-{{{{{{داروسيا..............................................................إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ........................................................................... ولا بد لليل ان ينجلي وللجهل ان ينحسر؟؟؟!!!..................................................................................... بعناتا}}}}}}
بـــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــلـــــــبـــــــك. ...غابت شمسها والعز تاه فيها .........................................................................................................................................................بعلبك يا دار الالهة بماضيها

ثورة 23 يوليو.. الروح التي افتقدناها

ثورة يوليو.. الروح التي افتقدناها

شبكة البصرة

السيد زهره

حين تحل ذكرى ثورة 23 يوليو في كل عام، يستعيد الكثيرون في الوطن العربي ما حققته من إنجازات، وأيضا اخفاقاتها، وتختلف الآراء وتتعدد حول تقييم الثورة.

لكن الأمر الملفت انه مهما تعددت الآراء والمواقف من الثورة ومن زعيمها جمال عبدالناصر، فانها حاضرة دوما في الوعي والوجدان العربي العام.

السبب في ذلك هو ان قيمة الثورة، وموقعها في التاريخ المصري والعربي، لم يتحدد فقط على أساس إنجازاتها واخفاقاتها وعلى أساس النتائج العميلة المباشرة لما اتبعته من مواقف ونفذته من سياسات في مختلف المجالات.

قيمة الثورة وموقعها في التاريخ يتحدد في جانب أساسي منه على أساس ما مثلته من مباديء وقيم وطنية وعربية.. على اساس ما كرسته من روح عربية عامة.

هذه القيم والمباديء وهذه الروح هي بالضبط سر الحضور الدائم للثورة في الوعي العربي.

الثورة اندلعت في مرحلة فاصلة في التاريخ العربي. اغلب الدول العربية كانت تخضع للاحتلال والاستعمار، والشعبو العربية كانت تتوق الى الاستقلال والتحرر. وكانت فلسطين قد ضاعت على يد العصابات الصهيونية والتآمر الدولي معها. وكان نظام عالمي جديد يتشكل بعد الحرب العالمية الثانية تهيمن عليه القوى الكبرى المنتصرة.

ثورة يوليو حين اندلعت سرعان ما اشعلت روحا عربية جديدة اجتاحت الشعوب العربية كلها.. روح جوهرها الاصرار على التحرر والاستقلال التام، وروح الإرادة والمقاومة في كل واصعب الأحوال.. وروح الفخر والاعتزاز بالانتماء الى امة عربية تتوق الى التوحد وان يكون لها مكان تستحقه في العالم. وروح من الثقة بالنفس والايمان بالقدرة على مواجهة التحديات.

كان هذا هو الإنجاز الأكبر لثورة يوليو وسر حضورها الدائم حتى يومنا هذا.

قد يعتبر البعض ان الحديث عن الروح والقيم والإرادة على هذا النحو كلام انشائي في عالم السياسة ومقدرات الدول والأمم.

لكن هذا ليس صحيحا أبدا لا بالنسبة لنا ولا بالنسبة لكل الدول والأمم.

هذه الروح الوطنية والقومية، وهذه القيم والإرادة، هي القاعدة الراسخة الكبرى التي يقوم عليها أي انجاز يتحقق، وهي الدافع الأعظم للتقدم ومواجهة التحديات. وهذه الروح والقيم هي التي بفضلها تستطيع الدول والأمم تجاوز الأزمات والصعاب دون ان تكسرها.

نحن مثلا تعرضنا لهزيمة كبرى في يونيو 1967 كان الممكن ان تقضي تماما على أي دولة او امة. لكننا صمدنا و تمكنا من تجاوز هذه الهزيمة الى ان حققنا النصر على العدو الإسرائيلي في اكتوبر 1973. لم يكن هذا ليتحقق لولا ان هذه الروح الوطنية والقومية كانت مترسخة في وعي ووجدان شعوبنا العربية.

اليوم، حين نستعيد ذكرى الثورة ونتأمل كل هذا، لا نملك الا نشعر بالحسرة والحزن والألم.

نشعر بالحسرة والحزن والألم حين نتأمل ما انتهى اليه حال امتنا وحال دولنا العربية، ونتأمل في نفس الوقت أي روح اصبحت سائدة واي قيم أصبحت حاكمة.

الأمة العربية أصبحت ساحة مستباحة لكل من هب ودب من أعداء وطامعين يفعلون بها ما يشاؤون. الدول العربية بعضها ضاع وبعضها مهدد بالضياع والباقي يواجه اخطارا وتهديدا وجودية.

يحدث هذا في حين ان الأمة تبدو عاجزة تماما عن الدفاع عن نفسها ووجودها، وكأنها قررت الاستسلام لهذا المصير.

في الوقت الذي يحدث فيه هذا، أصبحنا نفتقد هذه الروح التي كانت قد كرستها ثورة يوليو. افتقدنا حتى الاعتزاز والفخر بأمتنا العربية. قيم مثل الصمود وحتمية المقاومة والثقة في النفس لم يعد لها وجود تقريبا وحلت محلها قيم الخضوع والاستسلام والرضوخ للأمر الواقع.

مهما تحدثنا عن المواقف والسياسات العربية المنشودة كي تتمكن دولنا من مواجهة هذه الأخطار والتهديدات الوجودية، فلن يكون لهذا من معنى ولا جدوى اذا ظلت هذه هي الروح والقيم السائدة.

اليوم وأكثر من أي وقت مضى في تاريخنا لسنا بحاجة الى شيء قدر حاجتنا الى تلك الروح التي كرستها ثورة يوليو.

شبكة البصرة

الثلاثاء 20 ذو القعدة 1440 / 23 تموز 2019

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط

كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب