-{{{{{{داروسيا..............................................................إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ........................................................................... ولا بد لليل ان ينجلي وللجهل ان ينحسر؟؟؟!!!..................................................................................... بعناتا}}}}}}
بـــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــلـــــــبـــــــك. ...غابت شمسها والعز تاه فيها .........................................................................................................................................................بعلبك يا دار الالهة بماضيها

الامازيغ – البربر والعروبة

 

 

د. مروان عقراوي : الامازيغ – البربر والعروبه
سعيد بن عبد الله الدارودى : كتاب حول عروبة البربر… يثبت عروبة الأمازيغ من خلال اللسان
محمد حسين الفرح : كتاب عروبة البربر، تاريخ ودلائل انتقال البربر من اليمن إلى بلاد المغرب العربي والجذور العربية اليمنية لقبائل البربر

 

 

الامازيغ – البربر والعروبه

د. مروان عقراوي

 

 

 

يثار الانتباه بين حين وآخر الى فوارق دينيه او مذهبيه او اجتماعيه، وتصاغ بصياغه “هُوياتيه” خارج عن طبيعتها الدينيه او الاجتماعيه، مما يجعلها ماده خصبه لتمزيق الوحده الوطنيه، وتزعزع قيم الانتماء الوطني والثقافي، ويجعل من هذه الفوارق حجج للنيل من الشعور والانتماء الوطني. والقاعده المشتركه بين جميع هذه الادعاءات ومادتها، هو جهلنا في معنى انتماءنا الثقافي واللغوي والقومي، وبطبيعة الحال جهلنا في طبيعة هذا التنوع او الفوارق (ان كانت فعلاً فوارق)، وضعف في انتماءنا الوطني. ومن هذه المواضيع قضية الامازيغ في المغرب العربي.

 

الامازيغ هم شعب عربي عاش في الجغرافيه العربيه وهو جزء من الحضاره والهويه العربيه. لغةً، كلمة امازيغ هي من “امازيج، امازي” وتعني الضخام، ومنها كلمة المُزآة: تلك النسوه القويات والضخام البنيه اللواتي يقاتلن في المعارك، المذكورات في تراث الشمال السوري.

 

اصل البربر كعرق وقبائل من جنوب الجزيره العربيه، ومن اليمن تحديدا. هاجروا الى المغرب العربي بعد عبور البحر الاحمر عبر باب المندب واستقروا في الداخل (عكس الساحل)، حيث كان العرب الكنعانيون يسكنون الساحل المغربي وكان لهم مَدَنيّه وكان من اشهرها واقواها مملكة قرطاجه. ولازالت القصص تراث البربر تحمل في طياتها اسماء مواقع وجبال من موطنهم الذي هاجروا منه، وجميعها يقع في اليمن.

 

اما سبب تسميتهم بالبربر فهو لتبربر لسانهم، اي عدم وضوح لهجتهم بسبب مخالطتهم للزنوج. ولازالت هذه الكلمه حيه في اللهجات الشاميه فيقال: عم يبربر مش عارف شو! اي قال كلام غير مفهوم. وهي ليست رديف البربريه كمصطلح المناقض للحضاره ورديف الهمجيه الذي يطلق على القبائل الجرمانيه والاسيويه.

 

كانت اللهجه العربيه الامازيغيه منذ قبل الفتح الاسلامي والى يومنا هذا بمنزلة اللهجات العربيه العاميه، لغه بسيطه ويوميه، ولم تكن لغة الحضارة والسياسيه والادب، كما هي اللهجة المصريه والشاميه وغيرها اليوم. وكانت الكنعانيه لهم بمقام العربيه الفصحى في يومنا هذا، لغة للحضارة والثقافه. لهذا لا يصح ان يقال ان البربر قد تعربوا بعد الاسلام، فهم كانو يتكلمون الكنعانيه والفصحى، ومن هاجر لبلادهم هم اخوتهم من العدنانيين والسبئيين.

 

اما الخط المستخدم في كتابة هذه اللهجه هو ايضا ذو اصول مشرقيه يمنيه، فهو شبيه جدا بخط المسند والصفائي والثمودي المنتشر في جميع ارجاء الجزيره العربيه والشام. والخط الاخر المستخدم كان الخط الكنعاني الذي كان منتشرا في الساحل، وهو ذاته الخط العربي الكنعاني الفينيقي في الشام، وقرطاجه، واسبانيا، وجميع جزر المتوسط، وهو الخط الذي انبثق عنه الابجديه الاغريقيه والاتينيه التي لازلت مستخدمه الى يومنا هذا.

 

بعد الفتح الاسلامي استبدلت العربيه العدنانيه اختها العربيه الكنعانيه في المغرب العربي، وبقيت الامازيغيه لهجه عاميه يوميه. مثلما استبدلت العدنانيه الاراميه الفصيحه في المشرق العربي منذ الالف الاول قبل الميلاد وبقيت السريانيه كلهجه يوميه عاميه.

 

هذا الامر شبيه بالموضوع الكردي والقبطي في المشرق العربي. وان احد العوامل التي ساهمت في تسهيل هذا العبث الثقافي هو جهلنا في انتماءنا القومي واللغوي، وسهولة تمييز الفرد البسيط للفروقات الماديه الملموسه كشكل خط الكتابه واسلوب ومفردات لهجه مسموعه. ومن الناحية الاجتماعيه، ان من يتقن العربيه وينتمي الى حضارتها هو عربي وان كان من اصول عرقيه غير الاصول العربيه المعروفه.

 

ان ما نسميه اصطلاحاً باللغة العربيه هي بالحقيقه لهجه من اللهجات العربيات، والتسمية الدقيقه هي اللهجة العدنانيه، او اللهجه الفصيحه. وهذه اللهجه لها اخوات وهي الاكديه والكنعانيه والاراميه، وجميعها بمقام الفصحى وتشترك مع العدنانيه بالجذور واللواحق والسوابق والاعراب والخ.

 

وان سبب تسمية اللهجه العدنانيه “بالعربيه” هو لشدة فصاحتها، فمعنى كلمة عربيه هنا هو الواضح الفصيح، مثلما يقال “اعرب” فلان عن رايه، او “افصح” فلان عن رايه، اي اوضح. على سبيل المثال لايوجد ابدال في الالفاظ كما هو الامر في اللهجات الاخرى، كالابدال بين الدال والذال، والسين والشين، والتاء والثاء، الخ

 

وفي التسمية ايضا اختزال العام في الخاص، وهي عادة عربيه قديمه. وقد ازداد تواتر استخدام مصطلح عربي عندما وفدت شعوب غير عربيه الى المتوسط كالجرمان والفرس، فاستوجب استخدام هذا المصطلح العام والشامل بدل المصطلحات الفرعيه كالكنعانيه والعدنانيه والاراميه والامازيغيه وغيرها.

 

العروبه هي ثقافه وليست عرق كما هو المفهوم السطحي، احتوت في داخلها على لهجات متعدده كالاكديه والكنعانيه والاراميه والعدنانيه والسبئيه والامهريه، واحتوت على انساب او اعراق متعدده كالعموريه والقحطانيه والاسرائيليه والاسماعيليه والثموديه وغيرها. وهذا يفسر اعتناق الامازيغ السريع للاسلام، واندماجهم السريع في الدوله العربيه، والا كيف نستطيع ان نفسر فصاحة طارق بن زياد الامازيغي في خطبته الشهيره عند عبوره الى الجانب الاسباني ولم يمضى على اعتناقه للاسلام الا زمن قصير جدا؟ وكيف وضع موسى بن نصير ثقته به واوكل اليه قيادة الجيش الفاتح لاسبانيا؟

 

الامازيغ عرب بلغتهم وتاريخهم وثقافتهم اولا، واصولهم وانسابهم ثانيا، وهم كانوا عربا قبل الاسلام وبعده، وهم عرب الهويه والقوميه والهوى، وجميعهم يجيد العربيه بعدة لهجات، وان اغلب علماء اللغة العربيه واكثرهم اهميه في الجزائر هم من الامازيغ.

 

ان الحدود الطبيعيه للاهتمام بالامازيغيه هو في دراستها على المستوى التاريخي واللغوي، وليس باعتبارها “هويه” موازيه او منافسه للهويه الوطنيه العربيه. وفرضها لتكون لغه وطنيه موازيه ليس الا محاوله لارضاء اطراف جهويه، وخلق واقع جديد مصطنع لم يكن في الماضي القريب او البعيد. وهذه الامر يتطلب قرار سياسي، فاللغة الوطنيه هي عماد الهويه القوميه، ولايوجد دوله في العالم لها لغتين متوازيتين بالمعنى الهُوياتي.

شبكة البصرة

السبت 29 ربيع الاول 1437 / 9 كانون الثاني 2016

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط

كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب