اميركا وايران والاستراتيجية الارهابية المتبعة ( الراية الخداعة ) | |||||
شبكة ذي قار | |||||
عبد المنعم الملا / لندن | |||||
|
|||||
لم تكن جريمة إحتلال العراق مجرد جريمة عادية كحال باقي الجرائم الدولية التي قامت بها امريكا منذ بداية نشأتها وحتى يومنا هذا، إنما كانت مخططاً شيطانياً كُتب بايادٍ أشد خبثاً ومكراً من إبليس نفسه، رسمت سياستها على أنقاض الدول التي عبثت بأمنها واستقرارها بعد احتلالها، وحولت شعوبها المقهورة الى مادة دسمة تدفع اثمان من دمائها البريئة مقابل بقاء الخونة والعملاء الذين جاءت بهم الى السلطة ولازالت تلتزمهم.
وليس بغريب ماتقوم به أمريكا في العراق، خصوصا اذا عرفنا انها استخدمت نفس السياسية بحق شعبها نفسه، من أجل أن تبرر جرائمها التي قامت ولاتزال تقوم بحق الشعوب الاخرى. فلاستراتيجية الامريكية التي كشف عنها أحد زعماء فيدرالية الأخوة العالمية ( IFB )، سياسة الراية الخداعة ( False Flag )، والتي تستند على القيام بعمليات ارهابية ضد المصالح الامريكية، حتى وإن كان الشعب الامريكي ضحيتها، ثم نسبها إلى الخصوم أو من تريد مهاجمتهم امريكا. وأبرز هذه العمليات وأكبرها كانت عملية الهجوم على ميناء بيرل هاربر الامريكي1941، والذي أعطى الذريعة لامريكا باستخدام القنبلتين الذريتين ضد اليابان في هيروشيما وناكازاكي، وعملية مهاجمة القاعدة الامريكية في كوبا (نورثوود اوبيريشن North-woods Operation ) عام 1962التي قامت بها مليشيات كوبية شُكلت من قبل أمريكا لمهاجمة كوبا الأمر الذي دفع الرئيس الامريكي كيندي حياته ثمن الوقوف بوجه هذه العملية الارهابية ومهاجمة فيتنام أيضاً. إضافة الى المليشيات السرية التي شكلتها في اوربا ( Stay Behind ) بعد الحرب العالمية الثانية والميشيات التي شكلتها في ايطاليا وتركيا ( Strategy of Tension ) والتي كانت مهمتها شيطنة اليسار ومهاجمته لاحقاً، إضافة الى المهام الاجرامية الخاصة الأخرى التي تُكلف بها، ومنها زعزعت الأمن والأستقرار في البلدان التي أوجدت فيها هذه المليشيات بكافة تفرعاتها والمجاميع المرتبطة ابها. هذا بالاضافة إلى تشكيل مليشيا الكونترا في الهندوراس “Contra” ومليشيات متعددة في العراق، كان مهندسها الرئيسي هو جون نغربونتي عندما كان سفيراً في كلا الدولتين. ومن العمليات الارهابية الكبرى التي أقدمت عليها امريكا واستطاعت من خلالها تدمير عدة بلدان، ولازال شبح هذه العملية يطارد بعض الدول لااخرى، هي عملية تدمير برجي التجارة الدوليين في نيويورك 2001، وما تبعها من تدمير هائل لحق بالكثير من الدول عبر احتلالها مباشرة او عبر المليشيات التي نتجت عن هذه العملية وعلى رأسها القاعدة وما خلف منها مليشيات على شاكلتها بل واسوء منها واخرها وليست الاخيرة داعش والمليشيات المرتبطة والمدعومة من ايران. ولاننسى أن ايران وفرت الملاذ الأمن للقاعدة عندما انتفت الحاجة منها امريكياً وادخلت بعض من قيادييها إلى العراق بعد 2003 والتي كان لها الاثر الاكبر في تشكيل مليشيات شبيهة بالقاعدة الاصل. وبحجة مقاتلة هذه المليشيات الشبيهة بالقاعدة لجأت ايران إلى اعتماد الاستراتيجية الامريكية ( الراية الخداعة ) فأنشات مليشيات اخرى على نفس شاكلتها لكن تختلف بالعقيدة والمذهب، كانت مهمتهم الاولى والاخيرة تدمير المدن التي يدخولها واحدة تلو الاخرى والسيطرة عليها تمهيداً لبسط النفوذ الايراني الكامل عليها ومباركة امريكية اسرائيلية كاملة، إمعاناً وايغالاً في تدمير ومسح مدناً وتفكيك دولاً قائمة بذاتها في المنطقة وتحويلها إلى ساحات حروب وصراعات طائفية وعرقية شبه ابدية، ومن ثم تقسيمها وانهاء دورها إلى الأبد. أن ماحدث ويحدث في العراق هو جزءاً من جريمة إرهابية منظمة ومخطط لها منذ القرن الماضي، شارك فيها كل الموجودين اليوم على سدة الحكم في العراق، ومن جاؤوا مع المحتل او دعموا من ايران او من الدول العربية التي كان لها دوراً لايقل أهمية إن لم يكن أكبر من دور الدول الغربية في هذه الجريمة والى يومنا هذا. كعراقيين فأن الحقيقة التي يجب نصارح أنفسنا بها، هي أن أمريكا ماضية بسياسيتها التدميرية تجاه العراق، ولن يوقف سيولها الارهابية إلا المقاومة العراقية وثورة الشعب العراقي على اداواتها التدميرية من السراق والفاسدين والمجرمين في ماتسمى بالحكومة العراقية الوهمية. التي صارت توزع المناصب والوزارات فيها عبر مناقصات ومساومات دنيئة بين الاحزاب المشاركة في الحكومة والبرلمان ورئاسة الدولة، بعد أن استطاعت بدعم امريكي وايراني عبور مرحلة الدجل والتدليس على عموم الشعب العراقي في اعلان تشكيلتها المنقوصة حتى اليوم، عبر انتخابات مزورة بشهادتهم هم أنفسهم، بعد أن نجحوا رعاع المنطقة الخضراء رهن العراق أرضاً وشعباً لقوى إلارهاب المصنع امريكا والمسوق ايرانياً والمُتاجر به اسرائيلياً. وأن من يحجب عينيه عن رؤية هذه الحقيقة او يهاب مواجهتها خوفاً من عواقبها المترتبة عليها، فالواجب أن يعيد النظر مرة اخرى وقبل فوات الأوان، بل وقبل أن يصبح شريكاً بهذه الجريمة بالسكوت عليها. فالنزيف العراقي ارضاً وشعباً لم ولن يتوقف إلا بزوال آلة الارهاب الامريكية الايرانية الاسرائيلية وتفرعاتها المتمثلة بالمليشيات المتشرة في عموم العراق وبالعملاء والخونة والفاسدين في المنطقة الخضراء، حتى وإن كان الثمن باهضاً فلن يكون أكثر مما دفع العراقيين منذ 2003 وحتى يومنا هذا ومازلوا يدفعون. |
|||||
الاثنين ٢ ربيع الثاني ١٤٤٠ هـ ۞۞۞ الموافق ١٠ / كانون الاول / ٢٠١٨ م | |||||