-{{{{{{داروسيا..............................................................إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ........................................................................... ولا بد لليل ان ينجلي وللجهل ان ينحسر؟؟؟!!!..................................................................................... بعناتا}}}}}}
بـــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــلـــــــبـــــــك. ...غابت شمسها والعز تاه فيها .........................................................................................................................................................بعلبك يا دار الالهة بماضيها

الإستراتيجية الأمريكية وإستِرداد مستوى الردع!!؛؟

الإستراتيجية الأمريكية وإستِرداد مستوى الردع!!؛

شبكة البصرة

د. أبا الحكم

هل فقدت امريكا مستوى الردع في استراتيجيتها؟

ثم قامت بإسترداد هذا المستوى بطريقة درامية

و(سيادة) العراق في مرمى التدخل المتوازن

لن يُقَسَمْ العراق.. وانتفاضة الشعب العراقي لن تتوقف

المقدمة: مصطلح غريب هو إسترداد مستوى الردع. هنالك خلل في ذلك يدعو الى التسائل ما إذا كان الذي وضع استراتيجية الردع قد اغفل الردع المقابل أم انه كان يعتمد حصراً على قوته العظمى في وضع محددات الردع الاحادية دون اعتبار لاوضاع الردع التي قد تظهر في انحاء المنطقة المشمولة بالردع اقليميا ودولياً؟

أولاً: الردع، كما هو معروف، لا يقتصر على جانبه العسكري فحسب، إنما يأخذ نصيبه من الجانب الاقتصادي ايضا، وكل ادوات الردع من قمتها العسكرية الاستراتيجية الى اسفل السفوح السياسية والاقتصادية.. فما الذي حدا بنائب الرئيس الامريكي (مارك بنس) الى القول بإسترداد الردع؟ وهل ان امريكا أُخِذَتْ بغتة لتقوم باسترداد ردعها، بعد ان واجهت جملة من الفعاليات الايرانية المقابلة (ضرب طائرة امريكية مسيرة، تفجير ناقلات نفط، احتجاز بواخر شحن تجارية ونفطية، ضرب منشاءات نفطية ومواقع حيوية في المنطقة، التهديد بغلق المضائق وضرب السفارة وقواعد عسكرية امريكية، وتهديدات بالقتل والانتقام، إلخ..)، وهذا يمثل (الردع) المقابل في مجرى صراع (محدود السقف) أساساً، فيما تقف في مياه الخليج العربي حاملة طائرات عملاقة (إبراهام لنكولن) النووية، واساطيل وفرقاطات وبوارج حربية مسلحة ضاربة، فضلاً عن حشد من القواعد العسكرية الامريكية والبريطانية والفرنسية وغيرها في المياه الاقليمية والعالية، اضافة الى هبوط طائرات (B.52) القاصفة في جزيرة (دييغوغارسيا) المهيئة مدارجها لمثل هذه القاذفات وطواقمها وعوامات نفوطها المحمية بمنصات الباتريوت!!

ألم يشكل هذا ردعاً جباراً، تحسب دول كبرى كالصين وروسيا والهند والباكستان، الف حساب على هذا الكم الهائل من وسائل الردع.. إلا أن ايران التي لا تكترث ابداً، بل أبدت سلوكاً إستفزازياً تعتقد بأنه يشكل ردعاً تخويفياً لدول المنطقة وبغطرسة لا مثيل لها في عالم الصراع.. فما هو الفرق إذن، بين الردع الامريكي والردع الإيراني في ميدان الصراع؟ وهل هنالك فعلاً رادعاً إيرانياً بمعنى الردع، وهي الدولة الإيرانية المتداعية اقتصادياً والمعزولة سياسياً ودبلوماسياً والمفككة اجتماعياً – إذ جاء موت سليماني إنعاشاً للشارع الإيراني وإنقاذاً لنظامه وتخلصاً من جنرال انتهت صلاحيته وبات ورقة محروقة أفادت أمريكا بقتله لأغراض الخارج ولأهداف الأنتخابات، وافادت ايران بتصفيته لدواعي الحشد النفسي والعاطفي من جانب آخر، ولا يغرنك البكاء والعويل والإفراط في نداءات الثأر لأن المهمة انتهت ومرحلة جديدة قد بدأت-.

فالردع هنا، بين الجانبين غير متكافئ ابداً، فكيف تسترد أمريكا مستوى الردع، وممن تسترده؟، فالنظام الإيراني ما جيئ به إلا لخدمة الكيان الصهيوني حصراً – فهو أداة مزقت شعب فلسطين، وفككت الشعب العربي في اكثر من ساحة، واشاعت الإضطرابات والتناحرات والإنقسامات لأغراض تدمير عناصر قوة الأمة العربية أولاً وتصادم عناصر قوى الأمة ثانياً ومنع أقطار الأمة من التقارب والتوحد والتنمية ثالثاً وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية.

والردع هنا ما جاء إلا في إطار اليقين بأن لا حرب تقع بين الجانبين المتوافقين إستراتيجياً، كما قلناه منذ زمن ليس بعيداً، والردع الأمريكي هو لمنع غرور القوة الفارسية الفارغة التي تتمدد وتتسع على حساب مصالح دول المنطقة، وعلى حساب الدول العظمى والكبرى، وعلى حساب مختلف دول العالم في منطقة تعد من اكثر مناطق العالم تشابكاً في المصالح، وأكثر مناطق العالم قدرة على الإشتعال. ومن هنا، كان كلام امريكا واضحاً لا تريد الحرب ولا تريد التصعيد والفاصل هو (الردع) بإستخدام القوة المحدودة لحسابات بعيدة المدى، فيما يتراجع النظام الايراني بإستحياء مخجل والمساومة على إبقاء ماء الوجه المتساقط من سحنة كالحه ومهانة لا تقبل التأويل، لأن هذا النظام ضعيف وجبان وليست لديه قضية (وطنية) أو (قومية) مشروعة، وهو دموي وتوسعي، ولولا الولايات المتحدة الأمريكية ما نفذ تمدده وتوسعه إنه نظام دموي يختفي خلف جدران القوى الأخرى وخلف اغطية الدين والمذهب، إنه نظام لا احد يقبله ركناً من اركان نظام الأمن الإقليمي، حتى لو قلمت امريكا اظافره لأنه يبقى يحمل بذور توسعه في سياساته ويضمر في قعر ذاكرته السوداء ما يغريه على حياكة سجادته العجمية الفارسية من جديد مهما طال الزمن!!

ثانياً: التدخل الأمريكي في شأن (السيادة) العراقية من جهة، والتدخل الإيراني في شأن (السيادة) العراقية من جهة ثانية، محكومان بمنطق عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهو مبدأ أساسي في النظام العالمي وأحد أهم دعاماته. فلا يجوز تحريم التدخل لجهة وعدم تحريمه لجهة ثانية إذا أريد لهذا المبدأ أن يسود لكي تسود السيادة. التدخل الأمريكي ميكانيكي نفعي تحكمة اتفاقيات محكمة تعزز أمن وجاهزية القوة العراقية في عموميتها، فيما التدخل الإيراني مكوناتي طائفي إحتلالي نفعي، تحكمه قاعدة نشطة إستخباراتية – طائفية – ديمغرافية احتلالية، لا تعزز الأمن الأجتماعي في العراق وتهدد بتقسيمه إثنياً وطائفياً وتهدد مجمل التوازن الأقليمي في المنطقة، وبالتالي فأن التدخل الأيراني الفارسي يعد الخطر الأول الداهم على روح الشعب العربي وهويته وأمنه واستقراره وأمن واستقرار العالم. فلا تدخل ايراني ولا تدخل امريكي يُصلِحان (سيادة) العراق، ويظل التدخل الأيراني الأكثر شراسة وانفلاتاً ودموية ويعد الخطر الراهن الداهم!!

ثالثاً: مسألة التدخل الأمريكي والايراني ورفضه هي في حقيقتها ترتبط بموقف ان العراق يجب ان يكون مستقلاً وحكومته مستقلة وطنية. والإستقلال الوطني يعني عدم جواز ان يحكم العراق عناصر او فئات او احزاب ايرانية، وعدم جواز ان يحكم العراق عناصر او فئات امريكية او اجنبية وبأي صيغة كانت وتحريم إزدواجية الجنسية، ومن له اتجاه فاعل نحو ايران فليذهب الى إيران، ومن له اتجاه فاعل نحو امريكا والصهيونية فليذهب الى امريكا وكيانها الصهيوني.. لأن شعب العراق، ومنذ الأزل، هو شعب واحد متنوع موحد لا احد يستطيع فك عرى وحدته الوطنية مهما كانت الجهود والأموال والمشاريع قوية ومحكمة لتطويع الواقع، فأن شعب العراق مصمم على ان يكون موحداً بنسيجه الوطني، وليس الديني والإثني، موحداً بأرضه من شماله حتى جنوبه، لأن عدالة الوطنية ووطنية العدالة المشفوعة بالقانون والمحكومة بالدستور الوطني العادل والخالي من الثغرات والألغام، هما الكفيلان بإرساء العدالة الاجتماعية والحرية والتنمية بدون اقاليم يرعاها الأستعمار، وبدون ارتباطات يتغلغل منها الاستعمار الفارسي والغربي والأسرائيلي. ألم يكن هذا المنهج كفيل بتحقيق العدالة الاجتماعية دون الأعتماد على احزاب اسلاموية او فئوية لها ارتباطات مع الخارج، ودون الأعتماد على عائلات ومشيخات لا تستطيع ان تبني ولا تستطيع إلا ان تنتفخ ثراءاً على حساب الشعب صاحب المصلحة الحقيقية في الثورة؟

لن يقبل الشعب العراق اي صيغة للتقسيم، لا اقاليم ولا (بطيخ) شعب واحد وارض العراق واحدة وثورة الكرامة وانتفاضتها قائمة ومستمره ولن تتوقف ابداً.

09/01/2020

شبكة البصرة

الجمعة 15 جماد الاول 1441 / 10 كانون الثاني 2020

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط

كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب