وارسو التطبيع | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
كلمة المحرر السياسي لموقع طليعة لبنان | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
على مدى يومين متتاليين 13 و14 شباط 2019، انعقد في وارسو عاصمة بولونيا مؤتمر الأمن والسلام في الشرق الأوسط بحضور ممثلين عن ستين دولة بدعوة من عرابته أميركا.
المؤتمر الذي روجت له وسائل الاعلام،بـأنه لأجل مواجهة الأخطار التي تهدد الأمن والسلام الامني في الشرق الأوسط وحيث يمثل الوطن العربي حوضه الأهم،لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى تحديد هذه الأخطار حتى تتخذ الاجراءات وآليات المواجهة لها. وإذا تم تجاوز بعض الأخطار التي تهدد امن المنطقة وبشكل خاص الأمن العربي منه،فإنه الخطرين الأساسيين يتجسدان بالمشروع الصهيوني الذي أقيم كيانه على أرض فلسطين ليس استهدافاُ لذاتها،وحسب،وإنما لاستهداف الأمة العربية بكل مكونات شخصيتها،كما يتجسد بالمشروع الايراني الذي حمل على رافعة الاحتلال الأميركي ووفرت له كل التسهيلات والتعمية الاعلامية على دوره وهو يمعن تخريباً بالواقع السياسي والاجتماعي العربي وما تولد عن ذلك من نتائج وصلت حد التدمير البنيوي وفي العديد من الساحات العربية. لقد بات واضحاً أن الخطر على الأمن والسلام في الشرق الأوسط ليس مبعثه الدور الصهيوني المحتضن أميركياً وحسب،بل أيضا ً الدور الايراني الذي رفعت أميركا سقف موقفها الاعلامي منه،وقد جاء البيان الختامي خالٍ من الإشارة إليهما في المقررات.وهذا ما يؤكد بأن تسليط الضوء الاعلامي على الدور الإيراني إنما كان يندرج في إطار البروبغندا الاعلامية،لأن أميركا هي التي وفرت التسهيلات لنظام الملالي ليتقدم إلى العمق القومي وهي لا تريد اسقاط هذا النظام،بل احتوائه وادخاله في منظومة اقليمية يكون الكيان الصهيوني المحتضن أميركياً أحد مكوناتها. من هنا، فإن الهدف الاميركي من خلال عقد المؤتمر لم يكن كما زعمت بداية بأنه لمواجهة التمدد الايراني بل الهدف الأصلي هو ايجاد إطار سياسي لدفع التطبيع مع العدو الصهيوني خطوات إلى الأمام،واخراج سياقاته من السر إلى العلن وهذا ما ظهر من خلال المشهديات التي أطل فيها المؤتمرون على وسائل الاعلام. نسوق هذا الكلام،لنقول بأن أميركا ليست مع إسقاط النظام الايراني ولكن مع احتوائه،وهذا ثابت في تطبيقها لإجراءات الحصار الاقتصادي بحيث تركت له متنفسات بحيث تجعل من نظام العقوبات غير ذي جدوى.وعليه لا مراهنة على دور أميركي حيادي اولاً بما يتعلق بالصراع العربي الصهيوني ولا بمراهنة على إسقاط نظام ملالي ثانياً كونه قدم خدمة لها ولمشروعها. ولذلك فإن المراهنة على دور أميركي في هذا المجال هي كحال “المستجير من الرمضاء بالنار” والعنوان الذي يطلق على “مؤتمر الأمن والسلام في الشرق الأوسط هو “وارسو للتطبيع”. في 18/2/2019 |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
شبكة البصرة | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الاثنين 13 جماد الثاني 1440 / 18 شباط 2019 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط |