القيادة القومية لحزب البعث تدين التدخل الدولي والاقليمي في الشأن الليبي،
وتدعو لحل سياسي بإشراف عربي
شبكة البصرة
دانت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التدخل الدولي والإقليمي في شؤون ليبيا الداخلية ودعت إلى حل سياسي بإشراف مرجعية عربية. جاء ذلك في بيانٍ للقيادة القومية في مايلي نصه:
بعد تسع سنوات على انفجارالصراع في ليبيا وعليها، بدءاً بالعدوان الأطلسي الذي يتواصل فصولًا بتعبيراته العسكرية والسياسية، يأتي التدخل التركي العسكري ليضيف تعقيداً جديداعلى مسار الأزمة، خاصة وانه يقدم نفسه طرفاً مصطفاً مع مايسمى بحكومة الوفاق الوطني التي تشكلت عقب اجتماع الصخيرات الذي انعقد بغياب الحضور العربي الفاعل وخاصةمن دول التخوم الليبي العربية.
لقد اثبتت سياقات الأحداث منذ مؤتمرالصخيرات وحتى تاريخه، ان تغييب الدور العربي عن انتاج الحل السياسي الذي يوفر مرتكزات الأمن الوطني بكل مضامينه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إنما كان يهدف إلى تدويل الأزمة بحيث تكون مخرجات الحل تحاكي مصالح القوى الدولية والإقليمية وليس مصالح الشعب في ليبيا وحقه في تحديد خياراته الوطنية وأمنه الوطني المرتبط عضوياً بالأمن القومي العربي.
ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي تعتبر ان الامن القومي العربي هو وحدة عضوية، تؤكد أن أي قطر في مشرق الوطن العربي ومغربه إنما هو جزء من الداخل القومي وأي تهديد له إنما يشكل تهديداًللامن القومي برمته. وكما شكل العدوان الأطلسي تهديداً للأمن القومي العربي من خلال تهديد الأمن الوطني الليبي فإن التدخل التركي إنما هو عدوان موصوف وبالتالي فهو يندرج ضمن المواصفات التي تنطبق على التدخل الدولي المتعدد الجنسيات. وهذا ماكان ليحصل لولا الانكشاف الوطني الذي تنوء تحته الساحة الليبية ولولا غياب الدور العربي في رعاية حل سياسي للازمة.
ان القيادة القومية للحزب اذ تدين التدخل العسكري التركي في الشأن الليبي، ترى ان استمرار الصراع مفتوحاً، بات يشكل عاملا جاذباً لقوى دوليةواقليمية تتكئ في تدخلها على قوى جهوية وأخرى تكفيرية تمارسركل أشكال التخريب المجتمعي وهذا مابات يتطلب توفير الدعم والإسناد المادي والسياسي للقوى الوطنية الليبية الحريصة على وحدة ليبيا ارضاً وشعباً ومؤسسات، وتلك الحريصة على موقع ليبيا في اصطفافاتها العربية، ومن بين هذه القوى تحتل مؤسسة الجيش الوطني موقعاً مركزياً وهي التي تمثل اليوم الرافعة الوطنية لمشروع تحرير ليبيا من الارتهان للخارج الدولي والإقليمي وإعادة توحيدها على الأسس الوطنية الديموقراطية.
ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي لاترى بديلًا لإخراج ليبيا من محنتها الا الحل السياسي الذي يستجيب ومقتضيات التوحيد الوطني والتغيير السياسي وحماية هوية الانتماء القومي، ترى ان هذا الحل الذي يحتاج إلى حاملة وطنية داخلية، يحتاج ايضاً إلى رعاية عربية، وهذه الرعاية لاتندرج ضمن مفهوم التدخل الخارجي، لان ليبيا هي قطر عربي، وهي جزء من الداخل العربي، وبهذه الرعاية العربية يعاد الاعتبار للدور العربي في انتاج الحلول للأزمات التي تعصف ببعض الأقطار العربية وبما يمكنها من ان تحاصر وتُسقط كل محاولات التدويل والاقلمة لمخرجات الحلول ومنها أزمة ليبيا.
ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، التي تؤكد على الدور العربي في حل أزمة ليبيا، ترى ان دول التخوم العربي قادرة على توفير مظلة للفضاء الليبي، وهذه المظلة هي التي تحول دون استمرارانكشاف ساحة ليبيا الوطنية وبالتالي وضع حدٍ لكل أشكال التغول المعادي في الداخل العربي سواء ذلك الذي يتمثل بالدور الإيراني، أو ذلك الذي بات يتمثل بالدور التركي واللذان يكملان بنتائجهما المشروع الصهيوني، وهذا كله بات يشكل تهديداً خطيراً لامن الوطن العربي من داخله في فلسطين المحتلة ومن مداخله الشرقية والشمالية. وعليه فإن القوى الداخلية التي تؤمن متكأً لقوى الإقليم أو القوى الدولية للتدخل في الشأن العربي عليها ان تعود إلى جذور وطنيتها وحتى لا تكون حصان طروادة ينفذ من خلالها أعداء الأمة إلى قلب الواقع العربية للسيطرة على النفط والغاز في البر والبحر، والأمة أولى بثرواتها ومقدراتها، وهذا لن تستطيعه الا إذا امتلكت ناصية قرارها في ليبيا كما في كل قطر عربي يقع ضمن دائرة الاستهداف المعادي.
ان تهميش الدور العربي في ليبيا، من شأنه ان يضعف المناعة الوطنية، كما ان تغليب المنتديات والمؤتمرات الدولية لترسيم الحلول على حساب الدور العربي، يضع ليبيا تحت وصاية دولية، وهذا استعمار مقنع حتى ولو تم تحت إشراف الأمم المتحدة، والتي باتت اداة تنفذ من خلالها الدول الكبرى اجندة أهدافها على حساب الحقوق الوطنية للشعوب وحقها في تقرير مصيرها.
فلتنتصر الأمة العربية لقضية ليبيا بما هي قضية وطنية ببعد قومي وليتوحد الموقف الشعبي العربي ضد الأخطار المحدقة بالأمن القومي العربي من بغداد إلى بيروت، ومن صنعاء إلى بنغازي، ومن الخرطوم والقاهرة إلى كل عواصم المغرب والمشرق العربي التي تصدح أصوات جماهيرها مطالبة بالحرية والتغيير.
تحية لشعب ليبيا الذي يقاتل لأجل حريته وإسقاط كل أشكال الوصاية عليه، وتحية لمؤسسته العسكرية الوطنية التي تشكل قاعدة ارتكازية للمشروع الوطني للتحرير والتغيير، وتحيه لكل الشهداء الذين سقطوا وهم يقاومون العدوان الخارجي الدولي والإقليمي المتعدد الجنسية والذين سقطوا دفاعاً عن عروبة ليبيا ووحدتها وسيادتها على مقدراتها الوطنية.
القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
في 12/1/2020
شبكة البصرة
الاحد 17 جماد الاول 1441 / 12 كانون الثاني 2020
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فق