شلع قلع واللي قالها وياهم… ليلة سقوط القناع الأخير لمقتدى الصدر
الصدر وقادة الميليشيات الصفوية خلال اجتماع في مدينة قم الإيرانية
شبكة البصرة
“شلع قلع واللي قالها وياهم”، هتافات رددها محتجون عراقيون غاضبون ردا على خطوة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر التي سحب من خلالها أنصاره من ساحات الاحتجاجات ومهدت الطريق لعمليات قمع حكومية استهدفت المتظاهرين في بغداد والبصرة ومدن أخرى.
وترددت الهتافات بشكل أساسي في ساحة التحرير وسط بغداد وفي البصرة وفي مدينة النجف مسقط رأس الصدر المتواجد حاليا في إيران.
وتحدث ناشطون عراقيون على وسائل التواصل الاجتماعي عن “سقوط قناع” الصدر الأخير بعد سحب أنصاره من الساحات.
واستخدم الصدر سابقا هتاف “شلع قلع” للتعبير عن رفضه للنخبة السياسية الحاكمة قبل أن ينتشر بين صفوف المتظاهرين.
وكان مقتدى الصدر سحب دعمه للاحتجاجات بعد ساعات من تنظيم أنصاره تظاهرة الجمعة للمطالبة بخروج القوات الأميركية من العراق، مما دفع أتباعه لحزم امتعتهم ومغادرة مخيمات الاحتجاج.
وردت اللجنة التنسيقية لمظاهرات أكتوبر في العراق على هذه الخطوة باتهام الصدر بـ”خيانة الثوار من أجل الحصول على رئاسة الحكومة القادمة كما وعدته إيران”.
ويقول المحلل السياسي أعياد الطوفان إن الصدر أقدم على هذه الخطوة لعدة أسباب أبرزها أنه “لم يستطع ركوب الموجة على الرغم من تواجد الكثير من أتباعه داخل ساحات الاحتجاج لكنهم كانوا يقولون أنهم حظروا بصفتهم عراقيين وليس صدريين”.
ويضيف الطوفان أن “الصدر فشل رغم محاولاته المتكررة في أن يلعب دور الوسيط بين الحكومة والمحتجين أو أن تكون كلمته هي الطولى داخل ساحات التظاهر في بغداد وباقي المحافظات”.
ويتابع الطوفان أن “الصدر سحب أنصاره من ساحات التظاهر نتيجة قرب تسمية مرشح جديد لرئاسة الوزراء خلفا لعادل عبد المهدي وذلك من أجل المساهمة في تمرير شخصية من داخل القوى السياسية الحاكمة حاليا”.
ويرى المحلل العراقي أن “الصدر يعتقد أن انسحابه من ساحات التظاهر سيضعف موقف المحتجين، وبالتالي التقليل من شأن أية احتجاجات شعبية ضد المرشح الجديد لرئاسة الحكومة”.
ويقول نشطاء إن وجود أتباع مقتدى الصدر وجماعة الميليشيا التابعة له كان يمثل وقاية للمتظاهرين من قوات الأمن وجماعات مجهولة تسعى لإلحاق الأذى بهم وقمعهم.
ومع اختفاء هذا الغطاء، يخشى الكثيرون في الحركة المستمرة منذ أربعة أشهر من الأسوأ.
لكن على الأرض اختلفت القصة، فبعد انسحاب أنصار الصدر من ساحات الاحتجاج وتصعيد قوات الامن العراقية لعمليات القمع ضد المحتجين، ازدادت أعداد المتظاهرين وبدأ عشرات يتوافدون إلى منطقة التحرير وساحة الاعتصام في البصرة ومدن الجنوب.
ويقول ناشطون إن خروج أتباع الصدر من ساحات الاحتجاج عزز موقف المتظاهرين وعزل الجهات التي خرجت تطالب بمحاسبة الفاسدين عن تلك التي تقف مع الأحزاب السياسية الحاكمة.
وتحدث آخرون عن أن آخر أقنعة الصدر سقط بعد خطوته الأخيرة ومحاولاته السابقة الرامية لترويج نفسه كشخصية وطنية.
ووجه الإعلامي العراقي الساخر أحمد البشير رسالة للصدر على تويتر هنأه فيها على الانضمام “لنادي كباتن السلطة”، مشيرا إلى أنه سيتم التعامل مع الصدر كما يتم التعامل مع باقي السياسيين في العراق.
وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات في أنحاء البلاد عن مقتل نحو 470 شخصاً غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفاً بجروح، معظمهم قضوا برصاص قوات الامن العراقية وميليشيات مسلحة موالية لإيران.
ويقول المحلل السياسي أعياد الطوفان إن الحديث عن قيام أنصار الصدر بحماية المحتجين غير دقيق، والدليل على ذلك سقوط هذا الكم الهائل من القتلى خلال فترة ثلاثة أو أربعة أشهر من عمر الاحتجاجات”.
ويضيف أن “الهجمات التي تنفذها الميليشيات المرتبطة بإيران ضد المحتجين والنشطاء لم تتوقف على الرغم من وجود أنصار الصدر في ساحات التظاهر”.
يشار إلى أن الصدر عقد اجتماعا قبل عدة أيام في إيران مع قادة ميليشيات موالية لطهران، كان ينتقدها ويصفها بالميليشيات الوقحة ومن أبرزها عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي.
وذكرت مصادر في حينه أن الاجتماع كان بطلب من “قائد فيلق القدس الإيراني الجديد إسماعيل قاآني الذي طلب من الميليشيات العراقية طي صفحة الخلافات بين قادتها من جهة ومع مقتدى الصدر من جهة أخرى للتهيئة لإعلان مجلس للمقاومة على المستوى الدولي ضد الوجود الأجنبي في العراق والمنطقة”.
يشار إلى أن معظم الميليشيات الموالية لإيران خرجت من تحت عباءة ميليشيا جيش المهدي الذي أسسها الصدر بعد عام 2003.
وتميز الصدر خلال مسيرته السياسية بالتقلب الشديد، حيث لا يمنعه إعلان دعمه لأية حكومة، بل مشاركة وزرائه فيها، من سحب دعمه لها والتهديد باللجوء إلى الشارع.
وحصل ذلك مع جميع الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق منذ عام 2006 في عهد حكومة المالكي الأولى ولغاية حكومة عادل عبد المهدي في 2019. الحره
شبكة البصرة
الاحد 1 جماد الثاني 1441 / 26 كانون الثاني 2020
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط