قصـــــة وذكــــريـــــــــات | |||||
|
|||||
شبكة ذي قار | |||||
د. خضير المرشدي | |||||
Follow Dhiqar |
|||||
لكل عراقي قصة حزينة وذكريات عن تلك الصفحة المؤلمة من العدوان الثلاثيني على العراق الذي قادته الولايات المتحدة الامريكية بحجة تحرير الكويت في ١٧ / ١ / ١٩٩١ ، والذي تم فيه تحطيم أهم مرتكزات الدولة المدنية والعسكرية وخاصة المجزرة المعروفة التي تعرض لها جيشنا الباسل أثناء إنسحابه من الكويت وقتل المدنيين الآمنين ، وتدمير كافة مستلزمات الحياة . فمن ذكرياتي الشخصية حيث كنت مديراً لمستشفى الحلة الجراحي خلال الشهر الاول من العدوان ، كنّا قد أعددنا فرق إسعاف طبية مجهزة لتتوجه فوراً لأي مكان يتعرض للقصف الجوي من الطائرات أو بصواريخ كروز الذكية بعيدة المدى وذلك لإنقاذ مايمكن إنقاذه من الجرحى .
وكان قد حصل في إحدى الليالي إن طائرة من طائرات التحالف قد أسقطت حمولتها من الصواريخ على أحد الأحياء السكنية التاريخية القديمة المكتظة بالسكان في محافظة بابل ، وكنت ممن حضر مع الفريق الطبي الى مكان الحادث حيث إهتزت المدينة بكاملها لهول الانفجار والتدمير ، وحضر كافة الرفاق والاخوة المسؤولين في المحافظة الى مكان القصف ، وفعلاً كانت مجزرة بشرية بحق حيث تم إنتشال ٦٢ جثة متفحمة ، وعدد كبير من الجرحى بلغ ١١٨ جريح ، وإستمر الإخلاء من الساعة الثانية ليلاً وحتى العصر من نهار اليوم الثاني . وكانت المشاهد مرعبة ، والفوضى عارمة والحزن يعلو الوجوه ورائحة الموت تملأ المكان .وفي واحدة من أهم المشاهد التي لاتنسى هي تلك المرأة البابلية ( سهام ) التي أُنتشلت سالمة من بين ركام بيتها المدمر بالكامل وفقدت في هذا الحادث زوجها وأسمه ( محمد ) وخمسة من أولادها ثلاثة شباب وبنتان ، ولكنها رفضت بشدة الإخلاء رغم المصيبة والجروح والرضوض والالم ، وباشرت بالبحث عن زوجها وأولادها وهي تنشد وتقول ( لاگاني الموت ولاگيته ، مهضوم المات بنص بيته ) وفي اليوم الثاني قد علمنا من أخبار حفر الباطن ، إن قائد الطائرة كان من رعايا أحد الاقطار العربية المشاركة في العدوان . إنها واحدة من القصص والاحداث المؤلمة التي حدثت في معظم بل جميع محافظات العراق الابية ، ولا زالت فصول هذه المأساة مستمرة حتى الآن . |
|||||
الاحد ١٤ جمادي الاولى ١٤٤٠ هـ ۞۞۞ الموافق ٢٠ / كانون الثاني / ٢٠١٩ م |