-{{{{{{داروسيا..............................................................إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ........................................................................... ولا بد لليل ان ينجلي وللجهل ان ينحسر؟؟؟!!!..................................................................................... بعناتا}}}}}}
بـــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــلـــــــبـــــــك. ...غابت شمسها والعز تاه فيها .........................................................................................................................................................بعلبك يا دار الالهة بماضيها

صلاح المختار – ثلاث نعمات : العروبة اولاً

صلاح المختار – ثلاث نعمات : العروبة اولاً

النصر الاعظم الذي حققته الانتفاضة الوطنية في العراق ولبنان، وبغض النظر عن المآل الاخير لها، هو انتصار العروبه وهزيمة الطائفيه المتبرقعة بالتشيع او التسنن او غيرهما،وكل اشكال علاقات ما قبل الوطنية والقومية،فرغم كل ما بذلته خلال عقود الاسرائيليتين الشرقية والغربية ومعهما امريكا والاستعمار الاوربي خصوصا البريطاني والفرنسي، من اكاذيب روجت باكثر الاساليب تاثيرا وفي اجواء كوارث زلزلت ثوابت الكثير من البشر،لابعاد الشيعة والسنة العرب،وطوائف عربية اصيلة اخرى،عن هويتها الاصلية،سواء كانت السلفية السنية او التشيع الصفوي كهوية اممية بديلة عن الهوية القومية العربية،فوقع البعض في الفخ بتورطه في ممارسات تحطيم القاعدة الماسية لهوية الامة وهي قيمها العليا.

على ماذا اعتمد التوسع الطائفي؟ كان اول الوسائل هو الافقار المادي الذي يضمن ظهور الامية وهي ولاّدة والتجهيل ونشر الاساطير الملفقة التي تبدو للامي ولنصف الامي انها ممكنة او حقيقية، فساد التجهيل المنظم وربط من جهّل بصنم غوغائي دوغمائي نصف امي،واكمل نشر (زواج) المتعه وزواج المسيار والشذوذ الجنسي والمخدرات خطة افقاد الانسان بوصلته القيمية، فأضعفت العائلة وسيدت الانانية الفردية بدل التضامن الجماعي الذي ورثه الناس عن القبيلة والعروبة، ولكن بعد عقود التضليل الطائفي انتفض الشيعة والسنة والمسيحيين بطوائفهم المختلفة ضد تغليب الفرع،وهو الطائفة والدين،على الاصل وهو العروبة،واكدوا انهم عرب قبل كل شيء،الهتافات بحياة الرابطة الوطنية العراقية واللبنانية والرفض المطلق والحاسم للطائفية كانت تعبير انموذجي عن العودة للاصول ونفض للغبار المتراكم على بيئة بعض الناس وازاحة الاصنام التي تتوارث الحكم والمال والمرجعية بلا استحقاق .
والسؤال الذي يفسر جوابه ماجرى هو :لم هذا التجذر العميق للهوية القومية العربية؟ الانتفاضة المباركة هي قبل كل شيء انتفاضة الهوية القومية العربية، فالعراقي واللبناني حسما امرهما واعلنا تمسكهما بما ورثوه عن اسلافهم الذين عاشوا قبل قرون والفيات، معبرا عنه بهويتهم العربية وبيئتها الحضارية واللغوية التي ظهرت قبل زمن موغل في القدم وكانت نتاج حضارات عربية عرفنا منها العراقية والمصرية والشامية والفينيقية والمغاربية،ولكن الادلة الحديثة خصوصا الاثار الجديدة،ونشر الخريطة الجينية كشف لنا ان حضاراتنا العربية اقدم مما كتبه المؤرخون الغربيون. وكل ذلك يؤكد بان العروبة اسبق بكثير من تاريخنا المدون وهي تعود لفترة العصر الجليدي الاخير وليس بعده فقط كما درّسنا خطأ. ان الدليل اللغوي وحده كاف لاثبات ما تقدم، فاللغة العربية وكما اشرنا مرارا في كتابات سابقة لايمكن ان تكون لغة صحراء كما تعرّف لجعل تاريخنا اقل عمرا بكثير مما هو في الواقع ،استنادا الى حقيقة عملية وهي ان كل مفردة مادية تسمي الاشياء لها مقابل في الواقع ولاتوجد تسمية لغوية لكيان مادي قبل وجوده، كالشجر والفيل والاسد والنخيل …الخ، فوجود الشيء اولا ثم اختراع تسمية له .
وبحسب المصادر والمراجع ومعاجم اللغات ثمة اجماع على ان اللغة العربية هي اوسع لغة في العالم ، فعدد الكلمات في اللغة العربية يبلغ 12,302,912 مليون كلمة دون تكرار وتبلغ 25 ضعفًا عدد كلمات اللغة الإنجليزية التي تتكون من 600 ألف كلمة والانكليزية اكبر اللغات في مفرداتها في العالم بعد العربية (شبكة . pulse.mubasher.).اللغة االعربية سمّت مختلف الاشياء المادية الموجودة في بيئات صحراوية ومطيرة وباردة وحارة ..الخ ،مما يؤكد بأنها نتاج مجتمع اخضر متنوع ومزدهر،اذ كيف تسمي اشياء لاتعيش في الصحراء فقط بل في البيئات المطيرة اذا كانت صحراوية فعلا؟ واذا درسنا تنامي مفرادتها، واللغة تنمو ببطء، فان هذه الثروة اللغوية المتفوقة عمرها ودون ادنى شك اكثر من خمسة الاف عام بكثير.
لسبب مازال مجهولا،ربما تغير المناخ الحاد والمفاجئ بانقلاب قطبي، زالت الحضارة العربية الام التي تفرعت منها كافة الحضارات العربية المعروفة وسادت عصور تخلف وتناثر سكانية،فصارت العربية لغة عشائر وقبائل بدائية غالبا ولكنها بدائية منحدرة من بيئة كانت متحضرة وورثت الكثير من تربيتها وهي سمة لها تاثير نفسي وادراكي كبيرين على العربي المعاصر فهو وريث حضارات متعاقبة طويلة ولكنه اجبر على الارتداد للبدائية فحمل في داخله تأثيرات ما سبق من تربية وتقاليد وثقافات، وبسبب ذلك نلاحظ ان البدائي العربي يتميز عن البدائي في قارات اخرى بانه يملك وعيا وحكما وتقاليدا متقدمة بقيمها وضوابطها.
الحقيقة التي اراد الغرب والصهيونية والعنصرية الفارسية تغييبها هي ان العروبة كانت، ومازالت بعنف بنيوي جامح كما نراه الان في العراق ولبنان، هوية مشتركة لسكان منطقة واسعة قبل اليهودية والمسيحية والاسلام بالاف السنين، وبالتبعية قبل الطوائف وهي طارئ من صنع بشر بعمر قرون، فالقبيلة العربية اسبق من الدين وبظهوره صرنا يهودا ومسيحيين ومسلمين وغير ذلك، ثم ظهرت الطوائف كفرع منسوب للاديان فانقسمنا الى سني وشيعي وارثودوكسي وكاثوليكي وبقيت الجذور القومية قوية .
اذا:الدين والطائفية جاءتا بعد العروبة،وهي بنية العربي الاساسية، لذلك فالانتفاضة العراقيه واللبنانية كانت الحدث الاعظم الذي ثبّت كل شيء على اصوله واثبت ان الطائفيه عباره عن غطاء طارئ سرعان ما تساقط، وبقي الاجتهاد المذهبي ممكنا ولكنه مشروط بخضوعه كفرع خاضع للاصل،وهو العروبه وليس العكس.فلو نظرنا الى قبائل العراق مثلا سنرى ان ارتباط التميمي والربيعي والجبوري القبلي اقوى من الانتماء الطائفي الذي قسم القبيلة لكنه لم يمحو لحمة القبائل. ومن ابرز مظاهر اللحمة القومية هو انك عندما تلتقي بشخص لاتعرفه تسأله : من اي اعمام انت ؟ والسؤال هنا ينطوي على صلة عمومة.
نحن التقدميون العرب نشعر الان بفخرما بعده فخر لاننا خضنا ببسالة معركة تثبيت الاصول واخضاع الفروع لها ولم نساوم او نتراجع ولم تزحزحنا ولو لحظة واحدة تسانوميات الشعوبيات المعادية الاقليمية والدولية والطائفية بمختلف اشكالها رغم انها كانت جارفة وعاتية وغير مسبوقة بقوتها واساليب تاثيرها خصوصا بعد غزو العراق،فكنا نؤكد وبلا كلل بان شيعة العراق عرب اصلاء مثل السنة ومثل المسيحيين الارثودوكس والكاثوليك والصابئة وغيرهم ولائهم لامتهم العربية وليس لاي شعوبية،وان الغبار الطائفي لايمكنه طمر الاصل حتى وان تعتمت الاجواء،فهبة نسمة عروبة واحدة كالانتفاضة الحالية تزيل الغبار عن اشعاع العروبة وتهزم الشعوبيات التي حاولت تشويه تاريخنا وواقعنا .
النصر يبدأ باعادة بناء المعنويات وهي نبتة تنمو فقط في هوية واضحة ثابتة الجذور ،والان وبعد ان انتفض ابناء جنوب العراق وحطموا الغطاء الطائفي تهدمت اسوار الطائفية عند عتاة السنة بعد مشاهدة الدم الشيعي الطاهر يسفح ببطولة اسطورية من اجل العراق وهويته الوطنية،تماما كما سفح الدم السني والشيعي والمسيحي والصابئي الطاهر بغزارة اثناء مقاومة الغزو الامريكي، والتقى كل هؤلاء عند القاسم المشترك الاعظم وهو نهوض العروبة وطغيانها على هوياتنا الفرعية.النصر العظيم للامه العربية ابتدأ الان وهو مقدمة لتحقيق باقي الانتصارات، فالهوية القومية هي نبع الوعي وحاميته، وهي مصدر المعنويات والاستعداد للموت من اجل الامة، والوعي القومي عاد في الوطن العربي كله قويا داعما بقوة لانتفاضة احرار العراق ولبنان لان العروبة هي الاصل وهي معيار الفصل .
Almukhtar44@gmail.com
4-12-2019
مرسلة بواسطة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام في 12:40 ص

كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب