قطعة مسماريةنادرة جدا تم العثور عليها في جزيرة مالطا
د. بهنام نيسان السناطي
الحفريات الاثرية الاخيرة التي شهدها مايعتبره الاثاريون اقدم المواقع الاثرية في جزيرة مالطا ما زالت تستقطب انتباه اخصائي الاثار لما تكشفه من مفاجآت عديدة ولما تثيره من اسئلة جديدة حول ماهية ومغزى تلك الصروح وحول السكان الذين قاموا بتشييدها
الاكتشاف الاثري الاخير القيم والمفاجئ يتعلق بقطعة حجر يشب نادرة جدا على شكل هلال تتضمن كتابة مسمارية يعود تاريخها الى منتصف الالف الثاني قبل الميلاد. اسلوب كتابتها الاسفينية يشبه كتابات الالواح المسمارية التي عثر عليها باعداد كبيرة في مدينة نيبور او عفك الواقعة جنوب العاصمة بغداد
حجر اليشب المنقوش بكتابات مسمارية:
الصورة: الحقوق محفوظة لكولتورا ايطاليا
فريق التنقيب الاثري الذي يتراسه البروفسور كازيلا البرتو استاذ علوم الحضارات القديمة في جامعة روما لاسابيانزا هو الذي عثر على حجر اليشب المنقوش في معبد طاس سيلك في مالطا وهو معبد ماقب تاريخي تم تشييده نهايةالعصر الحجري والذي كانت تقام فيه الشعائر والطقوس الدينية منذ الالف الثالث قبل الميلاد وحتى الحقبة البيزنطية
والكتابة المسمارية المذكورة هي صلاة وتعازيم ونذورللاله القمري الرافديني سين وهو ابو نينورتا اله الحرب والذي كان لمئات السنيين احدالالهة الرئيسية التي يجلها سكان مابين النهرين في مدينة نيبور شرق البلاد ونيبور هي العاصمةالدينية للسومرين والبابليين، وتقع على مسافة7 كم شمال شرق مدينة عفك أحد اقضية محافظة القادسية وعلى مسافة 175 كم جنوب بغداد. وعلى الضفة اليمنى من مجرى الفرات السابق . كانت مدينةنيبور المقدسة قبلة حج ومركزا ثقافيا وادبيا مهما تواجد فيه العديد من الكتبةالذين نقلوا الينا العشرات من الالواح المسمارية وخاصة النصوص الادبية
الموقع الذي تم فيه العثور على حجر اليشب المنقوش بالمسمارية يجعل من هذا الاكتشاف المهم ابعد نقطةجغرافية موثقة وصلت اليها وانتشرت فيها الكتابة المسماريةفي شمال البحر الابيض المتوسط على تخوم جزر صقلية مما يثير تساؤولات عديدة حول معنى ومغزى وجودها في هذا المكان القاصي
ويرجح بعض الباحثين نظرية مفادها بان حجر اليشب المذكور قد يكون غنيمة حرب نهبت من معبد نيبور ونقلها تجار قبارصة واغريق من بحر ايجة غربا والذين كانت لهم على ما يبدو علاقات تجارية مع شرق البحر المتوسط والعراق القديم خلال تلك الفترة
هذا من جهة ومنجهة اخرى فالشئ المؤكد ان حجر يشب كريم منقوش بالكتابة المسمارية كان ثمينا جدا خلال الحقبة البرونزية المتأخرة ويرجح الخبراء ان اكتشافه في موقع طاس سيلك بالذات قد تكون اشارة الى ان المعبد المذكور تمتع باهمية ومعنى تجاوزا سكان جزيرة مالطا في تلك الحقبة
وقد عرف المعبد ايضا كمركز ديني بالغ الاهمية في البحر الابيض المتوسط وخلال الحقبتين الفينيقية والرومانية
يذكر ان العراقيين الاشوريين كانوا قد وصلوا قبرص وتركوا اثارهم فيها كماتؤكد ذلك الشواهد الاثرية الاشورية في طول الجزيرة وعرضها الا انه هذه هي المرة الاولى التي يعثر فيها على لوحة مسمارية في جزيرة مالطا وهي ابعد نقطة جغرافية موثقة وصلها العراقيون الاشوريون في شمال البحر الابيض المتوسط والتي تم العثور عليها الى حد الان
الوثائق التاريخية العراقية تذكر دخول الاشوريين وادي النيل ومنطقة طيبة تحديدا (الاقصر)كاقصى حدود وصلها العراقيون في671 و666و663قبل الميلاد لكن عدم اكتشاف وثيقة تاريخية بعدُ لايعني ان سكان ما بين النهرين لم يصلوا تخوما جغرافية اخرى وهم المعروفون بنشر ثقافتهم وارثهم الحضاري اللذين وصلا حتى جنوب الهند وسرنديب وشرق افريقيا او فيما يعرف اليوم بتنزانيا وكينيا
المصادر
Source: Popular Archaeology: “Rare Cuneiform Script Found on Island of Malta“
شبكة البصرة
الاحد 14 ربيع الثاني 1434 / 24 شباط 2013