في الذكرى ( ٢٨ ) للصفحة السوداء … الغدر وصمة عار في جبين مرتكبيه …!!!
|
||||||
شبكة ذي قار | ||||||
الدكتور خضير المرشدي | ||||||
|
||||||
لعلَّ صفة الغدر تعتبر واحدة من أخسِّ صفات المحسوبين على البشر من الأشرار على الإطلاق ، ولعلّها العامل الرئيس الذي يسهم في تفكيك منظومات القيم الأخلاقية وانهيارها في كل زمان ومكان وفي كل حين وعلى أيِّ مستوىً كان … ففي هذه الأيام تمرُّ الذكرى السنوية لصفحة ( الغدر والخيانة ) التي تعرّض لها العراق شعباً وكياناً ومؤسسات وبنى تحتية عام ١٩٩١ تزامناً مع العدوان الثلاثيني الذي سموه بحرب الخليج الثانية او حرب ( تحرير ) الكويت .
إن شهر آذار يحمل في طياته من الذكريات المأساوية ما لم تحمله أشهر وأيام أخرى من العذابات التي مرّت على العراقيّين منذ العدوان وحتى هذه اللحظة … ويصعب علينا في هذه المناسبة وصف مشاهد الموت وحفلات التعذيب والتمثيل بالجثث التي إرتكبتْها ( زمر غادرة ملثمة ) إنتشرت كالقطعان الكاسرة في محافظات العراق الجنوبية تحت حماية طائرات التحالف الدولي وصواريخ كروز عابرة القارات التي دمرّت كل ما هو جميل في بلد الحضارة والجمال . لقد دمّرت تلك الزمر العميلة الضالة ما تبقى من معالم الحياة ، لتنشر الخراب والحزن والرعب في كل مكان وتشيع الفوضى في واحدة من أكثر صفحات العدوان الثلاثيني خسةً وغدراً ودناءةً وخيانةً عندما قام بها من يحملون الجنسية ( العراقية ) …!!! كما لا نوّد الحديث عن مناظر ومشاهد يندى لها الجبين من عمليات النهب والسلب وتدمير وحرق دوائر الدولة ، بما فيها المستشفيات والجامعات والمدارس ومراكز التموين ، والعبث بمحتويات مؤسسات معنية بحفظ أملاك المواطنين وحقوقهم وهوياتهم … ولعل لكل عراقي عاش تلك اللحظات ، قصته الخاصة فيما شاهد ورأى ، وفيما تعرض له من مخاطر كادت أن تودي بحياته وحياة عائلته ( وأنا واحد منهم ) لولا إرادة الله سبحانه ، فضلاً عن فعل الدولة الحازم في التصدّي لهؤلاء ، وتمكنها من إعادة الامور إلى نصابها الصحيح في سرعة قياسية ، بعد أن تم طرد وملاحقة هذه العصابات المجرمة ، حدث هذا في مدينة كربلاء المقدسة خلال هذه الأيام من عام ١٩٩١ ، مثلما حصل في كل محافظات الفرات الأوسط والجنوب . إن تك الجرائم موثّقةٌ بالصورة والصوت في برنامج إسمه ( الملف ) ، إستمر عرضه في تلفزيون العراق سنوياً حتى عام ٢٠٠٣ . لكنَّ الأمرَ المهمَّ الذي يستحق أنْ نسلّطَ الضوء عليه لعلاقته بما يجري في العراق اليوم هو : – إن إيران هي من كانت تقود هذه الصفحة من الحرب الكونية ضد العراق بالتنسيق مع القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي ، والدليل يكمن في تمكّن الاجهزة الأمنية والعسكرية العراقية حينذاك من إلقاء القبض على عدد كبير من ضباط المخابرات الإيرانية والحرس الثوري الايراني ممّن كانوا يقودون تلك الزمر والعصابات ، وقد تم إحتجازهم في العراق حتى عام ١٩٩٩ ، عندما أطلِق سراحهم بجلسة في المجلس الوطني العراقي الذي كنت أحد أعضائه ، ضمن صفقة تبادل الأسرى ، كون إيران ، كانت تحتفظ بالآلاف منهم منذ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية عام ١٩٨٨. – وتبيّن فيما بعد إن اولئك الغوغاء ( كما وصفهم المرجع السيد ابو القاسم الخوئي في حينه عندما استقبله السيد الرئيس في غضون تلك الاحداث ) ، هم أعضاء الأحزاب والتيارات والميليشيات الفاسدة التي تحكم العراق الآن ، بضمنها : حزب الدعوة والمجلس الأعلى وتيارات وحركات ومنظمات سرية من المرتزقة تم إعدادهم وتدريبهم في إيران لتنفيذ هذه الاعمال الارهابية بالتنسيق مع قوات التحالف وبتوقيتات محسوبة . ولعلّها كانت واحدةً من الأسباب التي دعت المجرم ( بوش الأب ) يقدم على إيقاف الحرب من جانب واحد ، بإنتظار النتائج المرجوّة من تلك الصفحة ، والتي لم تتحقّق الا بعد أن تم احتلال العراق وتدميره وتسليمه لإيران ولنفس تلك العصابات من قبل مجرم الحرب ( بوش الابن ) وحلفائه …!!! |
||||||
السبت ٢٥ جمادي الثانية ١٤٤٠ هـ ۞۞۞ الموافق ٠٢ / أذار / ٢٠١٩ م | ||||||