-{{{{{{داروسيا..............................................................إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ........................................................................... ولا بد لليل ان ينجلي وللجهل ان ينحسر؟؟؟!!!..................................................................................... بعناتا}}}}}}
بـــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــلـــــــبـــــــك. ...غابت شمسها والعز تاه فيها .........................................................................................................................................................بعلبك يا دار الالهة بماضيها

اليوم العالمي للغة الضاد ….18 كانون اول، بزمن القحط بالحصاد ؟!

الخطر على اللغة العربية

 

 

السيد زهره

اليوم هو “اليوم العالمي للغة العربية”. في اكتوبر عام 2012، قررت اليونسكو هذا اليوم (18 ديسمبر) يوماعالميا للغة العربية يتم الاحتفال به كل عام. على اعتبار انه اليوم الذي قررت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1973 اعتبار اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية لها ولمنظماتها.

واليوم سوف تقيم اليونسكو بهذه المناسبة احتفالية كبرى سيكون محورها هو “دور الإعلام في تقوية او اضعاف اللغة العربية”

ولسنا بحاجة الى القول ان الاهتمام باللغة العربية هو امر له اهمية حضارية كبرى. اللغة العربية هي حاضنة الهوية العربية، وهي اداة التعبير عن حضارتها وعن الدول والمجتمعات العربية وكل الناطقين بها. ومكانة اللغة الوطنية في أي مجتمع هو بحد ذاته مقياس لمدى تقدمها ولمكانتها العامة بين الأمم.

وبالطبع، يعتبر تحديد يوم عالمي للغة العربية، حدثا له اهمية كبيرة.

هذا اليوم هو مناسبة اولا للإهتمام بلغتنا ولفت الأنظار الى ما يمثله ذلك من ضرورة بالغة. وهي مناسبة لبحث ودراسة الأخطار التي تتهدد لغتنا وكيفية مواجهتها والتعامل معها، ومن ثم النهوض باللغة العربية وتقويتها.

ومن المفارقات العجيبة ان الاحتفال بهذا اليوم العالمي للغة العربية جاء ليكشف بحد ذاته ما تواجهه اللغة من أخطار ومن عدم اهتمام من ابنائها انفسهم.

فعلى نحو ما تابعنا في الأيام الماضية، صحيح ان بعض الدول العربية، وخصوصا مصر، اهتمت بهذا اليوم، وسعت مؤسسات مختلفة رسمية وثقافية وجهات عدة لاحيائه، واقامة مؤتمرات او ندوات لمناقشة حال اللغة وكيفية النهوض بها، لكن من الواضح ان اغلب الدول العربية نسيت هذا اليوم، ولم يخطر ببالها ان تتذكره وتحتفي به بأي صورة.

على أي حال، يتفق الجميع على ان اللغة العربية، ومنذ عقود تتراجع ولا تتقدم او تنهض. مظاهر وصور هذا التراجع كثيرة.

اتحاد الكتاب العرب، اشار مثلا في بيان اصدره قبل يومين بمناسبة هذا اليوم، الى بعض صور هذا التراجع، فذكر منها ” انتشار الأسماء الغربية للمحلات التجارية في شوارعنا العربية، والتوسع في استخدام المصطلحات الأجنبية في الدعاية التجارية والاعلانات رغم وجود بدائل عربية مألوفة، فضلا عن شيوع الحديث باللهجة الأمريكية بين الشباب، مقابل انزواء اللغة العربية، وشيوع الأخطاء اللغوية والاملائية بين المتخصصين، وفي دواوين الشعر والكتب الأدبية والصحف والمجلات المتخصصة، وخاصة بين العاملين في القنوات الفضائية والاعلام العام والخاص، حتى ان خطب المسئولين السياسيين الكبار لم تخل من الأخطاء الواضحة”

هذه بعض صور ومظاهر تراجع اللغة العربية.

ومن اهم مظاهر هذا التراجع ان اللغة العربية لا تنتشر في عالم اليوم على النحو الذي تنتشر به بسرعة لغات اخرى في العالم.

وبالطبع، تتعدد الآراء في تفسير اسباب تراجع اللغة العربية، وفي تحديد كيفية النهوض بها ووقف هذا التراجع.

البعض مثلا يحمل التعليم ووسائله المسئولية الاساسية. والبعض يحمل الدولة بشكل عام المسئولية. والبعض يبرز دور الاعلام بالذات.

واتحاد الكتاب العرب مثلا في بيانه، تحدث عن اخطار جوهرية تتعرض لها اللغة العربية، تتمثل خصوصا، في ان “لغتنا العربية ما زالت تتعرض لموجات متتالية من التغريب والغزو الثقافي عبر الموجات الاستعمارية المتلاحقة التي جاءت من مناطق وبلدان اورويبية مختلفة استهدفت نزع اللغة العربية من صدور ابنائها واحلال لغة الاحتلال الغازي محلها تمهيدا لمحو الهوية الوطنية ذاتها”. كما تحدث البيان عن “حركة التعريب النابعة من الداخل خلال الأربعين سنة الماضية والتي صاحبت الانفتاح الاستهلالكي ومحاولات التشبه بالنموذج الأمريكي في الحياة بمظاهرها المختلفة”.

بالطبع مثل هذه الاسباب لتراجع اللغة العربية والآخطار التي تتهددها، هي وغيرها صحيحة تماما.

لكن الأمر المؤكد ان الخطر الأكبر الذي يتهدد اللغة العربية، والسبب الجوهري لتراجعها، هو التخلف العربي. في كل المجالات، وخصوصا في مجالات العلوم والتكنولوجيا والاتصالات وغيرها.

كل الثورات العلمية والتكنولوجية التي اجتاحت العالم في العقود الماضية هي انجازات غربية ولا دخل لنا فيها. وطبيعي انها مرتبطة بلغة الدول المتقدمة.

خذ مثلا، الانترنت، هذه الثورة الكبرى التي اجتاحت العالم كله. كل المصطلحات المتربطة بها هي بالضرورة مصطلحات اجنبية، ونحن مجبرون على استخدامها. وفي اغلب الاحيان، تفشل محاولات تعريبها.

ويرتبط بالتخلف العربي، تراجع الابداع العربي العام في كل مجالات الفكر والثقافة العلمية وغيرها. بسبب فقر هذ الابداع، لا يجد الشاب العربي، او أي باحث او مهتم، يطمح للمعرفة امامه سوى المصادر الاجنبية بلغتها الأم.

لغتنا العربية، مثلها مثل كل لغات العالم، تراجعها او نهوضها، مرتبط بدرجة التقدم الحضاري للأمة. وطالما نحن في هذه الحالة من التخلف ستظل اللغة العربية تتراجع للأسف.

ولا يعني هذا بالطبع التقاعس عن اتخاذ الاجراءات والسياسيت الضرورية للحفاظ على اللغة ومحاولة وقف تراجعها في دولنا ومجتمعاتنا.

بالعكس، يجب ان تتعامل الدول العربية مع قضية اللغة ومواجهة الاخطار التي تتهددها باعتبارها قضية وطنية وقومية لها اولوية كبرى، بما يتطلبه ذلك من سياسات للنهوض باللغة في كل المجالات، وخصوصا مجالات التعليم والاعلام.

شبكة البصرة

الثلاثاء 14 صفر 1435 / 17 كانون الاول2013

كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب