-{{{{{{داروسيا..............................................................إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ........................................................................... ولا بد لليل ان ينجلي وللجهل ان ينحسر؟؟؟!!!..................................................................................... بعناتا}}}}}}
بـــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــلـــــــبـــــــك. ...غابت شمسها والعز تاه فيها .........................................................................................................................................................بعلبك يا دار الالهة بماضيها

تسليم رفاة كوهين لن يمحي صورته مشنوقاً

تسليم رفاة كوهين لن يمحي صورته مشنوقاً
محسن عزالدين محمد : المجلس العسكري الإنتقالي… خدعة إنحياز الجيش للشعب
ثائر محمد حنني الشولي : من بين ركام النكبات ينهض شعبنا
بيان طلبة وشباب العراق تنظيمات داخل القطر لمناسبة الذكرى الحادية والثلاثون لتحرير مدينة الفاو ذكرى النصر والتحرير
اضغط (هنا) للاطلاع على نشرة منبر البصرة ليومي 17-18/04/2019
اقرأ مقالات الاسبوع الماضي في شبكة البصرة
الدكتور خضير المرشدي : الأوليغارشية أو الاوليغاركية… حقيقة في الحكم أم وهم في التفكير؟؟
د. أبا الحكم : الواقعية الرصينة التي عبر عنها خطاب الرفيق القائد
أنيس الهمامي : الذكرى 31 لتحرير الفاو: ما أحوج العرب اليوم لاستخلاص عبر تلك الملحمة ودروسها!؛
انيس الهمامي : لهذا ظلت قيادة الرفيق القائد شيخ المجاهدين عزة إبراهيم ضرورة تاريخية من وحي خطابه التاريخي بمناسبة الذكرى 72 لتأسيس حزب البعث

 

 

كتب المحرر السياسي لطليعة لبنان
نشرت الواشنطن بوست خبر مفاده أنه تم نقل رفاة الحاسوس الصهيوني ايلي كوهين عبر الوسيط الروسي إلى فلسطين المحتلة، ليدفن هناك بمراسيم ستكون بالتأكيد بالغة الاحتفالية لاستعادة رفاة أهم جاسوس استطاع الموساد تجنيده عبر محطات انطلق قطارها من مصر إلى الأرجنتين ليستقر في سوريا، ويكتشف أمره عام 1965 وينفذ قرار إعدامه في ساحة المرجة في دمشق.

من لا يتذكر ايلي كوهين، أنه يدين باليهودية من مواليد الإسكندرية، جندته الموساد في صفوفها وأرسلته إلى الأرجنتين منتحلاً اسم كامل أمين ثابت، ومدعياً أنه (مواطن سوري مهاجر). تقرب بسرعة من الطاقم الدبلوماسي في السفارة السورية وكان يقوم بأعمال تبين منها أنه يقدم خدمات جلة للدولة السورية باعتباره أحد المغتربين والجالية السورية كبيرة في تلك البلاد.

عاد إلى سوريا عام 1962، وتقرب إلى مراكز السلطة، وخاصة الأمنية والعسكرية منها. وتحول صالونه إلى مكان يرتاده كبار الضباط والمسؤولين والتي وظفها لتعزيز “الثقة” به حيث استطاع بالاستناد إلى هذه الثقة أن يزور الجولان وخط الجبهة مع فلسطين المحتلة مراراً، إلى أن انكشف أمره بعد تتبع من المخابرات المصرية. وعندما القي القبض عليه، كان متلبساً يبث رسالة مشفرة من منزله القريب من رئاسة الأركان.

إيلي كوهين الذي أعدم قبل أربعة وخمسين سنة، حاولت “إسرائيل” استعادة رفاته، وكانت قضيته تطرح دائماً كبند على جدول المفاوضات المباشرة وغير المباشرة والاتصالات غير المنظورة مع النظام إلا أنها لم تستطع أن تنتزع قراراً سوريا بالإفراج عن رفاته.

قبل استعادة رفاة كوهين كانت “إسرائيل” قد استعادت رفاة جندي صهيوني قتل في معركة السلطان يعقوب عام 1982، وقبلها، استعادت الدبابة الإسرائيلية التي أعطبت في تلك المعركة وأهدتها الدولة السورية إلى روسيا كي تحفظها في المتحف الحربي باعتبارها غنيمة حرب.

هذه الوقائع الثلاث ذات الصلة، من الدبابة إلى الجندي والجاسوس نفذت عبر الوسيط الروسي وفي أوقات غير متباعدة. ومنذ بدأ الدور الروسي بالتموضع السياسي المؤثر والعسكري في الأزمة السورية.

إن هذه الصفقة المثلثة العناوين أبرزت أدلة جديدة على أن التفاهم الروسي الإسرائيلي هو على مستوى عال من التنسيق العملاني والسياسي. وإذا كان التنسيق العملاني تحكمه قواعد الاشتباك، بحيث أن العدو يشن غاراته الجوية دون اعتراض من شبكة الدفاعات الجوية الروسية، فإن التنسيق السياسي باتت تحكمه قواعد الاقتراب الروسي إلى الرؤية الصهيونية للترتيبات الأمنية والسياسية ليس على جبهة سوريا والجولان وحسب، بل على جبهة فلسطين أيضاً والمنظومة الاقليمية.

لقد كان على الدولة الروسية أن لا تسلم الدبابة إلى العدو باعتبارها هدية من دولة صديقة وكان عليها ان لا تعمل على تسليم رفات الجندي الاسرائيلي والجاسوس كوهين دون مقابل والمقابل أقله المقايضة بمناضلين عرب وفلسطينيين معتقلين وهم بالمئات. أما وأن هذا لم يحصل، وتصرفت روسيا وكأنها صاحبة القول والفصل فهذا دليل بأن النظام السوري لم يعد يمتلك حرية اتخاذ القرار وهامش المناورة بكل ما يتعلق بالصراع مع العدو الصهيوني، بحيث لم يعد في موقع المتلقي والمستجيب للاملاءات الايرانية فقط بل أصبح في الوضع ذاته بالنسبة للاملاءات الروسية.

إن قراءة سريعة للحدث في سياقاته العامة تعطي الانطباع، الذي يرتقي حد اليقين أن التباين الأميركي – الروسي حيال كثير من الملفات يقف عند المصالح الصهيونية، لأن كلا الطرفين ينطلقان من مسلمة أن الأمن الصهيوني هو أولوية لهما.

إن هذا التسليم الذي دفع الموقف الروسي إلى مزيد من الوضوح، كشف أيضاً أن ما يعتبره محور “الممانعة والمقاومة” انتصاراً في سوريا والإقليم إنما هو شعار مخادع، لأنه في ظل “التطبيل” والتزمير لهذا (الانتصار = الوهم)، تم تدمير سوريا واسقاط دورها وحقق العدو تقدماً لمشروعه في فلسطين والجولان وتوسع مروحة التطبيع مع النظام الرسمي العربي.

إن استعادة رفاة الجندي والجاسوس وقبلها الدبابة ليس كسباً للعدو في واحدة من جولات المنازلة معه وحسب، بل هي ضربة موجهة للأمة لإفراغ تاريخها من كل ما اعتبر إنجازات نضالية والتي كانت معركة السلطان يعقوب وإعدام كوهين من عناوينها.

إن تسليم الدبابة والرفاة وإن أفرح العدو إلا أن صورة كوهين المعلق مشنوقاً في ساحة المرجة لن تمحى من ذاكرة كل من عاش وعايش تلك الواقعة، لأنها ارتبطت بالزمن الجميل، زمن انطلاقة النضال العربي المقاوم للاحتلال وطليعته ثورة فلسطين.

كوهين أعدم في الزمن العربي الذي كان يصدح بالخطاب القومي، ورفاته سلمت في زمن افتقاد القرار العربي لاستقلاليته وضرب مراكز القوة فيه بدءاً من العراق.

شبكة البصرة
الاربعاء 12 شعبان 1440 / 17 نيسان 2019
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط
كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب