-{{{{{{داروسيا..............................................................إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ........................................................................... ولا بد لليل ان ينجلي وللجهل ان ينحسر؟؟؟!!!..................................................................................... بعناتا}}}}}}
بـــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــلـــــــبـــــــك. ...غابت شمسها والعز تاه فيها .........................................................................................................................................................بعلبك يا دار الالهة بماضيها

عمر شبلي في كتابه: مقبرة مهددة بالحياة (الحقيقة الصعبة)؛

 
عمر شبلي في كتابه: مقبرة مهددة بالحياة (الحقيقة الصعبة)؛

عمر نجيب : هل يتعثر مخطط الفوضى الخلاقة في ليبيا كما يجري في بلاد الشام؟.. تحالف أمريكي ايطالي في مواجهة متاهات الخيارات الفرنسية الالمانية

قاسم صالح جبل : ماهذا الذي يحصل للأمة وللعالم الجزء السادس

د. صباح محمد سعيد الراوي: الدور الدنيء لال الصباح في المؤامرة على العراق الفصل الخامس من الجزء الثاني عشر (ملحق 4)؛

اعداد وتحقيق زيد الشهيد : حمّامات.. ومستحمّون… حمامات السماوة وروادها

الرابطة المغربية للمواطنة : بلاغ اليوم الوطني لاسترجاع سبتة ومليلية وباقي الثغور المحتلة

الشيخ الدكتور تيسير التميمي : أربعون عاماً على سقوط الدكتاتور وعلى مقاومة نظام الملالي المستبد والصمود أمام جرائمه البشعة

مجاهدي خلق في داخل إيران: تقرير عن واقع السجون الإيرانية

أعضاء معاقل الانتفاضة يضرمون النار في قواعد للباسيج في المدن الإيرانية

 

محمد حلاوي

عضو قيادة قطرية سابق

في كتابه “مقبرة مهددة بالحياة” يسجل المناضل الشاعر عمر شبلي (أبو محمد) تجربة قاسية قاربت فترتها العشرين عاماً، قضاها أسيراً في المعتقلات الإيرانية. إذ أنه إثر اندلاع الحرب العراقية الإيرانية في العام 1980 التحق متطوعاً مع عدد من رفاقه البعثيين اللبنانيين الذين كانوا من أوائل المتطوعين العرب الذين وقعوا في أسر القوات الإيرانية، حيث قاربت فترة أسره العشرين عاماً، قضى نصفها في الزنازين الانفرادية المتنقلة في ظلمات ليالي “زيرزمين” تحت وطأة التعذيب الجسدي والنفسي الذي شارف حد مقصلة الاعدام أكثر من مرة…!!!

بعد الإفراج عنه بسبعة عشر عاماً ولأهمية هذه التجربة وما تحمله من دروس وعبر ومعان سامية في النضال والتضحية، رأى أن يطل في مؤلفه: “مقبرة مهددة بالحياة”، على الحقيقة الصعبة من محطات هذه التجربة في السجون الإيرانية، مع مختلف الجهات المعنية سواء مع السجانين أدوات السلطة الإيرانية أو المعممين أو التوابين، فضلاً عن علاقته بزملائه الأسرى على اختلاف جنسياتهم ومراتبهم، مستهلاً كتابه بقوله أن هذا الكتاب هو أنا خلال عقدين من الزمن قضيتهما في المعتقلات الإيرانية ص5”.

لقد حاول في صفحات هذا الكتاب تقديم عرض لظروف الاعتقال، وتسجيل بعض ما رأى وما سمع وما اختبر وما عانى، ورغم “طوارئ النسيان” “بعد مضي سبعة عشر عاماً على خروجه من المعتقل، الذي دخله في السادسة والثلاثين من العمر، باختياره مقتنعاً ومندفعاً حيث كان “ينتشي” عندما يسمع/إذاعة بغداد وهي تدعو لتحرير “عربستان” وتحرير فلسطين على حد سواء، وهي تصدح عالياً: “يا شبل زين القوس/، سلم على القسطل/وقل له عدنا/عدنا ولن ترحل/، إذ كان الربط محكماً بين منطقة زين القوس في “عربستان” ومنطقة القسطل في فلسطين المحتلة. فيثير فيه حماسة عالية، بحيث وجد في هذه العلاقة العضوية بين قضايا الوطن العربي تجسيداً لقناعته وتعبيراً عن ذاته.

ورغم تقدم العمر وتهالك الجسد، وقسوة الظروف التي مر بها وانشغاله بعائلته، الموجوعة والمنهكة كما ألمح إلى ذلك بقوله: “نسيت كثيراً من الأسماء والأحداث بمرور هذه الأعوام الطوال والتي شغلتني بأطفالي وزوجتي، لقد عدت لأجد زوجتي منهكة من قساوة ما عانت في هذه السنين، وقد وضعت حياتها كلها لتعليم أطفالها الذين تركتهم (زغب الحواصل لا ماء ولا شجر) كما يقول الحطيئة. تركت لها خمس فتيات صغيرات ومحمداً تركته يحبو (ص9). كان ما رأيته من آثار بصمات الزمن على عائلتي قاسياً كالأسر نفسه” (ص9.)

لقد سجل الأستاذ عمر بأعلى درجات المصداقية الكم الهائل من الوقائع والمواقف السلبية والإيجابية، للرفاق والزملاء والخصم والعدو على السواء ودون أن يحاول إبراز “دور البطل الوحيد في القصة” بحيث يجعل القارئ بالأسلوب والمضمون في فضول دائم لمتابعة الأحداث والوقائع.

 

الكتاب الصادر عن “دار العودة” في بيروت في العام 2018 اشتمل على مقدمة وأربعين عنواناً تتناول مراحل الأسر والمعاناة، ابتداءً من الاعتقال داخل الأراضي الإيرانية في منطقة اسمها “عين خوش” على نهر “دويريج” انتهاء بإطلاق سراحه ونزوله في الطائرة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت واللقاء بعائلته، وعنوانين لشهادات أسرى من جنسيات غير لبنانية عرفوه في الاعتقال ورسالة أبوية موجهة منه إلى ابنه محمد موزعة كلها على أربعماية وثلاثين صفحة. بأسلوب سلس اللغة النثرية والشعرية الممزوج بالرصانة الموضوعية قلما نجد له مثيلاً في كتب السير الشخصية أو ما شابهها: فأخبرنا عن (الأسير الجائع حتى الطوي والمعمم الهارب من بلاده المرسل ليهدى الأسرى الآخرين إلى الحق فيأخذ رغيف الأسير من كيس الخبز الكبير حين ينزله الجنود من الشاحنة ويبدأ أكله أمام الأسرى وهم يلوكون معه دون أن يدروا، والأسير الذي تسلل تحت الظلام ليسرق رغيف الأسير التواب، والأسير الجائع المغامر الذي يسرق وهو يدري خطورة فعلته، والأسير الخائف غير الواثق بنهاية لتلك الحرب، والأسير الذي أصيب بضياع عقله وفقد توازنه والأسير اليائس حتى الإقدام على الانتحار والأسير المريض الذي مات بعلته والأسير الذي لبس وجهاً آخر لينجو ولم يستطع أن يخلع وجهه الحقيقي إلى أن قضى وهو ينتقل بين الوجهين، والأسير الذي عرف وهو في الأسر من الأسير الوافد بعده، أن أخاه هذا تزوج زوجته ظناً أنه ميت، الأسير الضابط ذا الرتبة العالية يسعى ليغسل الأواني التي يجلب فيها طعام الأسرى ليحصل على بقايا من الطعام في غرغرة “القازان” الأخيرة أو ليحصل على قطعة خبز إضافية ليسد جوعه الكافر، والأسير الذي اقتلع ضرسه بلف الشريط عليه وأخرج مع ضرسه قطعة لحم نيرته والأسير الذي جاء أهله ليخرجوه من الأسر ورفض الخروج معهم بعد فرارهم من العراق والأسير العراقي الكردي الذي عوقب كثيراً ليصبح “تواباً” ولكنه لم يقبل، هذا الأسير نفسه كان ضد النظام في العراق وكان من “العصاة” ولكنه رفض أن يخون عراقه. والأسيرين الأخوين اللذين جمعتهما ظروف الأسر في معسكر واحد ويتناوبان الجوع والسيجارة لكل ما في الأخوة من جذب وحب ووفاء، وهما “عدنان ومحمد عبود” والأسير المسيحي الذي كان يصوم شهر رمضان مع اخوانه الأسرى، لا عن تدين وإنما عن الانصهار في المصير الجماعي المقدس الذي هو دين في جوهره، والأسير “ألبير” الارمني من البصرة، وهو يرصد هلال رمضان مع الأسرى المسلمين ليصوم معهم، وكذلك الأسرى الذين يسكنهم التعصب المذهبي من الطرفين والأسير في حالة النزاع الأخير يقول للأسرى: اديروا وجهي باتجاه العراق، فالبيت الحرام وكعبته في العراق…!!)

وبالمنهج الموضوعي ذاته يذكر عمر شبلي حوادث أخرى تتعلق بأعمال إنسانية صدرت عن إيرانيين كانوا فوق العداء وكانوا ينتصرون للإنسان، فيهم كالضابط الإيراني (مصطفى خزاد) الذي اشترى من راتبه وبشكل سري، أدوية لأسرى وكذلك آمر المعسكر الذي كان يعاقب الجنود الإيرانيين الذين يتشددون مع الأسرى ويحاول صد الأسرى التوابين عن تصرفاتهم السيئة وكذلك رئيس لجنة الأسرى في إيران “عبد الله النجفي” الذي انقذ أسرى من أمراضهم وجوعهم وقد شكره بعد خروجه من الأسر أمام الرئيس صدام حسين الذي وافقه القول أنه سمع من آخرين عن معاملته الإنسانية للأسرى).

وبالمقابل روى الأستاذ عمر أمثالاً عن حراس، وذوي أمر، كان شغلهم الشاغل أذى الأسرى وتعذيبهم أمثال ما يسمى “الشيخ عرب” إضافة إلى ما كان يوضع بين أيدي الأسرى من كتب المتعصبين، تكفر الآخرين حتى من الدين الواحد، مما يثير العداوات ويخلق الأحقاد مثل كتابي “يوم الخلاص” و”ثم اهتديت”. وفي الوقت الذي لم يفته أن يعرض الموقف المجافي للحقيقة تجاهه أمام المحكمة، ولإبن بلدته الصويري الشيخ يوسف شبلي (ص 81) أشاد من ناحية أخرى بمواقف الشيخ راغب حرب الذي زار معسكر الأسرى اللبنانيين والتقاه. (ص83).

وفي الختام أن هذا الكتاب الحافل بالوقائع المدونة في صفحاته الأربعماية والثلاثين، فيه ما يستحق الدراسة والتعمق وتصدر واجهات المكتبات المحلية والخارجية من جهة والنظر بالتقدير لمواقف وجرأة عمر شبلي الشاعر المناضل في مواجهته للأحداث والتي هي موضع اعتزاز وفخر لكل وطني حر. ولكي يكون هذا الكتاب في متناول الأجيال الصاعدة هادياً ومحفراً للصمود والتمسك بالمبادئ والقيم مهما غلت التضحيات ولتحقيق مقولة هذا المناضل المؤمن بحتمية الانتصار، انتصار الجرح والأمل على الشر والحروب والبغضاء بين بني البشر بقوله!

“خرجت من السجن وأنا لا أزال مؤمناً بانتصار الجرح على السكين وبالأمل الذي يمشي ويأتي وهو يطرق أبواب زنزانة شماره جهاردة”.

شبكة البصرة
الاثنين 5 رجب 1440 / 11 آذار 2019
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط
كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب