على تربع امريكا على قمة هرم العالم بعد ان مزقت الصين كافة القيود وتقدمت بطريقة مذهلة اقتصاديا وتكنولوجيا ارعبت الرأسمالية الامريكية واقترن ذلك بعامل اخر خطير وهو نهوض روسيا بطريقة لم يتوقعها الغرب تحت قيادة شاب قوي وبعيد النظر هو فلاديمير بوتين الذي حدّث روسيا خصوصا قواتها المسلحة فسبقت امريكا في هذا المجال وهو تهديد حقيقي لامريكا.ومما زاد في ضعف امريكا امام الزحف الصيني والروسي وصول ازمة امريكا البنيوية الى مرحلة خطيرة جدا بتجاوز الدين العام رقما مرعبا وهو ٢١ تريليون دولار فزاد اعتماد امريكا في اكلها ومشربها وقوتها وابداعها وحروبها على الدين من العالم ومن الامريكيين ، وهو تطور وضع امريكا على حافة منحدر عال.

وما سبق، وفي بيئة تراجع الانتاج الامريكي لصالح التلاعب بالدولار كوسيلة زيادة ثروات الاثرياء بعد ان اعتبر سلعة ،فرض تعزيز النهب الامريكي من العالم بقوة السلاح والابتزاز، وضرورة انهاء حالة الفوضى الهلاكة في مناطق القتل الاكثر خطورة بالنسبة لطرفي الصراع وهما امريكا مقابل والصين وروسيا، فروسيا اخذت تتوسع في محيطها الجنوبي، وهو مناطق نفوذ امريكا لزيادة الضغوط عليها فدخلت سوريا وغيرت قواعد الصراع الاقليمي بصورة مهمة جدا، والصين خططت ليكون ( طريق الحرير ) القديم ممرها للعالم الغربي وطريق تمدد الصين لابد ان يمر بالعراق واسرائيل الشرقية كي يصل للغرب برا، وهنا تتحكم الجغرافية في السياسة،لانه الطريق الافضل من كافة النواحي،اضافة لكسب الحلفاء الاقليميين وحشدهم ضد امريكا.

امام هذه التوسع في النفوذ الروسي والصيني كان على امريكا ان تعيد ترتيب اوضاع المنطقة فبعد ان فككتها وجعلتها نثارا بقوة الفوضى الهلاكة، كما طالب هنري كيسنجر في السبعينيات من القرن الماضي،حان وقت اعادة ترتيب الاوضاع لتكون المنطقة قواعد صد امريكية للتوسع الروسي والصيني وقادرة على تغذية المشروع الامبريالي الامريكي.هنا بدأ العد العكسي لانتهاء وجود القاسم المشترك الامريكي الصهيوني القديم مع اسرائيل الشرقية وظهرت الحاجة لاعادتها الى ما بين السكتين في اطار قاسم مشترك اخر لضمان ان تكون الاقطار العربية خصوصا العراق واسرائيل الشرقية منطقة الصد الاقوى، وهذا يتطلب تغيير سلوك نظام الحكم في اسرائيل الشرقية وليس تدميرها كما حصل للعراق، وبالنسبة للعراق انتهى توكيل امريكا لطهران فيه بهدف تدمير دولته الوطنية ونشر الفتن فيه .. الخ ،وحان وقت تكليفها بمهمة جديدة في اطار اخر هو ( النظام الاقليمي الشرق اوسطي الجديد ) المعتمد اساسا على مثلث تركيا والاسرائيلتان الشرقية والغربية ،ولكن بعد احداث تغييرات سياسية في تركيا واسرائيل الشرقية.

هنا بدأ التناقض الحاد يظهر بين المشروع القومي الفارسي والتوجه الستراتيجي الامريكي الجديد، لان المشروع الذي قدمت من اجله اسرائيل الشرقية اكثر من مليون قتيل منذ صعود خميني وصرفت عليه مالا من دم قلبها وما سرقته من العراق وربطت به وجودها ذاته لايمكن التخلي عنه بدون تنازلات جراحية مؤلمة جدا وربما تكلف النظام وجوده ،وبالمقابل فان امريكا التي قدمت اكثر من ٤٠٠٠ الاف جندي قتيل وعوّق جسديا ونفسيا اكثر من مليون عسكري امريكي في العراق وصرفت اكثر من ثلاثة ترليون دولار لانجاح غزوه لم تكن جمعية خيرية كما اكدنا مرارا وتكرارا كي تتركه لاسرائيل الشرقية وتنسحب بل غزته لتستثمر فيه وتستغل ثرواته الهائلة وموقعه الستراتيجي المهم جدا وهذا يفرض البقاء فيه وليس الانسحاب منه.

هنا نرى وجود رفض ايراني متشنج لمحاولة امريكا احتواء المشروع الامبراطوري الفارسي لتكون اسرائيل الشرقية بوجه اخر حديث ومنضبط.ان المبالغة بالقول بتبعية ايران التامة لامريكا خاطئ : صحيح ان اسرائيل الشرقية بعد الخميني استمدت قوتها في التمدد الاستعماري من الدعم الغربي والصهيوني الا انها وبقوه مشروعها القومي العتيق تمتلك خصوصيه واضحه نراها الان في احتدام الصراع بينهما ووصوله الى مرحله الصدام المباشر بعد ان كان بالوكاله او بواسطه الادوات حتى تصفية قاسم سليماني.

يتبـــــــــــــــــــــع ….

Almukhtar44@gmail.com
١٣ / ١ / ٢٠٢٠

الاثنين ١٧ جمادي الاولى ١٤٤١ هـ ۞۞۞ الموافق ١٣ / كانون الثاني / ٢٠٢٠ م

كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب