-{{{{{{داروسيا..............................................................إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ........................................................................... ولا بد لليل ان ينجلي وللجهل ان ينحسر؟؟؟!!!..................................................................................... بعناتا}}}}}}
بـــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــلـــــــبـــــــك. ...غابت شمسها والعز تاه فيها .........................................................................................................................................................بعلبك يا دار الالهة بماضيها

حسابات ايران واغتيال سليماني

حسابات ايران واغتيال سليماني

شبكة البصرة

السيد زهره

يمكن القول أن الأحداث والتطورات التي قادت في النهاية الى اغتيال قاسم سليماني بدأت في يونيو 2019.

في ذلك الوقت اسقطت ايران طائرة أمريكية في الخليج، الأمر الذي تم اعتباره بمثابة ضربة موجعة لإدارة الرئيس الأمريكي ترامب. في مواجهة ما فعلته ايران، اتخذ تراب موقفا اعتبر متخاذلا، اذ احجم عن القيام بأي رد رادع وأعلن انه الغى في اللحظة الأخيرة ضربة كانت مقررة لإيران. ولم يكتف بهذا، بل ظل يردد انه يريد ان يتفاوض مع النظام الايراني.

الرسالة التي فهمتها ايران من هذا الموقف هي ان ترامب عاجز تماما عن ان يستهدفها عسكريا مهما فعلت، وان بمقدورها من الآن فصاعدا ان تفعل ماتشاء في المنطقة وان تصعد من اعتداءاتها وان تهين أمريكا كيفما تشاء وهي آمنة، أي من دون ان تخشى رد فعل أمريكي حازم او موجع.

كانت هذه حسابات ايران، وتصرفت على اساسها بالفعل في الأشهر التالية.

حسابات ايران كانت مبنية على اعتبارات معروفة ومفهومة تتلخص في ان الرئيس الأمريكي ترامب مقبل على عام انتخابي ولا يمكن ان يجازف في هذا الوقت بالدخول في مواجهة عسكرية مفتوحة مع ايران لا يعرف احد عواقبها ولا كيف يمكن ان تنتهي، وبالتالي فانه لن يجرؤ على أي تصعيد. وكانت الحسابات الإيرانية مبنية أيضا على ان ترامب لا يريد أساسا التورط في أزمات المنطقة وليس حريصا جدا على حلفائه، وانما يريد الترتيب للانسحاب الأمريكي من المنطقة الأمر الذي عززه تصريحات كثيرة له في هذا الاتجاه.

بعبارة أخرى، الحسابات الإيرانية قامت على اعتبار انه في الفترة الحالية وحتى اجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة هي فرصة مواتية كي تعزز وجودها ومخططاتها في المنطقة، وكي تمعن في تحدي أمريكا وفي اهانتها من ددون ان تخشى عواقب كثيرة.

وبناء على ذلك، قامت ايران في الأشهر الماضية بتصعيد خطير في تحديها لأمريكا واستهداف مصالحها هي وحلفائها في المنطقة. وانتقلت هنا من خطوة تصعيدية الى خطوة تصعيدية اخرى اكبر وأخطر.

كان الاعتداء الإرهابي على منشآت أرامكو السعودية خطوة خطيرة كبرى في هذا الاتجاه. ارادت ايران بهذا الاعتداء ان تثبت مرة أخرى انها قادرة على تهديد المنطقة بأسرها وحتى الاقتصاد العالمي بعرقلة امدادات النفط، وانها قادرة على اذلال أمريكا واثبات انها عاجزة عن الدفاع عن حلفائها وحمياتهم.

ورغم شناعة اعتداء أرامكو، جاء رد فعل الرئيس ترامب المتخاذل بعد الاعتداء، ليعزز قناعات النظام الإيراني ويؤكد اعتقاده الراسخ بصحة حساباته.

وشجع هذا النظام الإيراني كي يقدم على خطوته التصعيدية الأكبر والأخطر، وهي دفع احد المليشيات العميلة له في العراق الى استهداف قاعدة أمريكية بالصواريخ وقتل احد الأمريكيين. ثم بعد ذلك دفع الملشيات العميلة الى الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد.

ايران أرادت بالهجوم عل السفارة الأمريكية في بغداد ان تثبت انها هي التي تملك العراق وهي صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة فيه.

بالهجوم على السفارة، وصلت ايران في اهانتها للإدارة الأمريكية ومحاولة اظهار عجزها حدا بعيدا جدا.

في غمرة حسابات ايران وتصرفاتها على هذا النحو بناء على ذلك نسيت امرا مهما حاسما. نسيت انه في نهاية المطاف، فان الرئيس الأمريكي ترامب أيا كانت مواقفه وتردده، فانه لا يستطيع ان يخوض الانتخابات الرئاسية القادمة وهو في صورة الرئيس العاجز عن الدفاع عن مصالح امريكا، والعاجز حتى عن حماية سفارات بلاده ودبلوماسييه، والعاجز عن حماية أرواح الأمريكيين في الخارج.

وفي غمرة هذه الحسابات الخاطئة، لم تتنبه ايران الى التحذيرات الأمريكية الواضحة والحازمة في الفترة القليلة الماضية، واستهانت بها ولم تأخذها على محمل الجد،وتصورت انها مجرد تهديدات انشائية.

حقيقة الأمر ان النظام الايراني بحساباته وتصرفاته لم يترك للرئيس الأمريكي أي خيار سوى ان يقرر عملية مثل اغتيال سليماني.

في هذا السياق بالضبط نستطيع ان نفهم كيف ان هذه الحسابات الإيرانية والتصرف على اساسها هي التي هيأت الظروف لاتخاذ قرار اغتيال سليماني.

ولو ان النظام الايراني لديه أي قدر من العقلانية والرشد، لاعتبر ان اغتيال سليماني هي فرصة لاعادة النظر في حسابته والاعتراف بخطئها، ولإعادة النظر في كل استراتيجيته وسياساته في المنطقة وان يتصرف بناء على ذلك.

شبكة البصرة

السبت 9 جماد الاول 1441 / 4 كانون الثاني 2020

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط

كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب