-{{{{{{داروسيا..............................................................إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ........................................................................... ولا بد لليل ان ينجلي وللجهل ان ينحسر؟؟؟!!!..................................................................................... بعناتا}}}}}}
بـــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــلـــــــبـــــــك. ...غابت شمسها والعز تاه فيها .........................................................................................................................................................بعلبك يا دار الالهة بماضيها

قصـــــة وذكــــريـــــــــات

قصـــــة وذكــــريـــــــــات
 

 

شبكة ذي قار
د. خضير المرشدي
لكل عراقي قصة حزينة وذكريات عن تلك الصفحة المؤلمة من العدوان الثلاثيني على العراق الذي قادته الولايات المتحدة الامريكية بحجة تحرير الكويت في ١٧ / ١ / ١٩٩١ ، والذي تم فيه تحطيم أهم مرتكزات الدولة المدنية والعسكرية وخاصة المجزرة المعروفة التي تعرض لها جيشنا الباسل أثناء إنسحابه من الكويت وقتل المدنيين الآمنين ، وتدمير كافة مستلزمات الحياة . فمن ذكرياتي الشخصية حيث كنت مديراً لمستشفى الحلة الجراحي خلال الشهر الاول من العدوان ، كنّا قد أعددنا فرق إسعاف طبية مجهزة لتتوجه فوراً لأي مكان يتعرض للقصف الجوي من الطائرات أو بصواريخ كروز الذكية بعيدة المدى وذلك لإنقاذ مايمكن إنقاذه من الجرحى .

وكان قد حصل في إحدى الليالي إن طائرة من طائرات التحالف قد أسقطت حمولتها من الصواريخ على أحد الأحياء السكنية التاريخية القديمة المكتظة بالسكان في محافظة بابل ، وكنت ممن حضر مع الفريق الطبي الى مكان الحادث حيث إهتزت المدينة بكاملها لهول الانفجار والتدمير ، وحضر كافة الرفاق والاخوة المسؤولين في المحافظة الى مكان القصف ، وفعلاً كانت مجزرة بشرية بحق حيث تم إنتشال ٦٢ جثة متفحمة ، وعدد كبير من الجرحى بلغ ١١٨ جريح ، وإستمر الإخلاء من الساعة الثانية ليلاً وحتى العصر من نهار اليوم الثاني . وكانت المشاهد مرعبة ، والفوضى عارمة والحزن يعلو الوجوه ورائحة الموت تملأ المكان .وفي واحدة من أهم المشاهد التي لاتنسى هي تلك المرأة البابلية ( سهام ) التي أُنتشلت سالمة من بين ركام بيتها المدمر بالكامل وفقدت في هذا الحادث زوجها وأسمه ( محمد ) وخمسة من أولادها ثلاثة شباب وبنتان ، ولكنها رفضت بشدة الإخلاء رغم المصيبة والجروح والرضوض والالم ، وباشرت بالبحث عن زوجها وأولادها وهي تنشد وتقول ( لاگاني الموت ولاگيته ، مهضوم المات بنص بيته )

وفي اليوم الثاني قد علمنا من أخبار حفر الباطن ، إن قائد الطائرة كان من رعايا أحد الاقطار العربية المشاركة في العدوان .

إنها واحدة من القصص والاحداث المؤلمة التي حدثت في معظم بل جميع محافظات العراق الابية ، ولا زالت فصول هذه المأساة مستمرة حتى الآن .

الاحد ١٤ جمادي الاولى ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / كانون الثاني / ٢٠١٩ م
كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب