مدينة المُدن.. بصرة العراق الثائرة |
مكي معتز الجميل |
مُنذ ما يقارب خمسة وأربعون يوماً بدأت البصرة وحدها لتقود إنتفاضة ضد الظلم والطُغيان، وضد كل ما بُنيَ على الباطل.. وأنتم سَتنهون هذا الباطل عاجلاً أم آجلاً وستغيّرون خارطة العملية السياسية النتنة القابعة على صُدورِنا مُنذ إحتلال العراق في نيسان 2003 وليومنا الراهن خمسة عشر عاماً من الظُّلم والتهميش والطائفية المقيتة بِكُل صورها واللصوصية والسرقة وخيانة بَلَد بأكمله كافية للتغيير الجذري وليس الجزئي من إصلاحاتٍ هُنَا أو هُناك أو ترقيعٍ لهذه العملية السياسية البائسة
البصرة أو مدينة المُدن كما كان يُطلق عليها إبان حرب الثَمان سنوات مع جارة السوء إيران وقفت شامخة فصمدتْ وتحمّلت القصف الإيراني الوحشي الذي طال بيوت الآمنين من المدنيّين العُزَّل قبل المنشآت الحيوية، والعسكرية، هي ذاتها التي تقارع اليوم ايران وتحرق قنصليتها وتقاتل مواليها وخدمها..
ولو كان هُناك ذَرَّة من الغيرة والشرف والأخلاق لدى سلطة المنطقة الخضراء لأستجابت لمطالب المُتظاهرين التي هي أقل ما يقال عنها (مُتطلبات حَياةْ) وليست مطالب بل هي إستحقاق،
نتذكر جيدا قبل فترة ليست بِبَعيدة وتحديداً ايام مظاهرات دولة البحرين حين قُتِل أحد المُتظاهرين تم عقد جلسة طارئة لمجلس النواب العراقي للوقوف إلى جانب المُتظاهرين وكان من ضمن مطالب النواب التبرع بمبلغ مالي كبير على ما أتذكر يصل الى خمسين مليون دولار!! بينما لم يحرك حريق البصرة اللاهب اي ساكن لدى النواب الجدد الذين كان يمكن لهم ان يثبتوا انهم شرفاء بخلاف الذين سبقوهم من خلال المطالبه بعقد جلسة طارئة لمجلسهم الخائب.
كما هو الآخر حال موقف المرجعية من مظاهرات البحرين حيث خاطبت حينها الحكومة البحرينية مطالبة اياها بالنظر لمطالب المُتظاهرين بينما تقف اليوم صامتة امام مايحدث في العراق والبصرة تحديداً، فهل المواطن البحريني أحق من المواطن العراقي بأن تنطق المرجعية لأجله وتدافع عنه؟؟
ثُوّار البصرة يُطالبون بالكهرباء والماء الصالح للشرب فتَمَّ قتلهم من قبل أجهزة السلطة وميليشياتها القذرة شُهداء الحق شهداء الكهرباء والماء، أكثر ما يُثير الإستغراب والإستهجان بخصوص ما يحصل للعراق مُنذ إحتلاله حتى اللحظة هو سُكوت بعض الصحفيين والأقلام والمُثقفين والسياسيين المُستقلّين بل وصل الحد إلى الوقوف جنب الحكومة وميليشياتها والدفاع عنهم وآخرها وصف الثوّار بالمُندسين وشَماعة التُهم بعد الإحتلال وهي (البعثيين) وكأن البعثي ليس إنساناً وليس من حقه المُطالبة بحقوق العيش البسيطة واللازمة مثل الكهرباء والماء الصالح للشرب. هذه الإنتفاضة هي مسيرة مُكَّمِلة لما بدأ به الثوار قبلهم عام 2011 التي كانت تُسيِّس تارة وأخرى تُقمع طريق الكِفاح والنِضال حتى التحرير من الإحتلالين الأمريكي والإيراني لم نَرى بعد إحتلال العراق غير الدمار والإقتتال الطائفي وخراب النفس البشرية وسرقة ثروات البلد وإنعدام الخدمات والفساد المالي الذي وصل أعلى مُؤَشِراته..
لا تَستَسلِموا أبداً أملنا بِكُم وأرفعوا سقف مطالبكم وتوجهوا إلى بغداد ومزبلتها الخضراء التي يقطُنها العملاء وسُراق المال العام وما أُخِذَ بالقوة والدم لا يُسترد إلا بالقوة والدم والمجد والخلود لشهداء العراق والبصرة الأحرار الثائرين بوجه الْعُمَلاء والفاسدين والعَمائِم. 8 أيلول 2018 |
شبكة البصرة |
الاثنين 30 ذو الحجة 1439 / 10 أيلول 2018 |
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط |