فهل يصفو لنا يوم ٌ كأمس ؟
متَى يَصحُو الرَّبيعُ مِنَ السُّباتِ = و يُزْهِرُ أمنياتٍ في الشَّتَاتِ
تَكَدَّرَ من عَذَابَاتٍ وَ قَهْرٍ = شَكَا بَأَسًا ، وَ نَادَى الذِّكرَيَاتِ
أَمَانٌ فِي الوُكُورِ ، وَ شَدوُ طَيرٍ = صَفَاءٌ فِي الصُّدُورِ سَمَا بِذَاتِ
سبَى الشَّرُ الأَمَانِيْ وَ اللَّيَالِيْ = أَضَلَّ الفَجْرَ عَنْ دَربَ الهُدَاةِ
وَ أَهلَكَ دَوحَةَ العَطرَاتِ قَسْرًا = كأنَّ الحَقَّ بَعضٌ مِنْ رُفَاتِ
وَ يَا ويحَ الأَسَى أَدمَى قُلُوبًا = وَ قَد أَسرَى بِهَا صَوبَ المَمَاتِ
تَبَدَّلَ وْجهُ طِفْلٍ صَارَ كَهْلاً = وَ أَلقَى بِالمَلَامِ عَلَى الحُماةِ
بَنِي ( مِصْرَ ) الجَفَا فِيهُمْ تَبَارَى = مَعَ الأَحزَانِ قَهرًا مِنْ رُعاةِ
وَ لَكِنْ – قَدَّرَ المَوْلَى وَ نَحَّى = مَصَائَبَ قَد دَهَتْ عُمْقَ الحَيَاةِ
بنِي ( سُورِيةَ ) اقْتَتَلُوا لِعَرشٍ = وَ طَالَ الخُلفُ فِيهِمْ كُلَّ ذاتِ
فَيا سُوريةَ الآمَالِ عُودِِي = دُوُروبِ العِِزِّ فيِنا وَ الدُّعَاةِ
بَلَادُ العُرْبِ في قَهْرٍ ، وَ يأسٍ = رَبِيعٌ غابَ عَنْ لُقيَا الحُدَاةِ
كَأنَّ غُصُونَهُ اشْتَاقَتْ لأَمْسٍ = وَأصْبَحَتِ النَّوَائِبُ بِالمِئَاتِ
يَقُولُ النَّاسُ كُنَّا في سَلَامٍ = وَ نَحْيَا بِالوَفَا ، وَ الأُمْنِيَاتِ
أمانُ اللهِ فِينَا كَانَ سَلوَى = رِضَاءٌ دَامَ حصْنًا مِن عُدَاةِ
إليكَ اليَومَ نَحيَا في رَجِيفٍ = وَ بينَ صِيَاحِ قَلبٍ فِي شَتَاتِ
أحقًا يَا بَلادَ العُرْبِ صِرنَا = بِأَيدِ الشِّرِ نَصبُو لِلفُتَاتِ
وَ مَا تَرَكُوا لنَا إلا سَرَابًا = وَ وَهمًا فِي سَرَادِيبِ الطُّغَاةِ
إذَا عُدنَا كَأمسٍ يَا بَلادِي = فَهَلْ تُشْفَى قُلُوبٌ مِنْ شَكَاةِ
فَإنْ تَكُ ذَرَّةٌ منْ يَومِ نُحْسٍ = تُذِقْ قَهْرَ النُّفُوسِ مَدَى الحَيَاةِ
وَ إنَّ النَّفسَ في الدُنيَا رَهِينٌ = وَ جُرحُ الغَدرِ يُدْمِي كُلَّ ذَاتِ
فَهَلْ يَصفُو لنَا يَومٌ كَأمسٍ = وَ يَعلُو فِي السَّمَا صَوتُ الهُدَاةِ
السيد مراد الساعي