ميكافيلي
“ميكافيلي” بشرورهِ في كتابهِ “الأمير” يدعُو لمقاومةِ “السلطة الأجنبية/الأحتلال”
و”المُتأسلمون المذهبيُون” القائمين على حُكمِ العراق يَدعون لموالاةِ “السلطة الأجنبية/الاحتلال”
قراءة تحليلية مُقارنة موجزة
الدكتور ثروت الحنكاوي اللهيبي
“ميكافيلي” يقول: “إِن رائحة السيطرة الأجنبية تزكم كل الأنوف”
وإِبراهيم الجعفري قطب المجلس الأعلى للثورة الإِيرانية في العراق ورئيس وزراء العراق المُحتل السابق يوالي الاحتلال الأميركي ويجذره، ويتعطر بـ: “رائحته التي تزكم الأنوف”…. يهدي وزير الدفاع الأميركي “رامسفيلد” سيف حيدر الكرار الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه
قيل الكثير عن “الشرور”، الذي ورد في كتابِ “الأمير” لمؤلفهِ “نقولا ميكافيلي”([1])، ولكن القليل الذي قيل عن مساراتِ الحكمة، والتعقل في قيادة الدولة فيه، وأصبح بمُجرد أن يُذكرُ فيها أسمه، تندفع الألسن تلقائياً بذمهِ، في الوقت الذي لا تعرف عنهُ شخصياً، أو عن مضمون كتابه، سوى ما سمعتهُ من الآخرين، وبدورهم “الآخرين” لم يتدبروا في أسطُر، وليس صفحات الكتاب بدقة، بل كانت قراءتهم على الأعم سطحية، لم يتوقفوا سوى عند الأسطر، والصفحات التي ارادوا هُم التوقف عندها.
“ميكافيلي”: لم يكن “رجُل شر”، بل كان رجُل دولة، عمِل في مؤسساتها الدبلوماسية التي تحتاج إِلى الكثير من الحنكة، والفطنة، وسرعة البديهية، لذا كان “رجل علمٍ”، أو لنقل “رجل ثقافة”، قرأ، وأختلط، وكتب ما لم يقدر عليهِ غيره أن يكتبه، بما فيه كتابته لـ “المسرحيات”.
أنا هُنا لا لكي أُزكي “ميكافلي”، ولكني على الطرف الآخر لا أُنزهه، ولكن ما سأتناولهُ من “قبسات حكمة مجهولة في كتاب الأمير” بمقالاتٍ مُتسلسلة هي مَن سيكشف عن هويته، أو عن مقومات شخصيته.
في هذا المقال، أتناول سمة من سمات “ميكافيلي” وردت في كتابه “الأمير”، يفتقدها أهل الحل والعقد، مَن يحكمنا نحنُ العرب، أو مَن يحكم الدول الأُخرى، في هذا الكون الفسيح.
“ميكافيلي” الذي وصف بالكثير من السوء، أوصى “الأمير”، الذي هو “لورنزو الأبن العظيم لبيرو دي ميديشي”([2])، بقوة أن يُقاوم “السلطة الأجنبية”، ولم يكن مقصوده مِن ذلك التعبير سوى مُصطلح “الأستعمار”، الذي أُستعيض عنهُ في العقود الأخيرة من الزمن، بمُصطلح “الأحتلال”، لما رافق المُصطلح الأول من سيئاتٍ، عُد ما ورد في كتاب الأمير “رحمة مِن الأمير” لرعيته.
عقدة ميكافيلي، عقدة وطنية بحتة، ولمن يُخالفني لهُ كل الأحترام والتقدير.؟
ولكن ما هي هذه العقدة الوطنية الميكافيلية.؟ وميكافيلي طغى صيته في الآفاق أنه قرين “الشر”، والمسافة هائلة بين “الشر” و “الوطنية”، ويُعدان من الأضداد.؟!
وطنية ميكافيلي نجدها في نُصحهِ بإِلحاحٍ شديد لـ “الأمير”، بضرورة تحرير بلده إِيطاليا، فهو يرفض بشدة ذلك الاحتلال، ويتوق لتحريرها وتوحيد ولاياتها، فهو يقول في الصفحة 122: ” 26: دعوة إِلى تحرير إِيطاليا، حيثُ يُخاطبهُ بقولهِ: « والآن وقد تناولتُ كل الأمور التي تحدثتُ عنها، وتأملتُها في داخلي، وقلتُ في نفسي، هل الوقت الحاضر مُلائم لظهور أمير جديد في إِيطاليا.. إِلا أن هُناك بارقة أمل، في فردٍ مُحدد، قد يُهيئهُ الله لخلاص البلاد.. وأصبحت إِيطاليا الآن في انتظار مَن يُضمد جراحها، ويضعُ حداً لما يحدثُ في “لمبارديا”([3])، وللسلبِ والنهب في مملكة “نابولي”([4])، و “توسكانيا”([5])، ويبرئ إِيطاليا من هذه الجروح المُتقيحة، إِن إِيطاليا تتضرع إِلى الله، كي يُرسل إِليها مَن يُخلصها من قسوةِ البرابرة وإِهاناتهم، كما أنها مُستعدة للعملِ تحت لواء يرفعهُ أي إِنسان، ولا أمل لإِيطاليا الآن إِلا أن يتزعم مقامكم العالي هذا التحرير..» ([6])، فإِذن “ميكافيلي” ينزف قلبه دماً لأن بلاده إِيطاليا مُحتلة، وهو يتضرع لله تعالى أن يُرسل إِليها مَنْ يُضمد جراحها، ألا هو تحريرها، ووجد في الأمير خير مَن يقوم بهذه المهمة.
اي أنه لم يقل لـ “الأمير”: تهاون، ولا تُحرر بلدك إِيطاليا، وتحالف، ووالي المُحتلين لكي تحتفظ بالسلطة، وتتسيد حُكم البلاد.؟ وتنهب خيراتها.؟ كلا لم يكن هكذا “ميكافيلي” بل كان على الضد من ذلك بالضبط.
في مُقارنةٍ مُبسطة: نجد أن حُكام العراق المُحتل منذُ سنة العِجف 2003 حيث الغزو والأحتلال، قد هادنوا مَنْ أطلق عليه “ميكافيلي” بـ “السلطة الأجنبية”، ووالوها على حساب أضطهاد شعب العراق، وأبوا تحريره مِن “السلطة الأجنبية/الأحتلال”.
لم يكن “ميكافيلي” مُسلماً، لكي يعلم أن هُناك آيات قرآنية، قد حرّمت التحالف مع “السلطة الأجنبية المُحتلة”، ثم لم يكن يعلم أن هُناك أحاديث نبوية موثوقة، أكدت على ما حرّمهُ القرآن الكريم.! فكان تحريمه للتحالف مع تلك السلطة المُحتلة، نابعاً من حسٍ وطني مُرهف، أبى أن يكون تابعاً مُذلاً كفرد، أو على مستوى وطنه، فضلاً عن كونه، من عائلةٍ بمفهومنا العربي، ذات حسب ونسب، لم يكن نزيل الشوارع المُظلمة، ولم يكن تابعاً مذلاً لأعداء وطنه، لذا لم يقبل بأقل من تحريره بلده إِيطاليا، ولا يرضى لذلك بديل.
لذا نتساءل: ايهما أكثر شراً/شروراً: ميكافيلي الذي يدعو لتحرير بلده إِيطاليا، أم حُكام العراق المُحتل، الذين هادنوا، ووالوا، وجذروا “السلطة الأجنبية الأميركية-الإِيرانية المُحتلة”، فضلاً عن الكثير من الفساد المُتعمد، ثم مُلاحقتهم مُجاهدي المُقاومة العراقية، لمُقاتلتهم تلك “السلطة” التي تحتلُ وطنهم.؟
ثم يعود ويُشخص لـ “الأمير” اسباب عدم تحرير بلدهما أيطاليا، بمعنى أنه شخص سلبيات المقاومة الإِيطالية، فمنها قوله لـ الأمير” في الصفحة 123، أن: « السبب يعود إِلى ضعف القادة، فلم يظهر منهم حتى الآن مَن يجعل الآخرين يُطيعونه دون تذمر، ولذلك كان الفشل حليف الجيوش الإِيطالية لفترة طويلة من الزمن.. »، ورُبما كان فشل القادة هو لتنافسهم على المناصب، ونسيان الهدف الأساس الذي هو التحرير الشامل، وبالتالي تشتت قوتهم بدل اتحادها، لذا فهو ينصح “الأمير” لكي يُحرر وطنهُ، ويتجاوز تلك المُعضلة، التي هي ليست بالسهلة، والتي غالباً ما تكون مُصاحبة لمنظمات التحرير الوطنية، في شتى بقاع الأرض، بقولهِ في الصفحة 124، أنهُ: « إِذا اراد سموكم أن يقتفي آثار العُظماء من القادة الذين حرروا أوطانهم، فلا بُد لك أولاً أن تعد نفسك بالأساس الصحيح الذي ستقوم به، وهو قواتك الوطنية، فلن تجد جنوداً يُخلصون لك أكثر منهُم، ولن تجد أفضل منهم.. ولهذا فمن الضروري أن تكون هذه القوات التي تُدافع عن الوطن من الإِيطاليين..»، ويُلاحظ كيف أطلق “ميكافيلي” على المُحررين لأوطانهم بـ “العُظماء من القادة”، وفي هذا رسالة لأهلنا الشعب العراقي، أن المُساهمة في دعم المقاومة العراقية، سواء بالمال، أو الرجال، سيجعل منها “قوات وطنية عراقية”، تخلق عملياتها القتالية، الرجال القادة من بين المقاتلين الشجعان.
وهنا نتساءل: إِذا كان “ميكافيلي”، قد أطلق على مُحرري أوطانهم بـ “العظماء من القادة”.؟
فماذا سنطلقُ نحنُ، ثم التاريخ، على: مَن هادن، ووالى الاحتلال في العراق، فعمل قتلاً، وذبحاً، وتعذيباً، وسجناً، ونهباً بالوطن العراق وشعبه.؟ ماذا سنُسمي، أو يُسمي التاريخ مُضطهدي شعب العراق.؟!
ثم بفخر واعتزاز عاليين، يُخاطب “ميكافيلي” الأمير” بما سيُلاقيه مِن حُبٍ، واحترام في حال تحرير وطنه إِيطاليا، حيث يقول في الصفحة 125: « وأنا لا استطيع أن أُعبر عن الحل الذي سيقابل به مَن يُحرر كل هذه الولايات التي ذاقت الأمرين بسبب الغزو الأجنبي، وعن المُتعطشين للثأر، وما سيُلاقيه المُحرر مِن ولاء ثابت، وعقيدة قوبة، ودموع الشكر والعرفان بالجميل، فأي باب يُمكن أن يُغلق في وجه هذا المُحرر.؟
ومَن الذي يرفض أن يُطيعهُ.؟!
وأين الإِيطالي الذي لا يقبل أن يُسانده.؟
إِن رائحة السيطرة الأجنبية تزكم كل الأنوف، فهل لمقاكم العالي أن يؤدي هذا الواجب بشجاعة، وأمل كبير في هذه القضية العادلة، حتى ينهض وطن ىبائنا، وأجدادنا، تحت راية الوطن، ويصدق في ذلك الحين قول الشاعر بترارك([7]):
استثار الغضب حمية الأبطال
فحملوا السلاح وسعوا للنزال
جمعت أرض الأجداد ايادي الرجال
فبلادنا نابضة ولن نكف عن القتال. »
نجد، في كلمات “ميكافيلي” أعلاه، الحمية على إِيطاليا، ثم تشجيعه لـ”الأمير” أن يعد نفسه للتحرير، ولن يكون ذلك الإِعداد، بمعزلٍ عن الشعب، ومتى ما قرر على ذلك، فإِنه سيُلاقي التأييد، والولاء، والتشجيع من شعبه، ثم المشاركة الشعبية الواسعة للأنتقام مِن ألحق بهم الذل، والهوان، وأغتصب العرض، وسرق المال، ودمر الحضارة، فـ “الأحتلال” الذي وصفه “ميكافيلي” وصفاً يليق بهِ بـ “أنه يزكم الأنوف”، ولكنا على الطرف الآخر نجد أن القائمين على حكم العراق، قد “تعطروا بنفايات الاحتلال التي تزكم الأنوف.”.؟!
فشتان ما بين “وطنية ميكافيلي”، وبين “خيانة وغدر وموالاة حُكام العراق المُحتل”.
أخلص لسؤالٍ أُوجهه للقارئ الكريم: مما تناولناه أعلاه حصراً، أيُهم اشدُ شراً/شروراً، “ميكافيلي بحميته النارية تجاه تحرير وطنه إِيطاليا”، أم “القائمين على حكم العراق منذ سنة العجف 2003 بموالتهم الاحتلال وتجذيره في العراق، وملاحقتهم مجاهدي المقاومة العراقية، وغير ذلك الكثير.؟!
9/11/2012
[1]))ولد نيقولا ميكافيلي Machiavelli عام 1469 ميلادية فيفلورنسا/إيطاليا،في وقتكانت فيه في قمة هيجانها السياسي، حيث كانت أنذاك مقسمة بيناربعمدن رئيسية مهيمنة، أشبه بالولايات المنفصلة، وكان لكل مدينة منهن، وعلى الدوام تحت رحمة أي من الحكومات الاوروبية الأخرىالأقوى. و منذ عام 1434 م, أي قبل ميلادميكافيلي بحوالي 35 عاماً, فإن مسقط رأسه فلورنسا كانتتحت حكم عائلة ميدسي Medici الثرية جداً, و قد تعرض حكمهذه العائلة ذات مرة للإنقطاع بسبب حركة إصلاحية نشات عام 1494 م, ذلك العام الذي أصبح فيه ميكافيلي الشاب ذو الـ 25 ربيعاً دبلوماسياً مهماً. و عندما استعادتعائلةميدسيمقاليد الحكم و قوة السلطة عام 1512 مبمساعدةالجيوش الأسبانية، تم إلقاء القبض علىميكافيليو تعذيبه و من ثم اقصائه عن الحياة الشعبيةالعامة، وخلال ال 10 سنوات التالية, كرسميكافيليجُل وقته لكتابة التاريخ, فلسفة السياسة, بل كتابةبعض الأعمال المسرحية، وفي عام 1525 تماستدعاؤه من قبل نفس العائلة، لممارسة بعض النشاطات الشعبية، قبلسنتينمن وفاته. يُعد أعظم عمل قام به ميكافيلي، هو تأليف كتابه المسمى “الأمير” الذي انتهى من تأليفه عام 1513 م, أي عندما كان عمره 44 عاماً، ونشر بعد وفاته بخمسة سنوات، أي عام 1532 م. و قد واجه نشره جدلاً واسعاً, ساهم في انتشاره حتى وصل الخبر الى سمع البابا كلمنت الثامن، الذي بادر بشجبه و إدانته.
كان الشعار الفعلي لكتاب “الأمير” هو أن الأمراء يجب أن يحتفظوا بالسيطرة المطلقة لمقاطعاتهم. ويجب أن يستخدموا أي وسيلة أكثر ملاءمة للوضع ليحققوا تلك الغاية بما فيها الخداع و المكر والكذب، وهنا لا بد من الإِنصاف، أنهُ أكد من طرف على الحكمة، والحلم، والتقرب للشعب وعدم التفريط بحبه، ثم وضع القوانين التي تُسعده، وغير ذلك الكثير، بمعنى أنهُ لم يهمل الجانب “الحكموي” في قيادة الدولة، لذا فقد وقع الأكاديميون كثيراً في سوء فهم النقطة الدقيقة التي كان يقصدها ميكافيلي نفسه, و تولد عن ذلك اراء متنازعة مختلفة حول نيته الحقيقية, هل كما سطرت, أم أن تلك الأسطر كانت مجرد شرح و تعرية غير مباشرة لما كان يراه.؟
[2]))لورينزو دي بييرو دي ميديشي: الملقب لورينزو الرائع (فلورنسا، 1 يناير1449 – فلورنسا، 9 أبريل1492)، حاكم فلورنسا في النصف الثاني من القرن الخامس عشر، أديب وراعي فنون كبير، ينتمي إلى سلالةميديشي. وهو حفيد كوزيمو دي ميديشي الملقب بالعجوز مؤسس السلطان الميديشي وابن بييرو دي كوزيمو دي ميديشيولوكريسيا تورنابووني. تلقى تربية إنسانية عميقة وإعداداً سياسياً دقيقاً، سمحا له وما يزال شاباً جداً سنة 1466، بدخول الباليا ومجلس مئة، ليستعد لخلافة والده الذي كان في حالة صحية سيئة. كانت توليته بمهام في نابوليوروماوالبندقية بعمر السادسة عشر.. نجح باستعمال الشرف والذهب أن يضم إلى جانب آل ميديشي لوكا بيتي أكبر حلفاء خصومهم السياسيين. في سنة 1468، وبفضل الاهتمام المباشرة من والدته لوكريسيا تورنابووني، خطب كلاريشي أورسيني التي تزوجها في العام التالي 1469، وأنجبت له أبناءه بييرو وجوفاني (لاون العاشر مستقبلاً) وجوليانو وأربع بنات (لوكريسياوماداليناولويزاوكونتيسينا).. مقيماً لتحالف بين آل ميديشي وآل أورسيني سيكون مفتاح وصول أول كاردينال بالأسرة وهو ابنه جوفاني. عند وفاة والده في العام 1469 وهو نفس عام زواجه، اسلتم لورينزو البالغ آنذاك العشرين من عمره مع شقيقه جوليانو السلطة على فلورنسا. ترك جوليانو واجبات الحكم على الفور إلى شقيقه معترفاً بمقدرته الأعلى. لم يقبل لورينزو السلطة رسمياً، مفضلاً أن يعتبر مجرد مواطن فلورنسي عادي، في حين أنه كان عملياً ممسكاً بسلطة المدينة والدولة. في الفترة من عام 1469 حتي 1472 أعاد تشكيل مؤسسات الدولة بالكامل، أخـمـَد كل العدوات بين العائلات وحل جميع المشاكل العائلية بطريقة تجعله الحاكم الأعلى في جميع الأمور. بتعديلات طفيفة على الدستور البلدي ضـَمـِن لنفسه السلطة دون فقدان التأييد الشعبي : تم الحـِفاظ على الإدارات البلدية بيد أنها جـُردت من اتخاذ القرارات، وكانت مجرد أدوات بيديه. جمع لورينزو في نفسه سلطة سياسية واقتصادية وحباً للفن والثقافة ممثلاً التجسيد الأمثل للأمير النهضوي، ومصبحاً الحاكم الحقيقي للمدينة.. أمـّن فترة من التوازن بين مختلف القوى الإيطالية، ليستحق لقب “إبرة الميزان الإيطالي”.
بعد ترويض تمردي فولتيراوبراتو، بعد عشر سنوات من الحكم، كان على الأخـَوَين ميديشي مواجهة تصاعد الهجمات من الأسر المنافسة، وفي مقدمتها عائلة باتسي الذي خططوا ل”مؤامرة آل باتسي” الشهيرة بهدف قتل الشقيقين. يوم 26 أبريل من عام 1478 أثناء الاستماع إلى قداس في كاتدرائية سانتا ماريا دل فيوري، هـُوجـِم الأخـَوَان. ضـُرب جوليانو حتى الموت على يد القاتل المأجوربرناردو بانديني، بينما أصيب لورينزو بجروح طفيفة.. حـَـرَم البابا المستنكر لتلك المعاملة للمتآمرين لورينزو كنسياً، وتحالف مع فرديناندو الأول ملك نابولي ومع جمهورية سيينا ضد فلورنسا حليفة ميلانووالبندقية. هـُزم التحالف الفلورنسي على يد ملك نابولي في ما سـُميت بحرب باتسي (على اسم المؤامرة). وفي سنة 1479 مباشرة بعد نهاية حصار كولي فال ديلسا (الذي أنهى الأعمال الحربية)، ذهب لورينزو شخصياً بشجاعة إلى نابولي للتفاوض مع فرديناند الأول، وتمكن من إقناعه بمبرراته وحصل منه على انسحاب قواته من توسكانا، فاكاً ارتباطه مع البابا. استقبله الفلورنسيون استقبال الأبطال لدى عودته إلى المدينة بوصفه منقذ الوطن. وعرض سيكستوس الرابع المنعزل السلام على فلورنسا في 1480. استغل لورينزو اللحظة المناسبة مدعوماً بهذه النجاحات ليحكم قبضته على السلطة من خلال إنشاء مجلس والسبعين، وهي هيئة شكلتها الحكومة من الموالين للأسرة مقللاً من سلطة البريوريين وغونفالونييري العدل. تحسنت علاقة الميديشي مع البابوية مع البابا الجديد إنوسنتيوس الثامن، لأن الرائع كان مقتنعاً أن من شأن التحالف بين فلورنسا ونابولي ودولة الكنيسة إبقاء الأجانب خارج التراب الإيطالي. يذكر لورينزو الرائع باعتباره مدير السياسة الإيطالية، كان قادراً على خلق التوازن الذي كان مصدراً للسلام بين الدول الإيطالية استمر حتى وفاته في 9 أبريل1492. علـّقت كاتيرينا سفورزا حاكمة إيمولاوفورلي حين علمت بموته : “إن الطبيعة لن تنتج أبداً رجلاً مثله”. و في عام 1494، عادت الخلافات بين الدول إلى الظهور، وغزا شارل الثامن ملك فرنسا شبه الجزيرة الإيطالية..
أنظر: http://www.marefa.org/
[3]))لومبارديا (بالإيطالية: Lombardia) وتنطق لومباردِيَّا هي إقليم من بين الأقليم العشرين التي تتكون منها إيطاليا، ويقع في شمال البلاد، يحده شمالا سويسرا وشرقا إقليمي ترينتينو ألتو أديجيوفينيتو، وجنوبا إقليم إميليا رومانيا، وغربا إقليم بييمونتي،عاصمته ميلانو. وهو أكبر الأقاليم الإيطالية بعدد السكان حيث يبلغ عددهم حوالي 9.509.135 نسمة، تبلغ مساحته 23.861 كيلومتر مربع.
أنظر: http://www.marefa.org/
[4]))مملكة نابولي هي مملكة برزت في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الإيطالية، وكانت ما تبقى من مملكة صقلية القديمة بعد انفصال جزيرة صقلية نتيجة لتمرد صلاة الغروب الصقلية في 1282.[1] عرفت لمعاصريها باسم مملكة صقلية، بينما ألحقت بها تسمية مملكة نابولي لتمييزها عن النظام السياسي القائم في جزيرة صقلية. خلال أغلب عهدها، جرى التنافس على حكمها بين السلالات الفرنسية والأراغونية/الإسبانية. في عام 1816، اندمجت المملكة مرة أخرى مع المملكة في جزيرة صقلية لتشكيل مملكة الصقليتين..أنظر: http://www.marefa.org/
[5]))دوقية توسكانا الكبرى كانت مملكة في وسط إيطاليا بين عامي 1569-1859 مع انقطاع بين 1801-1815 لتحل محل دوقية فلورنسا عاصمة الدوقية فلورنسا. حتى استلام آل لورين كانت توسكانا جزءاً من الإمبراطورية الرومانية المقدسة حتى توقيع صلح وستفاليا في عام 1648.حكم الدوقية في البداية آل ميديتشي حتى نهايتهم عام 1737. ازدهرت توسكانا تحت حكم آل ميديتشي لكنها لم تصل لشهرة الجمهورية القديمة. كما شهدت نجاحاً غير مسبوق على الصعيدين الاقتصادي و العسكري تحت حكم كوزيمو الأول و أبنائه حتى عهد فرديناندو الثاني؛ الذي شهد عهده بداية ركود اقتصادي طويل. بلغت ذروتها في ظل كوزيمو الثالث. التقدم الوحيد لميديتشي في الأيام الأخيرة كان ترقية الدوقية إلى مملكة من قبل الامبراطور الروماني المقدس في 1691. انتهت سلالة العائلة في 1737.
أنظر: http://www.marefa.org/
[6]))نيقولا ميكافيلي، الأمير، ترجمة أكرم مؤمن، طبع بمطابع العبور الحديثة، مكتبة ابن سينا(القاهرة-2004)،ص122.
[7]))فرانشيسكو بتراركا أو بترارك (20 يوليو/تموز 1304 – 19 يوليو/تموز 1374) كان باحثاً إيطالياً و شاعراً و أحد أوائل الإنسانيين في عصر النهضة. يسمى بترارك أحياناً كثيرة “أب الإنسانية”. في القرن السادس عشر، أسس بيترو بمبو نموذجاً للغة الإيطالية الحديثة على أساس أعمال بترارك و جيوفاني بوكاتشو و خاصة دانتي أليغييري. أيد خطوته لاحقاً أكاديميا ديلا كروسكا. أثارت سوناتاته الإعجاب في أوروبا و جرى تقليدها على نطاق واسع خلال عصر النهضة و أصبحت نموذجاً للشعر الغنائي. كما عرف بترارك أيضاً بكونه من أوائل من استخدموا تسمية العصور المظلمة. بتراك جاء قبل الحركة الإنسية لذالك فهو ليس إنساني لكنه يتميز بالعديد من صفات الإنسيين لذالك يلقب من البعض بأب الإنسانية و يكتب بترارك جميع كتبه النثرية باللغة اللاتينية بينما يكتب قصائده الشعرية بالعامية الإيطالية.
شبكة البصرة
السبت 25 ذو الحجة 1433 / 10 تشرين الثاني 2012