-{{{{{{داروسيا..............................................................إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ........................................................................... ولا بد لليل ان ينجلي وللجهل ان ينحسر؟؟؟!!!..................................................................................... بعناتا}}}}}}
بـــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــلـــــــبـــــــك. ...غابت شمسها والعز تاه فيها .........................................................................................................................................................بعلبك يا دار الالهة بماضيها

صوت العرب في اليوم العالمي للراديو

صوت العرب في اليوم العالمي للراديو
شبكة البصرة
السيد زهره
قبل أيام، وتحديدا يوم 13 فبراير احتفل العالم باليوم العالمي للراديو.

بالنسبة لي ولأبناء جيلي، واجيال أخرى بالطبع، الحديث عن الراديو حديث ذو شجون كثيرة جدا. أجيال عربية كثيرة مدينة للراديو بتشكيل وعيها ووجدانها الى حد كبير.. ذكرياتنا الجميلة في الفن والأدب والثقافة والسياسة كلها ارتبطت أساسا بالراديو. كان هذا طبعا في في زمن كان الراديو فيه هو سيد أجهزة الاعلام بلا منازع. وحتى بعد ظهور التلفزيون وأجهزة الاعلام الأخرى، ظل الراديو لسنوات طويلة له المكانة المحفوظة.

وحين نتحدث عن الراديو ودوره على الصعيد العربي العام يقفز الى الذهن فورا بطبيعة الحال إذاعة “صوت العرب” من القاهرة ودورها الريادي المذهل الذي لعبته لسنوات طويلة جدا.

إذاعة صوت العرب انطلقت في 4 يوليو عام 1953 أي بعد عام من اندلاع ثورة يوليو المصرية.

هذه الإذاعة بعد انطلاقها بفترة قصيرة سرعان ما أصبحت هي صوت الشعوب العربية فعلا، وبلغ تأثيرها حدودا مذهلة اظن انها لم تخطر ببال حتى الذين انشأوها وقاموا على امرها في البداية. وارتبطت اذا عة صوت العرب منذ نشأتها بأحمد سعيد الإذاعي الأشهر في تاريخ الإذاعات العربية، الذي اشرف على الإذاعة.

الحديث يطول جدا عن كيف ارتبطت الشعوب العربية بصوت العرب وتأثرت بها. الحكايات هنا كثيرة جدا. لكن يحضرني دوما حكايتين أرويهما باستمرار يعبران عن مدى تعلق الشعوب العربية بالإذاعة.

الحكاية الأولى، رواها لي محمود رياض الأمين العام الأسبق للجامعة العربية ووزير خارجية مصر قبل ذلك.

قال انه ف ي مطلع الخمسينيات، لا اذكر العام بالضبط، كان وقتها المسئول عن الشئون العربية في مصر، وقام بهذه الصفة بأول زيارة له الى اليمن. يقول انه حين اجتمع مع وفد من اليمنيين يضم شيوخا للقبائل والعشائر وشخصيات عامة، فوجيء بأن الحضور لا يكفون عن ترديد اسم احمد سعيد ويسألون عنه ويشيدون به. ويقول محمود رياض انه لم يكن يعرف من هو احمد سعيد في ذلك الوقت، وسأل مرافقيه الذين اقالوا له انه مذيع صوت العرب. وقال رياض ان هذه هي المرة الأولى التي ادرك فيها التأثير الكبير لصوت العرب.

والحكاية الثانية، رواها المفكر المصري الراحل الدكتور عبدالعظيم انيس في مذكراته.

يروي انه في عام 1957، قام على رأس وفد صحفي مصري بزيارة الى سوريا تضامنا معها في ظل تهديدات واجهتها في ذلك الوقت. كان من بين أعضاء الوفد صحفي اسمه احمد سعيد من وكالة انباء الشرق الأوسط

يقول عبدالعظيم انيس ان الوفد حين زار محافظة حمص والتقى بالمحافظ، فوجيء به يحتفي احتفاء خاصا بالصحفي على اعتبار انه احمد سعيد مذيع صوت العرب. وحين اخبر المحافظ انه شخص آخر، اسقط في يده. اتضح ان المحافظ حين وصلته قائمة بأسماء اعضاء الوفد، دعا كل أهالي حمص الى التجمع في الميدان الكبير للاستماع الى خطاب يلقيه احمد سعيد من صوت العرب، وتجمع الالاف فعلا. ولم يجد عبدالعظيم انيس مفرا انقاذا للموقف من ان يلقي هو كلمة في الحشود على اعتبار انه احمد سعيد من صوت العرب وسط تفاعل جماهيري هائل.

الحكايتان تبرزان الى أي حد وصل تأثير إذاعة صوت العرب وتعلق المواطنين العرب ها.

بالطبع، هذ التأثير لم يأت من فراغ. صوت العرب كانت صوت التحرر الوطني العربي، وصوت المشروع القومي العربي.

 

لنتأمل هذا ونتأمل حال اعلامنا العربي اليوم.

اليوم، نعيش ثورة هائلة في الاعلام واجهزته.. آلاف القنوات الفضائية، والاذاعات، والوف مؤلفة من مواقع الانترنت وصحف الكترونية ومواقع تواصل.. وهكذا.

ومع هذا، ليس لدينا في الوطن العربي جهاز اعلامي واحد يمكن ان نعتبره عربيا بالمعنى الكامل، أي يعبر حقا عن كل الشعوب العربية ويخاطبها بكل آمالها وتطلعاتها وتلتف حوله الشعوب مثلما كانت إذاعة صوت العرب التي ما زالت موجودة بالطبع، ولكن لم يعد لها نفس التأثير السابق.

ليس هذا فحسب، بل ان أجهزة الاعلام العربية الحالية أصبحت في اغلبها تلعب دورا سلبيا تخريبيا ومدمرا.

السبب معروف. لم يعد لدينا مشروع قومي عربي بأي معنى تلتف حوله الشعوب العربية ويمكن ان يتبناه او يدافع ويعبر عنه أي جهاز اعلامي عربي.

الى ان يتوحد العرب حول مشروع قومي يجمعهم ويعبر عن آمالهم، سنظل بلا صوت اعلامي عربي يوحدهم ويلتفون حوله.

شبكة البصرة
الاثنين 13 جماد الثاني 1440 / 18 شباط 2019
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط
كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب