لماذا يسكت الساسة والإعلاميين العرب
كلما عزف شباب العراق سمفونية النهوض والنصر؟
شبكة البصرة
بقلم يوغرطة السميري
التاريخ بدأ عند ضفاف دجلة والفرات، وفي ذلك لا نتجنى علي أي مجال جغرافي ولا علي أي مكون من المكونات التي تتشكل منها الأمم التي تقطن اليابسة. حقيقة تؤكدها الوثائق الصامتة، والمكتوبة كما تؤكدها الأساطير سواء المنقوشة بالمسمارية علي الألواح الطينية ومسلات الجرانيت، أو التي ضمنها رب العزة والجلالة في ما أنزل من كتب مقدسة والقرآن خاتمها. ومن بعدها الحقائق بكل ما تحفظه المراجع لنا، وفي شتي مجالات الفعل الانساني المتطلع الي الصعود والنهوض، وفي ذلك كان لدجلة والفرات الدور الأساس وعندما نقول دجلة والفرات فهو الرمز الأزلي للعراقي الأبي الذي يجمع بين صفتي الخير والعطاء ـ الشهامة والغيرة ان تعاملت معه بصفاء النية وقدسية المكان الذي يحتله، والرجولة والجرأة ان سولت لك نفسك استغفاله أو التجاوز علي حقه.
سنفونية تقوم علي ثنائية موروثة وأزلية تفسر بمفهوم الصراع بين الخير الذي يمثله دجلة والفرات والشر الذي يستهدفهما.. سنفونية بمفهوم العزف التاريخي للأنبياء والرسل حيزا متميزا بائنا بداخلها فيها ما هو تراجعي مؤلم وحزين وأغلبها تصاعدي متألق حد المثال منذ العهد السومري الأول والأكادي والسومري الثاني والبابلي القديم والآشوري والبابلي الحديث مرورا بذي قار والقادسية وعهد عالمية الرسالة، والأوج الحضاري وصولا الي ثورة العشرين وثورة 17 ـ 30 تموز/جويلية 1968 وبناياتها الشامخة اجتماعيا واقتصاديا وعلميا وثقافيا وسياسيا وهذا البناء الأخير مثال بكل ما يعنيه المثال في ذهن من يروم النهوض. عجز العرب عن فهمه رغم ألقه الذي تجلي لهم في 08 ـ 08 ـ 1988. فبدلا من تحويله الي سنفونية للأمة العربية عامة وان هو كذلك في ضمير أبنائها الخييرين قاطبة حد اللحظة وسيبقي كذلك تاريخا يعزف من خلاله نشيد النهوض والارتقاء نشيد كسر الذراع الفارسية الملتحفة بعباءة الدين المستهدفة تشتيت جهد الأمة واعاقة نهوضها. نشيد حولته الأنظمة الحاكمة في رقاب الأمة والشعب الي عزف منفرد ومدخلا لطمس هذه المرجعية العربية المستقلة رؤية وفعلا، ليفوتوا علي الأمة اللحظة السانحة في أن تكون أمة الأمن والأمان والتسامح المتصل وجدانا برسالتها الخالدة. أمة البناء لا أمة الهدم كما سعت الأنظمة ومن ورائها حواضنها لجعلها بصيغة المرحلة.
ألا خاب فألهم وفأل من يخطط لفعلهم ويساعدهم علي ذلك، وفألهم خائب بطبيعته فيوم 08 ـ 08 ـ 1988 متجدد عند الرجال يعزفون أنشودته بهمة وعزم وبصيغتهم ورؤيتهم التي بها تحقق حتى كنس أخر عميل ومنبت بعد أن أغرقوا المحتل في مستنقع حلمه في جعل دجلة والفرات تعزف علي أنغام رؤيته لعالم تكون له اليد الطولي فيه، وها هم أيضا الآن ومنذ 01/10/2019 يرسمون خاتمة معلقة النصر الأكيد تتممة لما عزف من فعل بصيغة نشيد ذات تاريخ غير بعيد 24/12/2012 نشيد صاغته المقاومة الباسلة فعلا اراديا مسلحا بإمكانات ذاتية مادية واعلامية ختمته بصيغة ثورة شعبية مولدها في ساحات الأنبار ممتدة لتشمل ساحات عديدة أخري بما في ذلك بغداد السلام راسمة صورة المرحلة المطلوبة والمرتجاة في ضمير الخييرين من أبناء الأمة عامة وأبناء العراق بخاصة راسمة مسار تصحيح الفعل الوطني الهادف تحقيق الكرامة وعزة المواطن العربي بصيغة الانتاج الذاتي لا الاملاء الخارجي.
فلما السكوت يا عرب عن ساحة العراق وهي ساحة مقتل الأفعى برؤوسها الثلاث “الأمريكي ـ الصهيوني – الايراني” وساحة النهوض؟؟؟
تونس – المهدية 02/01/2020
d.smiri@hotmail.fr
شبكة البصرة
الخميس 7 جماد الاول 1441 / 2 كانون الثاني 2020
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط