-{{{{{{داروسيا..............................................................إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ........................................................................... ولا بد لليل ان ينجلي وللجهل ان ينحسر؟؟؟!!!..................................................................................... بعناتا}}}}}}
بـــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــلـــــــبـــــــك. ...غابت شمسها والعز تاه فيها .........................................................................................................................................................بعلبك يا دار الالهة بماضيها

قراءة متأنية لما يحدث في إيران………….؟!


قراءة متأنية لما يحدث في إيران
شبكة البصرة
جبار الياسري
إن ما يجري في الجارة إيران وما يتعرض له النظام الإيراني في ما يسمى الجمهورية الإسلامية ليس محض صدفة أو حدث عابر أبداً!؟ بل هو مسلسل أحداث وحلقات مترابطة ببعضها البعض منذ تقسيم وتقاسم منطقة الشرق الأوسط بعد سقوط الدولة العثمانية، وتحديداً منذ معاهدة أو إتفاقية كل من (سايكس وبيكو) وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا عام 1916 على تقاسم تركة الدولة العثمانية وبسط السيطرة والنفوذ على المشرق العربي وشمال إفريقيا. وإن ما يجري من أحداث جسام بعد إنتهاء قرن كامل كانت بريطانيا العظمى حتى نهاية الحرب العالمية الثانية الامبراطورية المهيمنة التي لا تغيب عنها الشمس كما كانت توصف، لكن بعد نهاية الحرب العالمية الثانية دخلت الولايات الأمريكية المتحدة على الخط وتحديداً منذ عام 1945 بعد أن عرضت عضلاتها كقوة عظمى مستخدمة السلاح النووي لتركيع اليابان، وها هي قد دشنت بداية القرن الجديد باحتلال كل من أفغانستان والعراق لتركيع العرب والمسلمين تحت حجج وذرائع واهية، على رأسها محاربة الإرهاب والتطرف الإسلامي ورفع شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان الكاذبة، ما يجري منذ ذلك الحين أي منذ عام 2000 ما هو إلا (سايكسبيكو) جديد أبشع وأخطر من السابق بسوط وبعصا غليظة أمريكية – روسية، وممارسة سياسات الترغيب والترهيب بحق جميع قادة وزعماء العرب والمسلمين، ومن رفض الهيمنة الأمريكية والروسية و قال بصوت عال كلا.. ونفط وغاز وثروات العرب للعرب تعرض وطنه لأبشع عدوان و شنت عليه حروب وفرض على بلده حصار ومن ثم احتلال غاشم مباشر، ناهيك عن ممارسة أكبر عمليات سطو مسلح في التاريخ البشري تتعرض لها المنطقة، ودفع حياته ثمناً لمواقفه القومية والوطنية كما هما الراحلان الرئيس العراقي البطل صدام حسين رحمه الله، والزعيم الليبي البطل معمر القذافي رحمه الله، وكان آخرهم الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح رحمه الله ليكون آخر رئيس عربي قومي تتم إزاحته من الخارطة الجيوسياسة الشرق أوسطية بنفس الطريقة

 

يظن البعض وهو واهم طبعاً.. بأن هنالك خلافات وصراع محتدم بين أمريكا وحلفائها من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى حول إيجاد حلول ناجعة لحل وحلحلة مشاكل منطقة الشرق الأوسط وإنصاف العرب وإعادة الحقوق التاريخية المسلوبة لهم، كحق الشعب العربي الأحوازي لإنهاء الاحتلال الإيراني الذي سيمر عليه هام 2025 قرن كامل، وإعطاء الشعب العربي الأحوازي كامل حقوقه وسيادته على أرضه، أو حل القضية الفلسطينية وإعادة حقوق الشعب العربي الفلسطيني كاملة، بل على العكس تماماً نجد أن جميع هذه الأطرف متفقة ومتحالفة فيما بينها من أجل إذلال العرب وإبتزازهم ونهب خيراتهم وثرواتهم وتركيعهم بشتى الطرق والسبل والوسائل بما فيها وعلى رأسها صناعة وتصدير الإرهاب والإرهابيين وتأسيس منظمات إرهابية تحمل أسماء ومسميات وشعارات ويافطات إسلامية كاذبة لإستدراج المغفلين والضحك على عقولهم كما كانت ولازالت القاعدة أو أبنتها غير الشرعية داعش، منظمات إرهابية شريرة لا تمت ولا تنتمي لأي دين أو شريعة، يتم تدريبها وتزويدها بأحدث الأسلحة والمعدات الفتاكة لترويع شعوب المنطقة وتصوير العرب والمسلمين بأنهم إرهابيون قتله سفاحون جزارون يجزون الرؤوس ويقتلون الناس الأبرياء ويستهدفون الشعوب الأوربية المسيحية بواسطة التفجيرات وعمليات الدهس وغيرها من الأساليب الإجرامية البشعة، بما فيها تلك الدول التي آوتهم وقدمت لهم الرعاية ووفرت لهم الحماية من بطش الحكام وحروب ومجازر أمريكا وروسيا في بلدانهم.

 

يبدو أن الخريف الإيراني قد بداً منذ أسبوعين بنفس الطريقة والوتيرة التي بدأت فيها مرحلة إسقاط نظام الشاه عام 1978 وتوج بالنصرعام 1979 على شرطي الخليج ورجل وصديق أمريكا القوي محمد رضا بهلوي الذي فرِّ من إيران ظاناً بأن الحليف الأمريكي سيوفر له اللجوء ويمنحه الحماية والحصانة ويرد له الجميل على خدماته الجليلة!؟، لكنها أي سيدته أمريكا.. ركلته جانباً كما يركل أي عميل خان وغدر بشعبه، ولم تسمح له إدارة الرئيس جيمي كارتر حينها دخول أراضيها، ومات في المنفى ولم يستقبله إلا الرئيس المصري الراحل أنور السادات ومات ودفن هناك!؟

 

الولايات المتحدة والغرب وحتى روسيا والصين ليسوا جمعيات خيرية وليس لهم عدو دائم أو صديق دائم.. بل لهم مصالح دائمة في كنز الشرق الأوسط ولا يعنيهم ولا يهمهم لا من قريب ولا من بعيد من يحكم أو يتحكم بالشعوب العربية والإسلامية المغلوب على أمرها، وكذلك نوع وشكل الحكم والنظم في هذه الدول الشرق أوسطية – ديني – مذهبي – جمهوري رئاسي أو برلماني – ملكي دستوري أو غير دستوري… المهم والأهم بالنسبة لهم تأمين وصول مصادر الطاقة بشكل سلس وانسيابي ورخيص وإسعاد ورفاهية شعوبهم، وحماية أمن واستقرار وبقاء الدولة العبرية قوية ومتفوقة على جميع جيرانها العرب وغير العرب.

 

من هنا ومن خلال قراءتنا ومتابعتنا لمجريات الأحداث نجد أن الولايات المتحدة أول من دعم ونادى بحماية المتظاهرين في إيران!؟، وكذلك فرنسا التي حط بطائرتها الخميني عام 1979 في طهران مزهواً بتحقيق النصر!؟، هذا هو ديدن أمريكا كان وما يزال وسيبقى عندما تقرأ المشهد بشكل جيد، وعندما تتأكد بأن أي شعب من شعوب الأرض إذا أراد الحياة الحرة الكريمة والخلاص من الطغاة والقتله والمجرمين وسارقي وناهبي قوته، وعندما تعي وتتأكد تماماً بأن الأمور أصبحت خارج نطاق وقبضة النظام البوليسية الحديدية، وأنه وصل حد الإنفجار وإعلان العصيان المدني ولا يقف بوجهه أي نظام مهما كان سادي وقمعي، ولا ولن تقف بوجهه أو تخيفه أي قوة حليفة للنظام مهما كانت عظمى أو صفرى!، وأنه آيل للسقوط كمن سبقه لا محالة، عند ذلك تتحول أمريكا وغير أمريكا إلى حمل وديع ومدافع عتيد عن حقوق نفس الشعب الذي ظلم وانتهكت حرماته وآدميته على مدى عقود وعقود من قبل نفس الظلمة والطغاة التي تنادي وتطالب أمريكا الآن وغداً بإزاحتهم وهكذا دواليك!؟.

 

تاريخ الامبراطوريات وعلى رأسهم الولايات الأمريكية المتحدة مع حلفائهم غير مشرف ولا يؤتمن لهم جانب أبداً، حتى أن الخميني نفسه لديه مقولة شهيرة ضحك بها على الشعب الإيراني وعلى شعوب المنطقة مفادها : (إذا رضيت عنك أمريكا فإعلم إنك على خطأ))؟؟!!!؟؟، كما بينا في المقدمة الحلفاء عندما يرون أن الكفة تميل لصالح الشعوب يتبرأون من الأنظمة الحليفة بسرعة البرق، فعندما ترى أن النظام قوي وقادر على الاستمرار والبقاء تدعمه وتؤيده بكل الوسائل، وعندما ترى الكفة تميل لصالح الشعوب تدعمها وتؤيدها وتدافع عنها زوراً ونفاقاً، لكنها بشكل سري ومخابراتي دقيق تبداً بالتزامن مع الثورة المضادة لأي نظام باختيار عملاء ونواطير جدد لمصالحها وبقاء نفوذها وهيمنتها، وتبدأ بتوزيع الأدوار وتختار نوع وشكل الحكم في هذه أو تلك الدولة بما فيها إيران لدغدغة مشاعر الشعوب، والتي نجزم أن أمريكا وفرنسا قد اتفقت حتى مع روسيا والصين وبعض الدول العربية على نوع وشكل الحكم القادم في إيران. وخير دليل ومثال ما حصل في مصر بعد مقتل السادات وكيف جاءوا بحسني مبارك الريس فين!؟، وعندما ثار عليه الشعب استبدلوه بلمح البصر بنظام الأخوان لمدة عام ، وهذا ما سيحصل في العراق وسوريا واليمن وليبيا مستقبلاً والحبل على الجرار، ولاتغرنكم الشعارات والعنتريات والتصريحات.

 

ختاماً: لا يسعنا إلا أن نقول من منا لم يفرح ويبارك ويهنئ الشعب الإيراني بنجاح ثورته العظيمة على أعتى نظام حكم الشعب الإيراني بالحديد والنار على مدى عقود، وكيف تنفست الشعوب الإيرانية الصعداء واستبشر العرب والمسلمون عامة في جميع أنحاء العالم بهذه الثورة الإسلامية خيراً، لكن وللأسف وبعد 39 سنة أثبت التاريخ بأن التغيير في إيران جلب الخراب والدمار للشعوب الإيرانية نفسها وللمنطقة وقدم النظام الإيراني المنطقة برمتها لأمريكا وروسيا على طبق من ذهب، وقدمت أمريكا وروسيا كل من العراق وسوريا بالمقابل لإيران على طبق من ذهب أيضاً تعبث وتعيث به باسم تصدير الثورة وتطبيق نظام الولي الفقيه بشكل استفزازي مقيت جعل الشعوب الإسلامية تنفر حتى من الدين الإسلامي الحنيف بسبب تصرفات وممارسات إيران وأدواتها وأذرعها التي عاثت وتعيث وتعبث في المنطقة قتلاً وتدميراً وخراباً وتنشلر الفوضى وتزرع الطائفية وتثير الأحقاد والضغائن بين العرب والمسلمين بشكل لم يسبق له مثيل، وهذا بدوره خدم ويخدم مشاريع أمريكا وروسيا وسهل لهما تقاسم النفوذ والهيمنة والمصالح لمئة عام قادمة، بينما إنشغل العرب والمسلمين فيما بينهم بالحروب والاقتتال الطائفي والقومي والمذهبي منذ عام 1979 وحتى يومنا هذا.

 

إن زمرة الملالي ما هم إلا طيالسة العصر وأدوات نفذوا لأمريكا وللغرب مالم يحققوه أو حتى يحلموا به على مدى أكثر من ثمانية قرون أي منذ عام 1258، والآن وبعد أن شارفت فترة صلاحيتهم على الانتهاء، وهيمنة أمريكا وروسيا على جميع مفاتيح ومفاصل الشرق الأوسط وتقاسموا النفط والغاز والغنائم وجربوا أسلحتهم الذكية والغبية على الأرض العربية وفوق رؤوس شعوبها، ورسموا خارطة ومناطق النفوذ فيما بينهم بدماء العرب وشيدوا مجدهم على جماجم ملايين العرب والمسلمين، لابد من إجراء عملية تجميلية للنظام الإيراني وإستبداله بنظام جديد بزي جديد لذر الرماد في عيون الشعوب الإيرانية ودغدغة مشاعرهم بأن مطالبكم مشروعة ونحن سنقف معكم وندعمكم حتى النهاية وهذا ما تدلل عليه تغريدات وتصريحات الرئيس الأمريكي الجديد الذي تم اختياره لتحقيق هذا الهدف وأهداف أخرى!، بالضبط كما تم إختيار جورج بوش الإبن لإحتلال وتدمير وتمزيق العراق، ومن ثم الشرق الأوسط برمته، ومن ثم إختيارهم وانتقائهم لرجل أسود من أصول وجذور إفريقية وإسلامية كما هو (باراك أبو عمامة) الذي استطاع المحفل الماسوني الصهيوني بمنتهى الذكاء والعبقرية أن يمحوا جرائم أمريكا على مدى 70 عام وخاصة جرائمهم في العراق التي ارتكبها الجيش الأمريكي بحق العراقيين والعراقيات من ممارسات وأفعال خسيسة ومشينة وسادية من إذلال وتعذيب واغتصاب حتى للرجال والأطفال، فجيء بوجه أسود ليبيض وجه أمريكا التي أصبحت مكروهة ومنبوذة حتى من قبل الشعوب الأمريكية نفسها والأوربية لما اقترفته جيوشها ومرتزقتها من مجازر وقتل وتدمير في أغلب دول العالم وخاصة العراق، ولكي تثبت للعالم أجمع… هاكم كيف نحن كإمبراطورية وقوة عظمى وقارة بأكملها كما هي القارة الشمالية الأمريكية التي كانت بالأمس القريب تضطهد وتستعبد وتقتل وتقهر السود… اختارت صناديق الاقتراع الديمقراطية فيها رجل أسود لم يولد أصلاً فيها…!!!؟، لكن الشعوب الأمريكية أختارته ليقود أكبر وأقوى إمبراطورية عرفها التاريخ البشري، وبهذه الطريقة ضحكوا على العالم وخاصة على العرب والمسلمين بعد أن صدقوا بأن ولدهم باراك أبو عمامة (أوباما) سيعيد لهم حقوقهم المشرومة (المشروعة) وعلى رأسها حل القضية الفلسطينة.

وللحديث بقية

شبكة البصرة
الاحد 20 ربيع الثاني 1439 / 7 كانون الثاني 2018
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط
كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب