انهم يشجعون الإرهاب الإيراني
شبكة البصرة
السيد زهره
قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا أصدروا بيانا مشتركا عقب اجتماع عقدوه على هامش فعاليات الجمعية العام للأمم المتحددة عن ايران والموقف منها بعد هجوم ارامكو.
كثيرون أشادوا بالبيان واعتبروه تقدما في الموقف الأوروبي.
والحقيقة انني حين قرأت البيان بدقة لم يعجبني، ولم ار فيه تقدما، بل استمرارا في نفس النهج الأوروبي المائع الذي يشجع ايران في نهاية المطاف على المضي قدما فيما تمارسه من اعمال إرهابية.
ولنتأمل ما جاء في البيان.
البين بداية يعتبر ايران مسئولة عن هجمات أرامكو ويقول: “من الواضح بالنسبة لنا ان ايران تتحمل مسؤولية هذه الهجمات. ليس هناك تفسير آخر”.
مبدئيا هذا موقف جيد بالطبع. من الجيد ان تحرص الدول الثلاث على ان تعتبر ايران صراحة وبلا مواربة هي التي قامت بشن هذا الهجوم الارهابي على أرامكو.
وطالما ان هذه هي قناعتها الرسمية، ماذا كان يتوجب عليها ان تفعل؟
نعرف اننا نتحدث هنا عن واحد من أكبر وأشنع الاعتداءات الإرهابية التي شنها النظام الإيراني. وهو كما يعرف الكل ليس عدوانا على السعودية وحدها، وانما عدوان على العالم كله وعلى أمن الطاقة العالمي.
وطالما ان الدول الثلاث متأكدة تماما من أن ايران هي التي تقف وراء العدوان كما قالت في بيانها، كان عليها ان تعلن اتخاذ إجراءات عقابية ما ضد ايران بسبب هذا العدوان، أيا كانت هذه الإجراءات. هذا هو ما فعلته أمريكا مثلا. ردا على العدوان فرضت عقوبات جديدة على ايران. وليس مهما هنا رأينا نحن في هذ الرد الأمريكي وهل وهو هو مناسب ام لا.
كان يجب ان تدرك الدول الثلاث انه في مواجهة عدوان إرهابي كبير مثل هذا بكل ما خلفه من آثار، فان النظام الإيراني يجب ان يدفع ثمن ما فعل، أيا كان تقديرهم لهذا الثمن.
الدول الثلاث لم تفعل هذا. فماذا قالت في بيانها؟
اكتفت بداية بمطالبة ايران ب”الامتناع عن القيام بأي استفزاز جديد”.
من الغريب ان يعتبر البيان ان ما فعلته ايران ما هو الا مجرد استفزاز. هذا عدوا ن ارهابي واسع النطاق، فكيف يكون استفزازا وحسب؟
بعد هذه المناشدة الرقية لإيران بالامتناع عما اسموه “استفزازا”، الذي انتهى اليه البيان هو ان هجوم أرامكو “يظهر الحاجة الى الدبلوماسية”. ولهذا دعا ايران الى القبول بالتفاوض.
اذن، البيان الثلاثي على الرغم من تأكيدة قيام ايران بشن عدوان أرامكو، الا انه قلل من شأنه أولا واعتبره مجرد “استفزاز”، واكتفى ثانيا باستجداء ايران والطلب منها القبول بالتفاوض.
ما تضمنه بيان المانيا وفرنسا وبريطانيا هو بالضبط نوع المواقف التي لا تفعل سوى تشجيع النظام الإيراني على المضي قدما فيما يمارسه من إرهاب في المنطقة. فهي مواقف تؤكد للنظام ان بمقدوره ان يفعل ما يشاء من دون ان يلقى أي رد أوروبي حازم.
حقيقة الأمر انه اذا كانت الدول الأوروبية، أو أمريكا، أو أي دولة في العالم، تريد حقا ضمان الأمن ولاستقرار في المنطقة ووقف الإرهاب الذي يهدد دولها، ويهدد العالم، فليس هناك من سبيل الى ذلك سوى ردع النظام الإيراني.
اللحظة التي تدرك فيها ايران انها ستدفع فعلا ثمنا لعدوانها وارهابها، سوف تبدأ بالتفكير في وقف هذا العدوان والإرهاب.
اما سياسة الدول الأوروبية القائمة على غض النظر عن الاعتداءات الإرهابية الإيرانية او التقليل من شناعتها، والسعي الى استرضائها، فليس لها من نتيجة سوى مفاقمة الخطر الايراني على كل دول المنطقة والعالم، وعلى الأمن والاستقرار.
شبكة البصرة
الاربعاء 26 محرم 1441 / 25 أيلول 2019
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط