نعمة جمعة.. المحامي
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
بقلم المحامي حسن بيان | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
حق أن تكرم
لعدة سنوات خلت، لم يعد المناضل نعمة جمعة يطل على الحياة العامة، لا في جانب سلك المحاماة الذي انخرط به مبكراً ولا في ميدان الدفاع عن حقوق الانسان والحربات العامة الذي شغل حيزاً هاماً من اهتماماته الإنسانية، ولا في مجال العلاقات الاجتماعية التي كان يتقنها بامتياز والسبب وضعه الصحي الذي أقعده عن العمل، وجعله لا يطل إلا لماماً. نعمة جمعة، من يعرفه لا يجد استغراباً لنعته بالمناضل وأن كان احترف مهنة المحاماة، فهو يستحق هذا النعت بامتياز، لأنه قضى ردح حياته ملتصقاً بهموم الناس ومعاناتهم، سواء تجلى الأمر بالهم القومي والوطني، أو بالهم الاجتماعي المعيشي، أو المتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان، وما أكثرها. نعمة جمعة لمن لا يعرفه، لم تكن مهنة المحاماة عنده مهنة كسب معيشي وعلى ضرورة ذلك، بل كثيراً ما كان يكلف بالدفاع عمن لا قدرة له على دفع الأتعاب وليس بتكليف من نقابة المحامين، بل بقرار ذاتي، والشواهد كثيرة. ونعمة جمعة الذي يعود بمنبته الاجتماعي إلى مدينة بنت جبيل وهي الأقرب إلى خط التماس مع فلسطين المحتلة، كان مسكوناً بحب فلسطين وبعدائه للصهيونية، ولذا وجد ملاذه السياسي في الانتماء المبكر لحزب البعث وخاض كل المعارك النضالية التي انخرط الحزب في سياقاتها، من الدفاع عن قضايا المزارعين في الجنوب، إلى توفير وسائط الصمود الاجتماعي والوطني ومن الدفاع عن الثورة الفلسطينية إلى دوره في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان. من محامٍ أمام أقواس المحاكم اللبنانية،إلى قاضٍ في محكمة الثورة،إلى عضو في لجنة الحريات العامة في نقابة محامي بيروت ورئيس الجمعية اللبنانية لحقوق الإنسان، إلى عضويته في المنظمة العربية لحقوق الإنسان ودوره المتميز دائماً في مؤتمرات اتحاد المحامين العرب، فإن نعمة جمعة المحامي، هو المناضل الذي كان أحد أركان لجنة الأسرى في معتقل أنصار، ومن يقرأ الأسر في رواية وادي جهنم، يقف على الدور الذي أداه في تعزيز الصمود النفسي والسياسي للمعتقلين أمام عنف العدو الصهيوني. نعمة جمعة، الذي خرج من الأسر والاعتقال عام 1984، تعرض لمحاولة اغتيال عام 1987، وفيه صح قول الشهيد الحي، والرصاص الذي مزق أحشاءه وانتزع إحدى كليتيه لم يمزق تماسكه النفسي والسياسي والتعبوي، بل خرج منها أشد عزماً وتصميماً، فكان اعتقاله وسجنه في سوريا 91/93، ليضيف إلى تاريخه وأرثه النضالي غنى تجربة الاعتقال الذي لم ينل من عزيمته، وبعد خروجه من الاعتقال برز حضوراً مميزاً في الأنشطة التي تطرح قضايا الحريات وحقوق الإنسان في مواجهة العدو القومي للأمة، وفي مواجهة أنظمة القمع وفي مواجهة كل أشكال الاستلاب الاجتماعي. رحل نعمة جمعة المحامي، لكن رحيله لن يمحي حضوره من ذاكرة كل من عرفه وعايشه عن كثب. قد تختلف مع نعمة جمعة، وقد تتفق معه لكن لا يمكن لمن اختلف أو اتفق إلا أن يحترمه، كان أقرب إلى الحالة الضميرية، وهو أن نال تكريماً في حايته، فحق له أن يكرم وقد رحل. دعوة نضعها بتصرف كل رفاقه ومحبيه وأصدقائه، وبالأخص لجنة الحريات العامة في نقابة المحامين في بيروت وبشخص رئيسها الصديق العزيز الأستاذ عبد السلام شعيب الذي يعرف نعمة جعمة كما نعرفه بيروت في 18/4/2018 |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
شبكة البصرة | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الخميس 4 شعبان 1439 / 19 نيسان 2018 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط |