-{{{{{{داروسيا..............................................................إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ........................................................................... ولا بد لليل ان ينجلي وللجهل ان ينحسر؟؟؟!!!..................................................................................... بعناتا}}}}}}
بـــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــلـــــــبـــــــك. ...غابت شمسها والعز تاه فيها .........................................................................................................................................................بعلبك يا دار الالهة بماضيها

الذين يختبؤون خلف اسم الله

الذين يختبؤون خلف اسم الله

شبكة البصرة

صلاح المختار
ايها المراؤون توقفوا عن الدفاع عن الله بقتل الانسان

ودافعوا عنه كي يتمكن من التعرف الى الله

جبران خليل جبران

(انا هو المختار) عبارة توراتية ومنها استنسخت في ديانات اخرى منها الاسلام السياسي، ويرددها من (اختاره) الله لاداء رسالة ما، او من يدعي ذلك احتيالا، واذا استبعدنا الانبياء الحقيقيين لدينا سؤال منطقي وهو: كم محتال استخدمها؟ ربما نعجز عن حصر عدد من استخدمها وقال (انا المختار من الله)، او (نحن شعب الله المختار)، وهناك في الغرب منظمة اسمها (ابناء الله)، ولدينا حزب ايراني اسس في لبنان اسماه مؤسسه خميني (حزب الله)، وفي الحالة الاخيرة عملية نقل (التخويل) الالهي بتمثيله المزعوم من فرد الى مجموعة بشرية! ويصل الجنون المرضي حدا غريبا عندما نجد صفحات في الانترنيت يدعي اصحابها انهم الله ذاته ويدخلون في معارك دفاعا عن ادعاءهم! ولئن كانت الحالة الاخيرة شذوذا مرضيا واضحا الا ان ما دونها وهو ادعاء ان الله اختارهم تبدو ممكنة التصديق في مجتمعات متدنية الوعي والثقافة وضحية فقر مدقع.

(انا المختار) صنعت ثم اخذت تحرك بلا توقف كوارثنا، في هذا الزمن ليس اسهل على كل ناهب وقاتل وزان ومزور من السطو على اسم الله، وليس اسهل من شراء خرقة بفلس ولفها فوق الرأس والصراخ: (انا المختار من الله)! بل وصل الهزال حد ان نوري المالكي وهو نصف الامي والفاقد لاي مميزات فكرية وثقافية صدق حينما وصفه بعض الاميين والساعين للمال الحرام ب(المختار)! قبل تاريخ كوارثنا الجديدة كان من يعتمر عمامة يحتاج لالف دليل لاثبات انه صالح بسلوكه العملي وليس فقط كما توحي ملابسه وكلامه ولهذا كان رجل الدين متواضعا جدا ويخشى كثيرا كلام الناس ناهيك عن خشيته الله صدقا.

وكانت اكبر كوارث عصرنا هي تصنيع الايدز المزدوج: ايدز HIV وهو مرض قاتل اكتشف وجوده في نهاية السبعينيات والايدز الذي يصيب من يرتدي عمامة لخداع البسطاء، ولم يكن غريبا تلازم الايدزين زمنيا، فمن صنع فايروسهما هو نفس مختبرات الغرب والصهيونية، كما لم يكن غريبا استنساخ جبريتهما فالايدز المرض يسوق من اصابه الى الموت، وايدز السطو على الدين يجبر على طاعته بصورة عمياء! الايدز الساطي على الدين ظهر متزامنا في افغانستان واسرائيل الشرقية (1979) احدهما متستر بالتسنن وثانيهما متستر بالتشيع ولكنهما يشتركان في وظيفة واحدة سلب الانسان وعيه وارادته وتحويله الى عبد تام العبودية مثلما يستبعد مرض الايدز جسد الانسان ويقتله في النهاية، والايدزان السني والشيعي مكتوب عليهما (صنعا في امريكا) في عيادة الطبيب زبجنيو بريجنسكي مستشار الامن القومي الامريكي في النصف الثاني من سبعينيات القرن 20، مثلما صنع ايدز الجسد في مختبرات وكالة المخابرات الامريكية لاستخدامه كسلاح ابادة جماعية في اطار خطة امريكية هدفها تقليص سكان الكرة الارضية الى مليار واحد فقط!

لكن ايدز السطو على اسم الله هو الاخطر فلقد قتل ايدز الجسد 25 مليون انسان حتى الان بينما ايدز السطو قتل كثر من ذلك اذا حسبنا العدد الحقيقي لضحايا الحروب سواء بالقتل او بالتجويع او بنشر الامراض القاتلة مثل التي يسببها اليورانيوم المنضب وتلويث البيئة وتعمد تسريع التصحر في افغانستان ويوغسلافيا وافريقيا والوطن العربي خصوصا في العراق الذي فقد اكثر من ستة ملايين عراقي منذ عام 1980 ذهبوا ضحية ايدز السطو من سطو خميني حتى سطو بوش ومن بعده، ولكن السمة المشتركة لكلا الايدزين هي الابادة الجماعية للناس العاديين والتي تسبقها ظاهرة انحلال الجسد والروح معا.

انظروا الان الى العراق سترون مالم يكن يخطر على بال عراقي حتى في الكوابيس قبل عام 2003: بشر يتبركون بمكان افرغ فيه خميني مثانته! واخرون يتبركون بعنزة، وغيرهم يتمرغلون في الطين بحثا عن كرامة! وبنفس الوقت تنشر العمامة الايدز الاخطر وهو زواج المتعة لاجل انهاء القيم الاخلاقية والترابط الاسري! ونتيجة لايدز السطو انتشر ايدز الجسد بشكل مرعب في العراق وفاق خطورة اشعاعات ما يعادل ثمانية قنابل ذرية القيت على العراق فقط في عام 1991 وقتلت الاف العراقيين والولادات المشوهة لمئات الاطفال كل عام ناهيك عن التدمير المنظم لالاف الاسر التي لم تعد تعرف نسب الابناء!

اكاديميون تخرجوا من بريطانيا وفرنسا وامريكا ونالوا شهادات عالية يقبلون يد العمامة ويطلبون منها البركة والنعمة، ورئيس وزراء الحالي كان ماركسيا، ماويا وليس ماركسيا خروشوفيا، يتحول الى خادم لمعمم فيلطم ويوزع الطعام في مواسم خنق انسانية الانسان، والجاران المتحابان عائليا طول قرون يتحولان الى عدوين لايكتفي احدهما بقتل ابناء الاخر بل يتلذذ بسحله وتقطيع جثته وشويها على نار هادئة تسلية! كل ذلك يتم باسم الله ومن يقوم به يؤكد انه يطيع امر الله الاتي من العمامة السوداء او البيضاء!

تمهلوا لا تستعجلوا فالامر اخطر: بالامس عندما احتل جورج بوش الصغير العراق اكد انه تلقى امرا من الله ليقوم بذلك بل انه استل من التوراة قصة يأجوج ومأجوج واتصل هاتفيا بالرئيس الفرنسي جاك شيراك وطلب منه دعم حربه على العراق لانها بأمر من الله من اجل القضاء على ياجوج ومأجوج، فذهل الرئيس الفرنسي وهو لايكاد يستوعب ما قاله له الرئيس الامريكي، والاخير يؤكد بثقة بان الله يحدثه يوميا ويامره بفعل ما يقوم به! لاتقولوا ان بوش اغبى رئيس امريكي -كما اكد استبيان راي امريكي- لذلك قال ذلك لان من اختاره رئيسا اختاره عمدا لانه جاهل ونصف امي وتوراتي، وهذا ما حدث في اسرائيل الشرقية عندما اختارت الصهيونية الامريكية توراتيا اخرا هو خميني ليحل محل الشاه، فخامنئي تلميذ خميني يقول انه يجتمع مع المهدي المنتظر ويكلمه بالموبايل والرئيس الايراني احمدي نجاد بشرنا اكثر من مرة بان المهدي المنتظر اقترب مجيئه، وايات الله يقولون بان المهدي المنتظر يجهز جيشه في مثلث برمودا!

لكن المفاجئة اكبر هنا: الان ترامب التاجر العريق يقول بوضوح في مؤتمر صحفي مفاجئ: الله اختارني لخوض الحرب مع الصين. قبل أن ينظر إلى السماء ويفتح ذراعيه قائلاً “أنا هو المختار”، مقتبساً في ذلك مصطلحاً توراتياً، وفق ما أوردت “فرانس برس” 22-8-2019! ما حكاية (تخويل) الله لبشر بحمل منجل يحصد ارواح ملايين الناس باسم الله؟ ليس ثمة شك بان من اختاروا بوش الصغير وترامب رئيسان لامريكا ومن اختار خميني قائدا لاسرائيل الشرقية ومن دعم بن لادن زعيما للفرع السني من الساطين على الدين يعرفون بيقين تام بان وضع اسم الله فوق جباه هؤلاء او في مقرات احزابهم انما هو دجل. فمن اختارهم ولقنهم هو علماني او ملحد، فالمحافظون الجدد اشدهم تعصبا هم من العلمانيين في الواقع وبعضهم كان ماركسيا وفوق ذلك تروتسكيا مثل عادل عبدالمهدي، ومن المعروف رسميا بان من اسس اسرائيل الغربية ليس الحاخامات اليهود بل العلمانيين اليهود من الماركسيين المتشددين او من جماعة الاممية الاشتراكية، فهدف السطو على اسم الله هو التحايل على الناس ودفعم للموت من اجل ان تتضخم جيوب العمامة البيضاء وتوأمها السوداء.

منذ ان اخذ الانسان يخشى ظواهر الطبيعة مثل البرق والظلام والاعداء الاخرين بشرا وحيوانات ظهرت فكرة وجود قوة عليا وراء كل ما يخيفه ويحيره ويزرع الامل فيه، وبعد ان تبلورت فكرة عبادة خالق الكون وهو الله ظهرت معها ظواهر اخرى منها القدرة على تفسير كلام الله بطرق مختلفة لان وجود الله ايماني وهو متعال على البشر وليس له تجسيد مادي كي يتعامل الانسان معه مباشرة فيكذبه الله حينما يخرق تعاليمه الحقيقية، ومن هذه النقطة كانت بداية كل شيء يتعلق بتراث الاديان، خصوصا التفسيرات البشرية للنصوص، حيث رأينا الصالح يتزاحم مع الطالح وكل منهما يريد ازاحة الاخر واحتكار ساحات تفسير تعاليم الله. فاستخدام اسم الله في الحياة كان من اول مظاهر تطور دماغ الانسان وتقدم وعيه تدريجيا بعد ان كانت غريزة البقاء هي حافزه الاول في تطوير وعيه.

بهذه الخلفية التاريخية نرى ان الانسان هو المفسر لما ينسب لله بدون وجود ادلة متفق عليها على الخطأ والصواب في التفسيرات وكل الامر يعتمد على قدرة الانسان على الاقناع، وبما ان تلك البركة -القدرة على الاقناع- ليست متاحة لكل الناس بل هي ميزة نخب فان الحاجة لتخلف الناس ظهرت كاحدى اولويات مفسر الدين العادي الملكات فبدون الجهل والامية وتدني الوعي لايمكن للمفسر ان يجد من يصدقه وهذا الاقتران الشرطي رايناه في كل مراحل استخدام اسم الله في العالم، ففي القرون الوسطى كانت الكنيسة تدعم الجهل وترسخه لانه وسيلتها ليس للسيطرة على الناس فقط بل ايضا لاستغلالهم ماديا وضمان بقاء سلطة التحكم بالناس بيدهم الى الابد. فلم يكن ممكنا للكنيسة بدون الجهل تحشيد الاف الناس لشن الحروب الصليبية رغم انها كانت عمليات نهب لثروات الشرق، ولا كان ممكنا قتل المصلحين بدون الجهل.

الجهل والتجهيل المنظمان هما اذا وسيلة رجل الدين للسيطرة على الناس وتسييرهم كما يشاء، وهو اقصر الطرق لجني الثروة والحصول على الجاه وربما في مرحلة ما يصبح الحصول على الجاه اكثر اهمية من الثروة، فهذا الانسان المتخلف ونصف الامي المعمم، الذي نراه الان في العراق وغيره، ورغم اكتنازه للمال وامساكه للسلطة بفتاويه، كما هو حالنا في العراق، في اعماقه يعرف انه تافه ومتخلف ومتدن القيم ومحتال…الخ، ولذلك يحتاج للجاه ولو شكليا اكثر من حاجته للثروة، وهنا نرى ازدواجية رجل الدين فهو صالح ظاهريا ولذلك ينصب اهتمامه على الشكليات لكنه مع نفسه واقع تحت اشد مشاعر الدونية قوة!

كيف نفسر قسوة التطرف الاصولي على الاخر سواء كان اسلامويا او مسيحيا او يهوديا بدون ما سبق ذكره؟ جربوا اعطاء قطعة لحم لقط جائع جدا وحاولوا اخذها منه فماذا يفعل؟ انه يقاتلك حتى الموت من اجل ان يبقي قطعة اللحم في فمه، هكذا يجب ان ننظر لسلوك رجل الدين الذي منح فرصة الطغيان.

ما يمنح التطرف الديني في كافة الاديان وليس الاسلاموي فقط قسوته هو الجهل او نصف الجهل ونصف الجهل اخطر بكثير من الجهل، فالجهل يبقي للطبيعة الانسانية بعض القوة الفطرية بينما نصف الجهل يمحوها لانه يقوم على معلومات محدودة يريد بها تفسير كل شيء رغم انها قاصرة، فيفرض معلوماته المتدنية على الكون وليس على الانسان بالقوة العمياء، ويتضاعف الخطر ويصبح اكثر وحشية عند استغلال نصف المتعلم من قبل اجهزة مخابرات لتفتيت شعب ما مثلما يحصل معنا حيث تتوغل المخابرات الامريكية والموساد والمخابرات الايرانية كثيرا في صفحات الدين لاقتناص نصوص معينة وتسخيرها لتعمية الضحايا وتحويلهم الى روبوتات مسيرة تنفذ حتى اشد الاعمال مناقضة للدين الحقيقي والذوق والانسانية. اليس هذا ما يفعله ايات الله سنة وشيعة ومسيحيين وبوذيين وهندوس ويهود؟

Almukhtar44@gmail.com

24-8-2019

كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب