من بدأ الحرب.. ومن يتحمل مسئولية استمرارها؟!؛
الحلقة الثانية |
|
د. أبا الحكم |
نتابع خطوات العدوان الإيراني على العراق، التي بدأت في الحلقة الأولى للتذكير:خامساً – كما اعتدت السلطات الإيرانية في تلك الفترة على المدارس العراقية في إيران وأغلقتها جميعاً وسفًرت معلميها، فضلاً عن عدوانها على مكتب الخطوط الجوية العراقية في طهران.سادساً – وفي غضون تلك الفترة بدأت السلطات الإيرانية بتصعيد إجراءاتها في جانب إحياء حركة التمرد الانفصالية في شمال العراق، وقيامها باحتضان العناصر القيادية للتمرد:– فقد نشرت وسائل الإعلام الإيرانية في نهاية شباط عام 1979 برقية تهنئة بعث بها (مصطفى البرزاني) إلى قيادة الثورة الإيرانية.– كما نشرت جريدة (إطلاعات) مقابلة صحفية مع (جلال طالباني) تضمنت هجوماً على النظام الوطني في العراق.– وفي مساء يوم 11/3/1979، اجتمع رئيس الوزراء الإيراني مع أبناء (مصطفى البرزاني)، واجتمع معهم أيضاً معاون وزير الداخلية للشؤون السياسية، وأبلغهم بأن الحكومة الإيرانية ستدفع رواتب الأكراد وتستمر بمساعدتهم.– وقد نشرت صحيفة (بامداد) الإيرانية بتاريخ 17/5/1979 خبراً مفاده بأن القيادة المؤقتة للحزب الديمقراطي الكردستاني تعمل في المناطق المحيطة بكل من “اشنويه” و”اورامان” و”ماريوان”، ولم تقم الحكومة الإيرانيـة المؤقتـة برئاسة (مهدي بازركان) باتخاذ أي إجراءات ضـدها.– كما نشرت صحيفة (طهران تايمز) بعدديها الصادرين في 23 و24/7/1979 مقالين تطرقت فيهما إلى (عودة مسعود برزاني وجماعته من إيران إلى العراق لممارسة أعمال التمرد والعصيان المسلح بعد أن تم انتخابه في إيران رئيساً للحزب الديمقراطي الكردستاني للعراق خلفاً لوالده، وقد صرح مسعود، حسبما أشارت إليه الصحيفة الإيرانية، بأنه شغل طيلة الشهرين الأخيرين في إيران في إعادة تنظيم حزبه).– أما صحيفة (بيام شهيد) فقد نشرت يوم 4/8/1979 مقابلة (آية الله منتظري) مع جلال طلباني كانت قد تمت يوم 31/7/1979، تضمنت إساءات للعلاقات مع العراق.. فيما واكب ذلك نشاط ملحوظ لأعمال المخربين من مجموعة (القيادة المؤقتة)، التي كانت تتجول على شكل مفارز في القرى الإيرانية التابعة لقضاء (ماريوان) الإيراني من أجل منع دخول الأكراد العراقيين العائدين إلى العراق مستفيدين في ذلك من قانون العفو العام الصادر بحقهم من الحكومة العراقية، وكانت إجراءات عرقلة العودة هذه اشتركت فيها السلطات الإيرانية المختصة أيضاً.هذه الأعمال والتصرفات المعادية والخطيرة أدت إلى توتر العلاقات بين البلدين، ومع بدء التوتر ازداد الوجود العسكري الإيراني في الأراضي العراقية، التي كانت إيران قد تجاوزت عليها خلافاً للاتفاقيات الحدودية النافذة بين البلدين، والتي أكدت اتفاقية الجزائر في 6/3/1975 على إعادتها للعراق، وأصبحت الأراضي العراقية مصدراً لأعمال عدوانية إيرانية مسلحة ارتكبت داخل المناطق الحدودية العراقية وأراضي العراق الأخرى… فمثلاً:– بلغت حوادث خرق الأجواء العراقية من قبل سلاح الجو الإيراني (249) حادثاً للفترة من شباط/1979 ولغاية أيلول/1980.– بلغ عدد حوادث إطلاق النار على مخافر الحدود العراقية، والهجوم عليها والقصف المدفعي وعرقلة الملاحة في شط العرب وقصف الأهداف المدنية ما مجموعه (244) حادثاً للفترة من حزيران/1979 ولغاية أيلول/1980.– أطلق النار على الطائرات المدنية العراقية ثلاث مرات في الفترة من آب/1980 ولغاية أيلول/1980، وأجبرت إحداها بالقوة على الهبوط في داخل إيران.– قصفت المنشآت الاقتصادية سبع مرات للفترة من كانون ثاني/1980 ولغاية أيلول/1980، ومن ضمنها منشأة نفطية عراقية.وقد قامت الحكومة العراقية بتثبيت كل حوادث العدوان الإيراني هذه بمذكرات رسمية وجهت إلى الحكومة الإيرانية بلغ عددها (293) مذكرة!!.– خلال سلسلة الأعمال العدوانية المسلحة الإيرانية على العراق، حدث تطور خطير يوم 4/أيلول/1980، حيث استخدمت القوات المسلحة الإيرانية المدفعية الثقيلة من عيار (175) ملم الأمريكية الصنع لقصف المدن العراقية الآمنة (خانقين، والمنذرية، والمنشآت النفطية في نفط خانه) و(زرباطية ودهوك)، وعلى التوالي للفترة من 4 حتى 7/ايلول/1980 وبصورة متواصلة.قامت وزارة الخارجية العراقية باستدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية في بغداد وسلمته مذكرة أبدت فيها ما يلي:(لقد ثبت لدى حكومة الجمهورية العراقية تجاوز القطعات العسكرية الإيرانية واستمرار تجاوزها على مناطق متعددة من الإقليم العراقي حسب خط الحدود الدولية لجمهورية العراق، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، منطقة (زين القوس) ومناطق أخرى خلافاً لمعاهدة الحدود وحسن الجوار المعقودة بين البلدين عام 1975 والقوانين والأعراف الدولية وعلاقات حسن الجوار، لذا يتطلب الأمر إبلاغ الحكومة الإيرانية بإزالة هذا التجاوز فوراً بسحب قطعاتها العسكرية من المناطق المتجاوز عليها).غير أن القوات المسلحة الإيرانية المعتدية استمرت بأعمالها العدوانيـة ضد العراق وعلى النحو الآتي:– قصف قاطع خانقين بالمدفعية والهاونات.– قصف قاطع بدرة بنيران المدفعية والدبابات والهاونات لمدينة زرباطية.– قصف قاطع مندلي مرتين بطائرتين حربيتين إيرانيتين، استمر القصـف لمدة (30) دقيقة متواصلة.– قصف جوي إيراني لمدينة خانقين.استدعت وزارة الخارجية العراقية يوم 8/أيلول/1980 القائم بأعمال السفارة الإيراني مرة أخرى وسلمته مذكرة لاحقة جاء فيها ما يلي:(إن القوات المسلحة العراقية، ممارسة من الجمهورية العراقية لحقها المشروع في الدفاع الشرعي، قد اضطرت إلى إزاحة الاحتلال الإيراني عن منطقة (زين القوس) واسترجاع الأراضي العراقية المحتلة، إن حكومة الجمهورية العراقية تأمل أن يستفيد الإيرانيون من هذه الواقعة ويعيدوا بقية الأراضي العراقية، التي تجاوزت عليها إيران عبر فترات زمنية سابقة، وحسبما تم الاتفاق عليه مع العراق بموجب معاهدة الحدود وحسن الجوار المعقودة عام 1975، وبذلك يتجنب البلدان احتمالات المواجهة الأوسع).يتبع… 16/08/2018 |
شبكة البصرة |
السبت 7 ذو الحجة 1439 / 18 آب 2018 |
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط |