هل يعيد التاريخ نفسه ويسقط نظام الملالي؟
شبكة البصرة
السيد زهره
التاريخ له أحوال عجيبة.
في أحيان كثيرة، يعيد التاريخ نفسه بصورة مدهشة. نفس ما حدث في الماضي يمكن ان يتكرر وان بصورة مختلفة، لكنه يقود الى نفس النتيجة.
كأن التاريخ يقول للبشر والدول والأمم انكم لا تتعلمون وتصرون على ارتكاب نفس الأخطاء، وعلى المضي في طريق يعيد نفس السيناريو الذي حدث في الماضي.
خطر هذا في ذهني وانا اتابع ما تشهده ايران من أحداث وتطورات في أعقاب كارثة اسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخ، وما قاد اليه هذا من غضب شعبي عارم.
خطر في ذهني ان ما يحدث في ايران حاليا يشبه بشكل مدهش ما حدث في ايران في الأشهر القليلة التي سبقت سقوط حكم الشاه رضا بهلوي.
في كل ثورة او انتفاضة شعبية كبرى تنتهي بتغيير جذري للأوضاع كسقوط النظام الحاكم مثلا، غالبا ما تكون هناك نقطة تحول كبرى تقود الى هذا التغيير. غالبا ما تكون هناك واقعة معينة أو حدث كبير معين هي التي تعجل بالتغيير الجذري وتكون بمثابة بداية النهاية.
في حال نظام الشاه، كانت الحادثة التي مثلت نقطة التحول هذه وفجرت التطورات التي قادت في النهاية الى سقوط النظام هي حريق سينما ريكس في عبدان.
الذي حدث انه في 18 اغسطس عام 1978، اقدم مجهولون على احراق السينما واغلقوا المداخل على الموجودين بداخلها ـ الأمر الذي أدى الى مقتل اكثر من 400 داخل السينما في فاجعة كبرى.
في ذلك الوقت تم اتهام نظام الشاه بارتكاب الجريمة، لكن اتضح لاحقا ان الذين نفذوها ينتمون الى الجماعات الدينية المتطرفة التي كانت تسعى لاسقاط النظام.
المهم انه حين وقع الحريق، كان الاعتقاد الراسخ ان الشاه هو الذي يقف وراء جريمة الحريق ولم يلتفت الشعب الى نفي النظام أي علاقة له بها.
في اليوم التالي لحريق سينما عبدان، خرج عشرات الآلاف من الإيرانيين في مظاهرات عارمة ضد نظام الشاه اثناء تشييع الضحايا.
المتظاهرون رددوا شعارات مثل” الشاه قاتل” و” ليحترق الشاه” و”الشاه هو المذنب”. وهكذا.
كانت هذه هي الشراراة الكبرى التي اشعلت الثورة، والتي قادت الى الأحداث والتطورات الجسيمة التي انتهت بسقوط النظام بعد حريق السينما بأشهر قليلة.
اليوم، يتكرر نفس المشهد تقريبا وان بصورة اكثر درامية.
اسقاط الطائرة الأوكرانية بهذه الطريقة جاء كحدث مهول غير متوقع على الاطلاق في مسيرة الاحتجاجات على نظام الملالي في ايران.
الكارثة اكثر فداحة من كارثة عبدان من زاوية ان النظام اضطر للاعتراف بأنه كذب حين تنصل من مسئولية اسقاط الطائرة في البداية وان الحرس الثوري هو الذي اسقطها بصاروخ.
وللعلم فان أغلب من كانوا على متن الطائرة وراحوا ضحية النظام هم إيرانيون (100 إيراني) وهم من الكفاءات الإيرانية وطلبة يدرسون في الخارج.
الكارثة اسقطت أي مصداقية لنظام الملالي في أعين الشعب، وجسدت كل جرائم النظام في حق الشعب عبر سنين طويلة.
لهذا كما نعلم، اندلعت المظاهرات الشعبية احتجاجا على جريمة النظام. وأطلق المتظاهرون شعارات غير مسبوقة في الاحتجاجات الشعبية من قبيل “خامنئي قاتل” و”الموت للديكتاتور” و”الحرس الثوري هو داعش داخل ايران” و”العدو هنا في طهران وليس أمريكا”. وهكذا.
لنلاحظ ان هذه الشعارات تكاد تكون هي نفسها التي رفعها المتظاهرون ضد نظام الشاه في اعقاب حريق سينما عبدان.
السؤال هو: هل يعيد التاريخ نفسة وتكون كارثة الطائرة الأوكرانية بمثابة القطيعة النهائية بين الشعب والنظام؟ هل تكون هي بداية النهاية لنظام حكم الملالي كما كان الحال مع حرق السينما وحكم الشاه؟
كثير من المحللين والكتاب يرون هذا بالفعل ويتوقعون ان نهاية النظام الإيراني ليست ببعيدة.
ولكن علينا ان ننتظر لنرى التطورات التي ستشهدها ايران في الفترة القادمة.
شبكة البصرة
الاحد 24 جماد الاول 1441 / 19 كانون الثاني 2020
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط