حرب أمريكا على شعب فلسطين | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
السيد زهره | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
هذا أمر معروف. على امتداد العقود الماضية، لم تكن العلاقات بين أمريكا والكيان الإسرائيلي علاقات تحالف استراتيجي فقط. كانت أبعد من هذا بكثير. حماية الكيان الإسرائيلي كانت دوما من اكبر مصالح أمريكا الاستراتيجية في المنطقة. ولهذا، تعهدت أمريكا باستمرار بضمان التفوق النوعي للكيان الاسرائيلي على كل الدول العربية، ووقفت بجانبه رغم ما مارسه من عدوان وارهاب.
ولهذا، كان موقف الإدارات الأمريكية المتعاقبة دوما هو موقف الدعم المطلق اللامشروط للكيان الإسرائيلي في كل الأحوال. ورغم هذا، كانت هناك دوما خطوط أربعة لاتتجاوزها الإدارات الأمريكية في سياساتها ومواقفها، هي على النحو التالي: 1- امتنعت كل الادارات السابقة عن الاستجابة لطلب الكيان الإسرائيلي باعتبار القدس عاصمة له، بالتالي طلب نقل السفارة الأمريكية للقدس. 2- اعتبرت الادارات الأمريكية دوما ان الضفة وغزة، وكل الأراضي الني احتلها الكيان الإسرائيلي بعد 67 هي أراض محتلة بما يترتب على ذلك من احكام للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. 3- كل الإدارات الأمريكية اعتبرت رسميا ان المستوطنات الإسرائيلية هي مستوطنات غير شرعية. 4- كما تبنت الادارات الأمريكية حل الدولتين للصراع، بمعنى انها كانت تعترف ضمنا بحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته، بغض النظر عن تفاصيل الرؤية الأمريكية لطبيعة هذه الدولة وحدودها. صحيح أن كل الإدارات الأمريكية لم تفعل شيئا لانصاف الشعب الفلسطيني او للتوصل الى حل عادل، او لردع الاعتداءات الاسرائيلية، لكنها ظلت نظريا ملتزمة بعدم تجاوز هذه الخطوط الأربعة في مواقفها وسياساتها المعلنة. لكن الإدارة الأمريكية الحالية تجاوزت كل الحدود في دعمها للكيان الإسرائيلي، وتنكرت لكل هذه المواقف والسياسات الأربع التي كانت ثوابت لدى الإدارات السابقة. كانت أكبر خطوة كارثية عدوانية ما اقدمت عليه الإدارة الحالية من الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي وإعلان نقل السفارة اليها ضاربة عرض الحائط بالقانون الدولي وكل قرارات الأمم المتحدة. ولم تكتف بهذا، بل أعلنت انها سوف تفتتح سفارتها في القدس في ذكرى اغتصاب فلسطين وقيام الكيان الإسرائيلي الشهر القادم. وآخر الخطوات العدوانية المستفزة ما أقدمت عليه الإدارة الأمريكية قبل أيام من اعلان انها لن تستخدم بعد الآن تعبير الأراضي المحتلة. مع ان هذا القرار ليست له أي قيمة اومعنى قانوني او بحكم القرارات الدولية، مثله في هذا مثل قرار القدس، فانها خطوة تبين الى أيحد وصلت هذه الإدارة في عدائها للشعب الفلسطيني ودعمها للكيان الاسرائيلي الغاصب. ولم تكتف الإدارة الحالية بهذا، بل شنت حربا لتجويع الشعب الفلسطيني، ومحاولة اذلاله. تجسد هذا في قرارها بقطع المساعدات للسلطة الفلسطينية، وبقطع الأموال التي كانت تدفعها لوكالة الغوث “الأونروا” المسئولة عن تعليم واعاشة ملايين الفلسطينيين. الإدارة الأمريكية تتصور انها عبر هذا يمكن ان تدفع الشعب الفلسطيني للركوع والتسليم بما تريده. الأمر الغريب انه بعد كل هذه المواقف والسياسات الشاذة، وكل ما فعلته الإدارة الأمريكية، فانها تتحدث عما تسميه “صفقة القرن” لتسوية الصراع كما تزعم. أي صفقة وأي تسوية يمكن ان تطرحها اذا كانت تقوم على ما اتخذته فعلا من قرارات وما اتبعته من سياسات معادية للشعب الفلسطيني؟ في كل الأحوال، هناك امر من الواضح ان الإدارة الأمريكية عاجزة عن ادراكه. مهما تمادى الكيان الاسرائيلي في عدوانه وفي ارهابه، ومهما فعلت الإدارة الأمريكية في عدائها على هذا النحو، فان الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يركع او يتخلى عن ارضه ومقدساته وحقوقه. وما لا تدركه الإدارة الأمريكية ان شعب فلسطين ليس وحده. معه كل الشعوب العربية. رغم كل الأوضاع العربية الحالية وما يبدو انه تراجع لأهمية القضية عربيا، فإن قضية فلسطين ستظل هي قضية العرب الأولى، ولن يقبل عربي بالتفريط في الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
شبكة البصرة | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الاحد 14 شعبان 1439 / 29 نيسان 2018 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط |