الأحد، 8 ديسمبر 2019
صلاح المختار –
بوصلة النجاة من اخطر كوارثنا
قدمت انتفاضة احرار العراق الحالية الادلة المضافة التي تثبت بان الاستعمار الفارسي هو الخطر الرئيس منذ وصول خميني واتباعه للحكم، وانه العدو الذي لايمكننا التخلص من باقي التحديات المصيرية بدون التحرر منه اولا. والدليل ما ارتكب من جرائم بشعة مؤخرا في ساحة الخلاني والسنك وساحة التحرير في العراق،وما لم نوقف االضبع الفارسي فأنه سيواصل التهام اطفالنا وشبابنا وقضم هويتنا الوطنية.وما يجب ان لاننساه اذا اردنا البقاء هو ان من اطلق الضبع الفارسي في العصر الحديث هو امريكا وبريطانيا وفرنسا ووراءهما الصهيونية وكيانها باحتضان خميني في فرنسا وتسهيل اسقاط الشاه ثم تنصيبه ملكا على اسرائيل الشرقية.كيف نفسر التناقضات الظاهرية الحالية باشكالها الرئيسة؟
1- الضبع يتميز عن باقي المفترسات بانه يراقب ضيحته من بعد ويبدو مسالما ويحسب خطواته جيدا قبل ان يهجم، هذا اولا، وثانيا فك الضبع هو الاقوى لذلك يحطم عظام ضحيته بلا رحمة، وثالثا الضبع غدار لا وفاء له، وفي تاريخنا قصة معروفة حيث ان بدويا وجد ضبعا صغيرا كاد يموت من الجوع فعالجه ورباه ولكن هذا الضبع باغت من انقذه وهو نائم واكل احشاءه كي يضمن موته،هل السلوك الايراني يختلف عن سلوك الضبع بنعومته وتقيته؟ الجواب نراه الان مرة اخرى في ساحات الاعتصام العراقية.
2- المعيار الدقيق لصواب اي موقف في هذه المرحلة بالذات خصوصا بعد ان ثبت وجود توزيع ادوار بين نغول اسرائيل الشرقية في العراق حيث ان بعض رجال الدين يتظاهرون بدعم الانتفاضة بأقولهم بينما البعض الاخر ويرسلون اتباعهم للانضمام اليها ولكن لاجل السطو عليها بعد ازاحة المنتفضين الحقيقيين من الساحات والسيطرة عليها، ثم نرى طرفا ثالثا يقوم بالقتل وبث الرعب في النفوس.وكل هؤلاء امرهم قاسم سليماني .انها لعبة توزيع ادوار لارباك من يناهض الغزو الفارسي،والمعيار الوحيد الذي يكشف الخداع هو الرفض الواضح للغزو الفارسي للعراق ولبنان واليمن وسوريا واعتباره مفتاح اي حل لبقية المشاكل، بغلق خياراتكم على خيار واحد وهو الموقف الصريح من الغزو الفارسي تنهون التضليل.
3-بعد التحرر من الغزو الفارسي يمكننا تحديد اهداف ستراتيجية اخرى وفي مقدمتها العودة لاهداف نضالنا القومي التحرري ومنها فلسطين والاحواز وغيرهما، فالطفل يعرف انه لايستطيع العراك مع كل من يختلف معهم لذلك يختار الاكثر شراسة كي يتخلص منه، فهل عفوية الاطفال اوعى من تجارب الكبار؟
4- ومن اطلق الضبع الفارسي يريد اعادته لمربعه الاول بعد ان اكمل واجبه في المخطط الصهيوغربي وهو نشر الفتن الطائفية والكوارث في الوطن العربي،الموقف الغربي يبدو مصرا على تعديل سلوك الضبع وليس قتله، ويتجسد هذا الموقف من مذابح العراق والتي ينظر اليها غربيا على انها يمكن معالجتها باصلاح العملية السياسية وليس اسقاطها وجعل نغول الفرس طرفا في المعادلة الجديدة وليس اجتثاثهم. ودون ادنى شك فان تدمير العراق كان الخدمة الاعظم التي قدمتها الصهيونية والغرب لاسرائيل الشرقية كي تتوسع لانه كان المصد الاقوى للتوسع الفارسي والذي ردع الموجة الخمينية الاقوى وحمى كيانه الوطني وامته العربية .
الصورة واضحة ونكرر:معيار الاخلاص للعراق والعروبة هو تبني هدف طرد اسرائيل الشرقية بلا اي غموض او تردد والا فان من لايقبل بذلك ماهو الا احتياطي ستراتيجي للفرس مهما تظاهر بانه مع الانتفاضة. لنتذكر كل لحظة ان اسرائيل الشرقية وزعت الادوار بين نغولها كي تضلل وتربك وتخترق. الضبع كي يقضم بطن ضحيته يتمسح به لطمئنته.
Almukhtar44@gmail.com
8-12-2019
مرسلة بواسطة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام في 2:54 م