-{{{{{{داروسيا..............................................................إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ........................................................................... ولا بد لليل ان ينجلي وللجهل ان ينحسر؟؟؟!!!..................................................................................... بعناتا}}}}}}
بـــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــلـــــــبـــــــك. ...غابت شمسها والعز تاه فيها .........................................................................................................................................................بعلبك يا دار الالهة بماضيها

مدونة العشرين… وجدوى المواثيق الإعلامية

مدونة العشرين… وجدوى المواثيق الإعلامية

شبكة البصرة
السيد زهره

نشرت أمس نص “مدونة العشرين” وهي الوثيقة التي صدرت عن التجمع الإعلامي العربي من اجل الأخوة الانسانية الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين مؤخرا في ابوظبي. هذه المدونة تعتبر بمثابة ميثاق شرف اعلامي يحدد المباديء والقيم الانسانية التي من المفروض ان تحكم العمل الاعلامي عموما.

والحقيقة ان قضية ميثاق الشرف الصحفي أو الإعلامي عموما كانت موضع نقاش طويل في ورش العمل التي تم تنظيمها في اطار التجمع.

اثنا ء النقاشات كانت لي مداخلة عبرت فيها عن وجهة نظري في هذه القضية سوف ألخصها هنا.

قلت بداية انه ليست لدينا مشكلة مع مواثيق الشرف الإعلامية لا في الوطن العربي ولا في العالم. بمعنى ان كل نقابات الصحافة العربية والعالمية، وأيضا مختلف المؤسسات الإعلامية لديها مواثيق شرف.

وبالطبع من المهم وجود هذه المواثيق فهي تحدد قيما ومباديء ارشادية عامة.

لكن المشكلة انه في التطبيق العملي ليس لهذه المواثيق بالضرورة قيمة كبيرة.

لا يوجد مثلا صحفي او كاتب حين يكتب مقالا او موضوعا صحفيا يضع ميثاق الشرف بجواره كي يتأكد من ان ما يكتبه يتفق او يختلف مع ما جاء به.

وبشكل عام، وجود المواثيق بحد ذاته لا يضمن أي التزام من الصحافة وأجهزة الاعلام بما جاء بها.

هناك شروط ثلاثة اذا توفرت، سنضمن تطبيق مباديء مواثيق الاعلام حتى لو لم تكن هذه المواثيق موجودة أصلا.

الشرط الأول: المهنية

بمعنى ان يكون الصحفي او الإعلامي عموما مؤهلا تأهيلا مهنيا رفيعا سليما، مسلحا بثقافة مهنية في كل المجالات المتصلة بعمله.

المهنية هي في حد ذاتها حصانة تحمي من الشطط وتجاوز القيم والمعايير الأخلاقية والانسانية والوطنية.

المهنية تفرض حدودا وقيودا على الصحفي والإعلامي في هذا السياق.

بالطبع، من الوارد ان يستغل صحفي او اعلامي تم اعداده اعدادا مهنيا ملائما قدراته وامكانياته لخدمة اجندات تخريبية او إرهابية او طائفية.. وهكذا.

لكن يظل هذا استثناء بشكل عام، ويبقى ان المهنية من اكبر ضمانات الالتزام الصحفي والإعلامي عموما بالقيم والمباديء والأسس التي قد تتضمنها أي مواثيق.

الشرط الثاني: الاستقلال

بمعنى ان تكون الصحيفة او الجهاز الإعلامي مستقلة في مواقفها وآرائها وغير تابعة لمنظمات او جهات طائفية مثلا، او تتبنى ايديولوجية معينة، او لديها اجندة سياسية في اتجاه محدد.

اذا كانت الصحيفة او الجهاز الاعلام تابعا بهذا المعنى، فمن العبث الحديث عن الالتزام بمواثيق إعلامية، وبقيم ومباديء هذه المواثيق.

اذا كانت الصحيفة مثلا تابعة لجهة طائفية متطرفة، فكيف نتوقع منها ان تروج او تسعى لتكريس قيم التسامح والتعايش السلمي؟

واذا كان أي جهاز اعلامي تابعا لحكومة او جهة تتبنى اجندة تخريبية إرهابية وتسعى الى تحقيقها، فكيف نتوقع ان يتبنى مباديء وقيم الوحدة الوطنية او التعايش بين الأديان والطوائف والقوى الاجتماعية المختلفة؟

الشرط الثالث: الثقافة المدنية الوطنية

الثقافة المدنية الوطنية هي التي تضمن الاستقلالية وتضمن ترسيخ قيم المساواة والتسامح والتوفيق الوطني وغيرها.

والقضية هنا ان الصحفي او الاعلامي اذا كانت ثقافته المدنية غائبة او مهتزة لا يمكن ان نتوقع منه ان يتبنى هذه القيم والمباديء ويروج لها.

اذا كان الإعلامي طائفيا مثلا،لا يمكن اني يتحمس لقيم التسامح والمساواة بين كل أبناء الوطن.

واذا كان ولاؤه غير وطني لدولة او قوة اجنبية مثلا لن نتوقع منه الحرص على التعايش والتوحيد الوطني.. وهكذا.

والأمر اذن باختصار كما ذكرنا انه من دون وجود هذه الشروط الثلاثة لن يكون لمواثيق الشرف قيمة او جدوى.

في نفس الوقت اذا توافرت هذه الشروط، فسنضمن تطبيق القيم والمباديء الي من المفترض ان تتضمنها هذه المواثيق ولن نكون حتى بحاجة اليها.

شبكة البصرة

الاثنين 16 جماد الثاني 1441 / 10 شباط 2020

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط

كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب