-{{{{{{داروسيا..............................................................إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ........................................................................... ولا بد لليل ان ينجلي وللجهل ان ينحسر؟؟؟!!!..................................................................................... بعناتا}}}}}}
بـــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــلـــــــبـــــــك. ...غابت شمسها والعز تاه فيها .........................................................................................................................................................بعلبك يا دار الالهة بماضيها

اليـــوم انتفــــاضتـــنا صــــارت ثـــــورة

اليـــوم انتفــــاضتـــنا صــــارت ثـــــورة

FacebookTwitterLinkedInWhatsAppViberTelegramGmailMore

شبكة ذي قار
صلاح المختار

التاسع من شباط – فبراير عام ٢٠٢٠ يوم تاريخي فاصل تحولت فيه الانتفاضة الى ثورة عراقية حاسمة بعد ان طهرت صفوفها من اتباع مقتدى الصدر وثبتت هويتها الوطنية وانهت ازدواجية التأثيرات عليها،ويعود ذلك لعده اسباب اهمها انها اسقطت بصورة فعالة الطائفية في شكليها السياسي، وهو الثقل الكبير منها لانه يستمد قوته من مليشيات مسلحة واحزاب،وفي شكلها الاجتماعي المتمثل في تأثير اجتماعي كان محدودا قبل الغزو لكن الغزو تعمد تضخيمه والان تلاشى جوهريا، والانتفاضة بطبيعتها الوطنية الواضحة خير دليل.

ولكي تكون الصورة اوضح من الضروري تأكيد ان الساحة العراقية فيها ثلاث قوى رئيسة :

١ – اسرائيل الشرقية التي تسيطر على الدولة ومؤسساتها القمعية الى حد كبير ،مستخدمة الميليشيات التابعة لها لكنها فقدت اغلب الكتلة البشرية بعد الانتفاضة،ولم يبقى لطهران سوى التيار الصدري فراهنت على مقتدى الصدر بصفته الخيار الاخير لها، لكن جريمة النجف وما بعدها ادت الى عزله عن اغلب الجماهير التي كانت تلتف حوله والتحقت بالثوره وتجسد ذلك اليوم ٩ – ٢ في المظاهرة المليونية التي انطلقت في مدن العراق الثائرة تهتف بصورة علنية ومباشرة بسقوط مقتدى وايران،وبسقوط خيار مقتدى فقدت اسرائيل الشرقيه زمام المبادرة وتهاوت خططها التي تنفذها منذ قرون.وبناء على هذه الحقيقة الميدانية فان اسرائيل الشرقية تخوض في العراق وليس في غيره معركة وجودها التاريخية فاما ان تنتصر ويبقى مشروعها منتشرا في المنطقة،او تهزم وتنكفأ الى الداخل في عزلة ستستمر عدة قرون، والاحتمال الثاني هو المرجح في ضوء موازين القوى في العراق،ومؤشرات اقليمية ودولية، وهذا هو السبب في دموية ما يجري.

٢ – القوه القوة الثانية في العراق الان هي امريكا والتي تحاول استعادة زمام السيطرة الكاملة على العراق بعد ان اعطت لاسرائيل الشرقية توكيلا مفتوحا في عام ٢٠١١ عندما انسحبت عسكريا، والان وقد اكملت طهران مهمتها، وهي اكمال تدمير قدرات العراق الاساسية،حان وقت اعادتها الى ما بين السكتين وهو ما ترفضه اسرائيل الشرقيه بالتأكيد، فاشتد الصراع بينهما وتحول الى لعبة كسر عظم.ويراهن البعض على ( ان ثمة فرصة تاريخية لامريكا للتكفير عن غزوها للعراق وتصحيح اخطائها القاتله ) لانها هي التي سلمته لاسرائيل الشرقية بعد ان بدأت بتدميره وتفكيك الدولة والمجتمع لكنها عجزت عن تحمل تكاليف الصراع معها وقررت تسليمه لاسرائيل الشرقيه لاكمال الهدف، حينما تعرضت لعمليات المقاومة الوطنية العراقية غير المسبوقة بعددها في حروب التحرير في فيتنام وفلسطين والجزائر وكوبا،وبلغت ٢٥٠ – ٣٠٠ عملية في اليوم طبقا للمصادر الامريكية الرسمية.

( المصدر : ويطالب المراهنون على امريكا بأنهاء الغزو الايراني للعراق وليس فقط ممارسة الضغوط الاقتصادية وهي محدودة لانها استثنت منها دولا عديده في مقدمتها العراق فاصبحت العقوبات ضعيفة لان موارد العراق صارت بيد طهران وهي تكفى لتعطيل اكثر من ٨٠% من نظام العقوبات الامريكي عليها وبلغ ما سرقته من العراق ما بين ٦٠٠ – ٨٠٠ مليار دولار وبه ادامت ارهابها الاقليمي وعملياتها وتسليحها.فمقتل اسرائيل الشرقية في العراق ويمكن القيام به بطريقتين : فاما ان تطردها امريكا بانهاء ميليشياتها وهي وعدت بذلك وتملك القدر عليه، وفرصه الانتفاضه العراقيه هي خير بيئه لانهاء التوسع الاستعماري الايراني اقليميا، او ان تمنع واشنطن بصورة جادة ودقيقة اي نهب لموارد العراق وتسخيرها لخدمة الاقتصاد الايراني.

فهل ستفعل امريكا ذلك و تعيد بناء علاقات ايجابية مع العراق المتحرر؟ من المؤكد ان امريكا اذا لم تفعل ذلك ستخسر المنطقة بكاملها وستستغل روسيا والصين الفشل الامريكي للتغلغل فيها وتحويل المنطقة الى قوة صد لامريكا تمنع عودتها مجددا اليها وبالطبع سيكون واجب شعب العراق وقواه الوطنية دعم كل جهد دولي لانهاء الوجود الامريكي في هذه الحالة،فعندما نتذكر بان العراق هو ساحة المعركة الرئيسة بين القوى العالمية المتصارعة نرى كم ستخسر امريكا وتكسب تبعا لموقفها الحالي وتطوراته.

٣ – القوة الثالثة هي قوة الثوار وهم وان كانوا القوة الستراتيجية الاساسية في العراق فأنهم الاحتياطي الستراتيجي لترسيخ الطابع الوطني والتحرري في فلسطين وسوريا وليبيا واليمن والسودان والجزائر، وهم حماة عروبة الخليج العربي، لماذا؟ لانهم يقاتلون في منطقة القتل والانقاذ في ان واحد للجميع وتبعا للموقف.وبانتصار الثوار في العراق سوف تنقلب كافه موازين القوى اقليميا وعربيا وعالميا،وذلك رهن بانتصار الثوره الشبابيه،فهي معركة المصير العربي الواحد،مثلما هي معركة الوجود لكل من المشروعين القومي الفارسي والصهيوني،وهي معركة امريكا لانقاذ اقتصادها وعرقلة التوسع الصيني الروسي، وهي معركة روسيا والصين لمنع امريكا من عرقلة نهوضهما فالعراق يقع في المخرج الافضل لطريق الحرير الى الغرب.

٤ – ولكي تكون الصورة اوضح لابد من اعادة التاكيد على البديهيات التالية الخاصة بمفهوم الثورة وسبب تمييزنا بدقة واصرار بين الثورة والانتفاضة والانقلاب :

أ – الثوره الحقيقية بمفهومها العقائدي،وليس بالمعنى الشعبوي، هي عمليه التغيير الجذري لواقع سياسي او اقتصادي .. الخ، وليس مجرد التغيير الفوقى السلطوي سواء تم بانقلاب عسكري او بانتفاضة شعبيه تزيح الدكتاتور لكنها تبقى على ( افراخه ) التي تكبر بعد الانقلاب وتصبح هي الديكتاتور الجديد وتحتوي الثوار الذين ساعدوها على الوصول الى الموقع الاول في السلطة.وما لم تتم عملية اجتثاث النظام القديم بكافة مؤسساته وبناه التحتية والفوقية فان الثورة تبقى حلما رومانسيا وسوف يبعد الثوار الحقيقيون.

ب – ويمكن للانقلاب العسكري او الانتفاضة الشعبية ان تكونا مقدمة لتغيير جذري يرفع مستوى الحدث الى الثورة في حالة قيام السلطة الجديدة بتغييرات جذرية لصالح الجماهير فتصبح ثورة بجذريتها، والمثال هو ثوره ١٧ – ٣٠ – ١٩٦٨التي غيرت وضع العراق جذريا وانهت تخلفه وصار قويا متقدما وشعبه مرفها.

ج – ما يجري في العراق هو اسقاط حاسم للطائفية وكانت اخطر تهديد ليس لهوية العراق ووجوده فقط بل للامة كلها ايضا ،لان الفتنة الطائفية لو نجحت لهدمت اسس هويتنا القومية العربية،وهذا الانجاز وحده يجعل ما يجري في العراق ثورة حقيقية.وباجتثاث الطائفية توفرت مستلزمات تغيير قواعد ما يسمى في الغرب ب ( اللعبه ) الاقليمية والعربية والدولية، فلئن كانت الصراعات السياسية لعبة بالنسبة للغرب لانه مستعمر وامبريالي يسرق وينهب فانها بالنسبة للشعوب الثائرة ومنها الشعب العربي معركة المصير الواحد لامة ذبحت ويتكرر ذبحها منذ خطة بنرمان بخطوات تصفيه الاقطار العربيه وكانت اولها فلسطين على ان تكون هناك لاحقا وبالتدريج اكثر من فلسطين،لذلك فان معركة العراق هي معركه كسر الموجة وعكسها لتنهض الامة كلها انطلاقا منه.انها معركه الامة العربية والانسانيه كلها فحينما ينتصر شباب العراق سيصنعون واقعا جديدا للامه العربية به تنهض من كبواتها ويصبح شباب الثورة العراقية ايقونة التحرر العالمي ضد الاستبداد الذي تمارسه الامبراطوريات الصاعدة والنازلة والتي تضحي بحياة الملايين من اجل مصالحها.

البداية الكارثية كانت في العراق والبداية النهضوية العربية الانقاذية ستنطلق منه ايضا، وشباب الثورة العراقية هم وقودها وشعلتها وقادتها.

Almukhtar44@gmail.com
٩ – ٢ – ٢٠٢٠

الثلاثاء ١٧ جمادي الثانية ١٤٤١ هـ ۞۞۞ الموافق ١١ / شبــاط / ٢٠٢٠ م

كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب