لاثنين، 26 أغسطس 2019
مَنْ أَرادَ الانْفِصَالَ عَنِ العِراقِ فَليَذْهَبْ بَعيداً عَنْه!!
يونس ذنون الحاج
تتعالى الدعوات الانفصالية لبعض القوى السياسية المشاركة بالعملية السياسية كممثل لبعض طيف شعب العراق، بين فترة وأخرى، وحسب ضعف الأداء الحكومي، وحقيقة تبعية السلطة بالكامل إلى السيطرة الإيرانية، مما يشجع البعض على الابتعاد عنه والنأي بأنفسهم، ومحاولة استغلال الوضع الضعيف والهزيل للسلطة القائمة في العراق لزيادة الجراح وغدر الوطن لتحقيق ما تصبو إليه الصهيونية والاستعمار العالمي بتقسيم العراق وباقي الدول العربية، وهو المخطط القائم اليوم في الساحة العراقية والعربية.
ذهبت فئة شاذة من بعض شذاذ الآفاق من الذين يدعون تمثيل الإخوة المسيحيين من سهل نينوى ومن جماعة ريان الكلداني حصراً والذين لا يمثلون كل مسيحيي العراق
الوطنيين الشرفاء – ومعروف ومؤكد عن ريان الكلداني أنه من الموالين لإيران ويتبع الحرس الثوري الايراني الذي من مصلحته إقامة كيان مسخ تابع له للانطلاق بعملياته الخبيثة ضد العراق والدول العربية والمجاورة، وتأكيداً لتوسيع الامبراطورية الخمينية القديمة الجديدة – وانساقت وراء ما قام به هذا الشاذ وعصابته من لواء الحشد الإيراني الذي يقوده وبتوجيه وعلاقة مباشرة من الإيراني قاسم سليماني منذ 2015م ولغاية اليوم بتحريك الكونغرس الأمريكي وبرلمان الاتحاد الأوربي واللذين لهما نفس الأهداف المشتركة مع نظام خميني الإيراني، بالمطالبة بإقامة ” حكم ذاتي” في سهل نينوى بحجة اضطهاد الأقليات وخاصة المسيحيين منهم وتأمين منطقة وإقليم مستقل عن العراق.
مسيحيو العراق لم يسكنوا أو يقيموا في منطقة واحدة، بل كان العراق كله موطنهم، وعلى مر التاريخ تشرف العراق بقامات عالية من العلماء والأدباء والسياسيين المسيحيين ممن يفخر كل عراقي بهم ويرفع رأسه عالياً بأحبه العراق والعراقيين، وإن أي مطلب من هذا القبيل سيؤثر سلباً على أمن الأخوة المسيحيين وأمانهم في كل محافظات العراق، ولا يمكن القبول بأن نعزل جزءا من شعب عراقيً أصيلً عن باقي إخوته من العراقيين، حتى إن العراقيين مسلمين وغيرهم تشرفوا بمصاهرة المسيحيين وتقاسموا معهم كل الظروف والمآسي التي مرت بالعراق والتي قسمت بالتساوي بينهم.
ولو عدنا إلى مرجعية الإخوة المسيحيين في العراق التي يمثلها الكاردينال لويس ساكو سنجد أنه لم ولن يقبل بهذا الأمر بل رفض رفضاً قاطعاً تشكيل أي ميليشيات أو أن يتحدث أحدهم باسم المسيحيين العراقيين. وهذا هو الإحساس الأصيل بعراقيتهم وحقهم الكامل كباقي العراقيين بالعيش الرغيد في وطنهم، لهم وعليهم حقوق المواطن الشريف المخلص وواجباته نفسها …
إن أي ادعاء للمطالبة بإقامة أقاليم مستقلة وحكم ذاتي ليس فقط مرفوضا بالكامل وطنياً وجغرافياً، بل هو مرفوض شعبياً وأمنياً لأنه سيؤدي إلى أن كل محافظة ستتقاتل مع جاراتها الأخرى من أجل الأرض والثروات الطبيعية التي هي ملك للعراق وشعبه وبالتساوي.
لذا فمن واجب العراقيين الشرفاء والوطنيين الأصلاء من أبناء شعبنا العراقي الأصيل محاربة أي فكر انفصالي خبيث ومقاومته، وليذهب من يريد الانفصال إلى بقعة أرض بعيداً عن أرض العراق، وسيقف الأحرار سيفاً وطوداً للدفاع عن العراق أرضاً وماء وسماءً، وليخسأ الخاسئون، وليخسأ كل عميل وخائن، فمصيرهم مزابل التاريخ.
مرسلة بواسطة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام في 10:15 ص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق