مذكرة حول إعلان الرئيس الأميركي الاعتراف بسيادة “اسرائيل” على الجولان

 لبنان – بيروت – 28/3/2019

علم وخبر 238/أ.د 2/6/2006

الدائرة القانونية

مذكرة حول إعلان الرئيس الأميركي الاعتراف بسيادة “اسرائيل” على الجولان

بواسطة حضرة المدير التنفيذي “للأسكوا” في بيروت المحترم

مذكرة حول إعلان الرئيس الأميركي الاعتراف بسيادة “اسرائيل” على الجولان

صاحب السعادة،

نرفع لمقامكم السامي هذه المذكرة عارضين ما يلي:

عام 1967، احتلت “اسرائيل” الجولان مع أراضٍ عربية أخرى، وقد صدر عن الهيئة الدولية التي تتولون شرف أمانتها العامة القرار 242/67 والقرار 338/73واللذين نصا على انسحاب “اسرائيل” من الأراضي التي احتلتها في حرب حزيران 1967، ومنها الجولان.

ـ عام 1981، أقدمت “اسرائيل”على ضم الجولان واخضاعه أرضاً وسكاناً للقانون الاسرائيلي مما حدا بمجلس الأمن الدولي لأن يصدر القرار 497/81 الذي قضى بعدم شرعية القرار الاسرائيلي، والتأكيد بأن ما أقدمت عليه “اسرائيل” لا يغير من المركز القانوني للجولان باعتباره أرضاً سورية محتلة، وأن لا سيادة “لإسرائيل”عليه بل هي سلطة قائمة بالاحتلال يوجب القانون الدولي عليها عدم أحداث أي تغيير في طبيعته وأرضه وعدم التعرض لأعيانه الثقافية والتراثية، وأن سكانه مشمولين بأحكام الشرعية الدولية التي تضفي حمايتها على سكان الأراضي المحتلة.

إن إقدام الرئيس الأميركي على الاعتراف بضم الجولان إلى “اسرائيل”، هو إعلان خارج السياقات الشرعية، لأن من لا يملك منح حقاً لمن لا يستحق، وخطورة هذا الاعلان الذي صدر عن دولة عظمى وذات عضوية دائمة في الأمم المتحدة، أنه لا يضفي شرعية على الاحتلال وحسب، بل يشكل انتهاكاً صارخاً للمواثيق والأعراف والقرارات الدولية ومن دولة يفترض فيها وبحكم مسؤوليتها الدولية أن تكون الأكثر حرصاً والتزاماً بقرارات الشرعية الدولية.

إننا في الوقت الذي نشجب ونستنكر الاعلان الأميركي نثمّن عالياً المواقف الدولية التي أعلنت رفضها للأعلان الأميركي حيال الجولان ومنها مواقف الدول الأوروبية الخمس صاحبة العضوية في مجلس الأمن الدولي، متمنين على مقامكم السامي المبادرة فوراً لدعوة الهيئة العامة للأمم المتحدة للانعقاد تحت شعار الاتحاد من أجل السلام ولأجل توجيه رسالة إلى كل من ينتهك أحكام القانون الدولي بأن اضفاء الشرعية على الاحتلال وبإرادة منفردة، لا يغيّر من المركز القانوني للمناطق المحتلة وحسب، بل يقوّض أيضاً الأسس التي قامت عليها منظمة الأمم المتحدة وأهم مبادئها عدم جواز الاستيلاء على أراض الغير بالقوة وعدم اضفاء أية شرعية على تصرفات السلطة التي تقوم بالاحتلال.

أملنا كبير أن يجد نداؤنا استجابة من طرفكم بإعلان عدم مشروعية الاحتلال وعدم مشروعية القرار الأميركي لأن الاحتلال باطل وكل ما بني على باطل فهو باطل.

تقبلوا تحياتنا مع فائق شكرنا وتقديرنا

حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي

الدائرة القانونية