التهديد الذي يرعب أمريكا | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
بقلم السيد زهره | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
* المخابرات الأمريكية: معركتنا القادمة الكبرى مع النموذج الصيني للتنمية
* نجاح مبادرة “الحزام والطريق” سيغير موازين القوى في العالم * النموذج الصيني بديل مستقل للراسمالية الغربية ويوازن بين التقدم الاقتصادي والعدل الاجتماعي * الصين ستزيح أمريكا عن عرش الاقتصاد العالمي بعد عشر سنوات * يرعبهم نزع سلاح حقوق الانسان كأداة للتدخل وفرض الأجندات الغربية في 29 يناير الماضي، صدر تقرير “تقدير التهديدات العالمية” الذي تعده وتصدره أجهزة المخابرات الأمريكية. التقرير يعرض عادة لتقديرات المخابرات لطبيعة التهديدات العالمية للولايات المتحدة في كل المجالات ومن مختلف مصادر التهديد. وهو يعرض لمصادر التهديدات من مختلف مناطق العالم. التقرير له أهمية كبيرة اذ انه يعبر عن تقدير ورؤية كل أجهزة المخابرات الأمريكية ال16 مجتمعة. وبالتالي، فما يطرحه القترير يلعب بالضرورة دورا حاسما في عمل كل الأجهزة والمؤسسات الأمريكية في كل المحالات. والتقرير له بلا شك دور أساسي في رسم الاستراتيجيات والسياسات الأمريكية تجاه مختلف القضايا، وتجاه مختلف دول العالم. تقرير هذا العام يعرض ويناقش التهديدات التقليدية المعروفة. لكن لفت نظري انه ينطوي على امر جديد تماما. التقرير يتحدث لأول مرة فيما أظن عن تهديد أيديولوجي داهم يهدد أمريكا. هذا التهديد هو النموذج الصيني في التنمية، ويسهب في الحديث عن هذا التهديد، والى درجة انه يعتبر ان المعركة الكبرى القادمة لأمريكا هي معركة أيديولوجية وسياسية مع هذا الخطر. هذه قضية هامة بشكل عام، وتهمنا نحن في الوطن العربي بوجه خاص، وتستحق ان نتوقف عندها. ***
الخطر الصيني يعرض التقرير بداية للخطر الذي تمثله الصين بشكل عام. يقول تقرير أجهزة المخابرات الأمريكية ان الصين، مثلها مثل روسيا، تعتبر مصدرا لتحديات كبيرة للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، وهي تحديات اقتصادية، وسياسية، وعسكرية، ودبلوماسية، وفي مجال المخابرات. أي ان التقرير يعتبر الصين مصدرا لتهديد شامل في كل المجالات. ويشرح بشيء من التفصيل لماذا يعتبرها كذلك. يقول: تقدر أجهزة المخابرات ان قادة الصين سوف يسعون اى توسيع نطاق النفوذ الصيني الاقتصادي والسياسي والعسكري مستخدمين في ذلك القدرات العسكرية والبنية التحتية في الخارج، والاستثمارات في مجالات الطاقة، وكل هذا في اطار مبادرة الحزام والطريق. والهدف النهائي الذي تسعى اليه الصين هو تقليص النفوذ الأمريكي في العالم. ويشرح التقرير أكثر. يقول: الصين بنت اول قاعدة عسكرية صينية في جيبوتي، والأرجح انها تسعى الى إقامة قواعد عسكرية، او الحصول تسهيلات عسكرية في أماكن أخرى في افريقيا وأوروبا، واوراسيا، وجنوب شرق آسيا، وجنوب آسيا. ويقول التقرير انه في اغلب الحالات، لم تحصل الصين بعد على حقوق حصرية لإقامة قواعد عسكرية، لكنها تستغل علاقاتها التنموية والتجارية لإرساء الأسس لإقامة هذه القواعد مستقبلا. ويضيف أن التطبيق الناجح لمبادرة ” الحزام والطريق ” سوف يسهل للجيش الصيني حرية الوصول الى عشرات من الموانيء والمطارات الإضافية، كما انه سوف يقود وبشكل ملحوظ الى قدرة الصين على اختراق الاقتصاديات والنظم السياسية للدول المشاركة في المبادرة. ***
المعركة القادمة بعد ان يتحدث التقري عن الخطر الصيني بشكل عام على هذا النحو، يتطرف بالتفصيل الى ما يعتبر انه اكبر تهديد مستقبلي، ويمثل جوهر الصراع القادم مع الصين. هذا التهديد يتمثل في النموذج الصيني للتنمية، والتقرير يناقش هاذ التهديد تحت عنوان ” المعركة الايديولوجية القادمة”. في شرح طبيعة وابعاد هذا التهديد، يقول التقرير: يسعى القادة الصينيون بشكل مضطرد ومتزايد للترويج للنموذج الصيني في التنمية. ويطلق التقرير على هذا النموذج ” الرأسمالية السلطوية”. القادة الصينيون يقدمون هذا النموذج على اعتبار انه يمثل البديل، او بمعنى اصح البديل المثالي الأفضل، للتنمية في الخارج. ويعتبر التقرير ان من شأن هذا ان يفاقم المنافسة بين القوى الكبرى، وهو الأمر الذي سوف يؤدي بدوره الى تهديد التأييد العالمي للديمقراطية وحقوق الانسان وحكم القانون. ويوضح التقرير هذه الرؤية اكثر ويقول: ان مواقف الرئيس الصيني شي جين بينج ومستشاريه، وحرصهم على اظهار التعاطف مع النظم السلطوية في الخارج و تأييدها، بالإضافة الى الممارسات التجارية والتنموية الصينية، يمثل مكافأة للقادة الأجانب المتعاطفين مع النموذج الصيني، وهو الأمر الذي يمكن ان يؤدي الى تآكل وتهميش المجتمع المدني وحكم القانون. ويتطرق التقرير الى بعد آخر يرتبط بهذا، ويتعلق بسعي الصين الى تدشين عهد جديد من السياسة النشطة الفعالة في العالم ويعتبر هذا خطرا أيضا. يقول على سبيل التوضيح انه في مؤتمر عن قضايا الشئون الخارجية عقد في عام 2018، اعرب الرئيس الصيني عن رغبته في ان يقود عملية اصلاح نظام الحكم العالمي، وان يقود عصرا جديدا من السياسة الخارجية الصينية النشطة، والترويج لرؤية صينية عالمية تربط بين الرؤية المحلية والرؤية العالمية. وفي التطبيق العملي، يعتبر التقرير ان بكين قامت بالفعل بتصعيد محاولاتها وجهودها لإعادة صياغة المسار العالمي المتعارف عليه حول حقوق الانسان، وخاصة في اطار نظام الأمم المتحدة. يقول ان بكين سعت ليس فقط لوقف النقد لنظامها، ولكن أيضا لالغاء ومحو التقاليد المتعارف عليها، مثل الإقرار بأن المجتمع الدولي لديه حق شرعي في مراجعة سلوك الدول الأخرى والتدقيق فيه وفي قراراتها فيما يتعلق بحققو الانسان، وفيما يتعلق بالترويج لمفاهيم ضيقة لحقوق الانسان بناء على المعايير الاقتصادية. ***
ماذا يخيف أمريكا؟ كما نرى، أجهزة المخابرات الأمريكية تعتبر ان الخطر الأول الذي يمثل اكبر تهديد لأمريكا مستقبلا هو خطر له طابع أيديولوجي.. هو نموذج التنمية الصيني، وتعتبر ان المعركة القادمة التي على امريكا ان تخوضها هي المعركة مع هذا الخطر. لكن لماذا؟.. لماذا تخاف أمريكا الى هذا الحد من النموذج الصيني في التنمية؟ كما رأينا، تـقرير المخابرات قدم بعض الإشارات في توضيحه لطبيعة هذا الخطر من وجهة نظرها. لكن ما قدمته لا يكفي لتفسير كل هذا الخوف. الأمر بحاجة الى شيء من الشرح والتفصيل. من المهم في هذا السياق ان نبرز الجوانب والنقاط التالية: أولا: أجهزة المخابرات الأمريكية تدرك، كما يدرك العالم كله بالطبع، ان هذا النموذج الصيني في التنمية هو الذي يقف وراء الإنجازات الاقتصادية المبهرة التي حققتها الصين في خلال العقود الماضية، ووراء تحول الصين الى قوة عظمى في كل المحالات. تقرير المخابرات يطلق على النموذج الصين في التنمية ” الرأسمالية السلطوية”. التقرير يريد بهذا ان يشوه صورة النموذج باظهار انه يقوم على السلطوية والدكتاتورية. لكن ماتعلمه المخابرات ويعلمه الكل هو ان هذا النموذج يقوم في جوهره على الجمع بين افضل ما في الاشتراكية وافضل ما في الراسمالية بحسب الرؤية الصينية بطبيعة الحال. والتجربة الصينية سعت الى تجنب الأخطاء والسلبيات التي قادت الى سقوط الاتحاد السوفيتي. بغض النظر عن أي تقييم فكري وايدولوجي للتجربة التنموية الصينية من جانب أي احد، لكن هناك اجماع على انها في خلال أربعين عاما، استطاعت تحقيق ما يكاد يرقى الى المعجزة الاقتصادية والاجتماعية. للتوضيح هنا، لخص احد التقارير تطور التجربة الصينية في التنمية والإصلاح وما حققته من انجازات منذ بدأت عهد الإصلاح في عام 1978 على النحو التالي: في عام 1978، اعتمد الرئيس الصيني دينج هسياوبنج سياسة الباب المفتوح، واطلق عمليه الإصلاحات الاقتصادية. في عام 1984، تم فتح 14 مدينة صينية و3مناطق امام الاستثمارات الأجنبية، ومنها مدينة شنغهاي. في عام 1990 بدأ العمل في سوق المال في شنغهاي وشينجين. في عام 2005، سجلت الأرقام ان الاصلاحات لاقتصادية انتشلت اكثر من 600 مليون صيني من الفقر وفقا للبنك الدولي. في عام 2010، تجاوزت الصين اليابان اقتصاديا وأصبحت ثاني اكبر اقتصاد عالمي بعد الولايات المتحدة. في عام 2013، استقر معدل النمو الاقتصادي في الصين عند نسبة 7% سنويا بعد ان كان قد بلغ مستوى 10 % سنويا. في عام 2017، اصبح الاقتصاد الصيني يشكل 15% من الاقتصاد العالمي بعد ان كان يشكل 4% فقط في عام 2000. تجميع كل التقديرات والتوقعات على انه اذا استمر الاقتصاد الصيني على وتيرة النمو الحالية، فانه سيصبح في عام 2029 او ربما قبل ذلك فانه سوف يتجاوز الاقتصاد الأمريكي ليصبح اكبر اقتصاد في العالم. هذا اذن هو اول وأكبر مصادر الرعب بالنسبة لأمريكا التي يمثلها النموذج الصيني في التنمية.. ان هذا النموذج هو الذي صنع التقدم الاقتصادي الصيني الرهيب، وهو الذي يمكن ان يزيح أمريكا عن عرش الاقتصاد العالمي. بالطبع الأمر لا يتوقف على التقدم الاقتصادي فقط، وانما ارتبط به بالضرورة التقدم في كل المجالات الأخرى. ***
نموذج بديل ثانيا: واكثر ما تخشاه أمريكا، كما عبر تقرير المخابرات عن ذلك صراحة، هو ان ينتشر هذا النموذج الصيني في التنمية عالميا، وان تسعى دول أخرى في العالم الى اتباعه واعتباره نموذجا يحتذى، وخصوصا بالطبع، الدول النامية ودول العالم الثالث عموما. هم يخشون انتشار النموذج الصيني لأنهم يدركون بداية انه نموذج جاذب أصلا. أي انه ينطوي، في النظرية والتطبيق، على جوانب قوة إيجابية كبيرة من شأنها ان تجذب الدول الأخرى وتدفعها الى الاقتداء به. تعلم المخابرات الأمريكية ان النموذج الصيني جاذب لأسباب كثيرة، في مقدمتها انه يحقق النمو الاقتصادي والإجتماعي بشكل متوازن، بمعنى انه يحقق معدلات نمو اقتصادي مرتفعة، وفي نفس الوقت يراعي اعتبارات العدل الاجتماعي والارتقاء بأحوال الطبقات الفقيرة. والنموذج الصيني يؤكد الأهمية الحاسمة للاستقرار السياسي كضرورة أساسية للتقدم والتنمية. وهو في سبيل تحقيق الاستقرار السياسي، يؤكد ضرورة ان تكون تجربة التنمية االاقتصادية والسياسية مستقلة حسب الظروف والأوضاع الخاصة لكل بلد بعيدا عن الوصايا والتدخلات الأجنبية. وهذا بالضبط ما تحتاجه دول العلم غير الغربي. الذي يفزع المخابرات الأمريكية هنا، والغرب عموما في الحقيقة، هو ان التجربة الصينية لو أتيح لها ان تنتشر وتقتدي بها الدول الأخرىـ، فسيكون هذا حتما على حساب التجربة الرأسمالية في التنمية. وهو الأمر الذي يعني بالضرورة انحسار وتآكل النفوذ الغربي في هذه الدول على كل المستويات. ثالثا: ويرتبط مباشرة بالجانب السابق ادراك المخابرات الأمريكية والغرب عموما ان الأخذ بالنموذج الصيني وانتشارة، لا يعني فقط اتباع نموذج في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وانما يعني في نفس الوقت، نموذج مستقل في الحكم والسياسة الخارجية بعيدا عن الإكراه والإملاء من الخارج. النموذج الصيني يقوم في جوهره على حق كل دولة ان تكون لها تجربتها الخاصة الديمقراطية بحسب ما تقتضيه أوضاعها وظروها الخاصة من دون الرضوخ للغرب الذي يريد ان يفرض يالإكراه نموذجه للديمقراطية الليبرالية ويصوره على انه النموذج الوحيد الأمثل. يرتبط بهاذ بحسب النموذج الصيني ان من حق أي دولة ان ترفض بشكل قاطع التدخلات الأجنبية من جانب أمريكا او أي دولة غربية او منظمات تحت ذريعة الديمقراطية وحقوق الانسان وما شابه ذلك من شعارات. دعك هنا من حديث المخابرات في تقريرها على نحو ما رأينا عن الخوف على الديمقراطية وحقوق الانسان والمجتمع المدني من جراء الأخذ بالنموذج الصيني. نعلم جيدا ان كل هذا لا يعنيهم في واقع الأمر في شيء حين يتعلق بدول العالم. نعلم جميعا بحكم التجارب المريرة في العالم، وفي دولنا العربية بالذات، انهم في امريكا والغرب عموما، يتخذون هذه الشعارات والدعاوى كمجرد ذريعة واداة للتدخل السافر في الشئون الداخلية للدول سعيا الى فرض اجنداتهم السياسة ومصالحهم. وهذا بالضبط هو سبب ما يخيفهم من النموذج الصيني. هم يخشون نزع هذه الشعارات منهم كأداة للتدخل وفرض سياساتهم واجنداتهم. يخشون ان النموذج الصيني يحجم تدخلاتهم الاستعمارية في شئون الدول وما يريدونه من ممارسته من تخريب وتدمير. رابعا: واكثر ما تخشاه المخابرات الأمريكية، كما يشير التقرير، ان النموذج الصيني في التنمية لا يحقق نجاحات اقتصادية واجتماعية فقط، ولكن من شأنه، وخصوصا اذا انتشر عالميا، وعلى ضوء ما تخطط له الصين، من شأنه ان يحول الصين الى قوة عسكرية وسياسية عالمية عظمى تتحدى الهيمنة الأمريكية. التقرير يتحدث في اكثر من موضع عن مبادرة ” الحزام والطريق ” التي اطلقتها الصين وتعمل على تنفيذها، وأعرب صراحة عن تبعات يعتبرها خطيرة من نجاح هذه المبادرة. التقرير يلاحظ هنا بفزع ملحوظ كيف ان الصين تسعى في اطار هذه المبادرة الى انشاء قواعد عسكرية والحصول على تسهيلات عسكرية في عديد من الدول ـ، وتسعى أيضا الى ان يكون لها نفوذ وتأثير سياسي في هذه الدول عبر برامجها التنموية المختلفة في اطار هذه المبادرة. لا يتسع المجال هننا للحديث عن تفاصيل مبادرة الحزام الطريق، لكنها مبادرة عملاقة، ولو قدر لها النجاح على نحو ما تخطط الصين، فسيكون من شأنها بالفعل ان تغير موازين القوى في العالم. ومما يفزع المخابرات الأمريكية ان سعي الصين لنشر نموذجها للتنمية وتحقيق مكانة عالمية على هذا النحو يرتبط برؤية تطرحها الصين بالفعل لبناء نظام عالمي جديد على أسس تختلف عن الأسس الحالية في ظل الهيمنة الغربية. ***
ازمة النظام الغربي تقدير المخابرات الأمريكية للخطر الصيني على هذا النحو واعتبارها ان نموذج التنمية الصيني يمثل اكبر تهديد في المستقبل ليس معزولا ابدا عن جدل فكري وسياسي واسع يدور في الغرب كله في السنوات الماضية وتنشغل به مراكز الأبحاث وكبار المحللين والباحثين. نعني الجدل حول الأزمة الكبرى التي يمر بها النظام الرأسمالي الليبرالي الغربي في الوقت الحاضر. الجدل يدور حول ما يعتبره الكثيرون فشلا ذريعا لهذا النظام الراسمالي الليبرالي وأزمة طاحنة يمر بها. يستشهدون في ذلك بأمور كثيرة جدا مثل صعود الجماعات والقوى اليمينة العنصرية المتطرفة وما تمثله من تهديد، ومثل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الطاحنة التي تمر بها الدول الرأسمالية، ومثل تآكل اليمقراطية الليبرالية الغربية حتى في هذه الدول نفسها.. وهكذا مما لا يتسع المجال لعرضه هنا. الكثيرون في الغرب من مفكرين وباحثين اصبحوا اليوم يتحدثون عن انهيار النظام الرسمالي الليبرالي الغربي، بل ويتحدثون عن انهيار حتمي للحضارة الغربية برمتها. واصبح البعض يتحدث عن عودة الاشتراكية وصعود اليسار الحتمي في ظل هذه الأزمة وهذا الفشل، وعن حتمية طرح تجا ب جديدة للتنمية والديمقراطية كبديل للراسمالية الليبرالية الغربية. بالطبع، يجتهد الكثيرون في تقديم تصورات ورؤى لطبيعة الإصلاحات الجذرية المطلوبة كي لا تنهار الراسمالية الليبرالية. لكن هناك اجماع على الأزمة الطاحنة الحالية، وعن بحث العالم عن بدائل. في هذا الأطار العام، نستطيع ان نفهم سر هذا الفزع الأمريكي من نموذج التنمية الصينية. هم يدركون ان الصين تطرح نموذجها هذا في وقت العالم فيه احوج ما يكون فيه الى بدائل للراسمالية الغربية. ***
ماذا عنا نحن في الوطن العربي؟ ما هو موقفنا من هذا الجدل الكبير الذي يدور حول النموذج الصيني للتنمية والدور الصيني عموما؟ وكيف يجب ان يكون موقفنا من الصراع الكبير الذي سيحتدم مستقبلا بين امريكا والصين؟ هذا ما سنناقشه في مقال آخر باذن الله. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
شبكة البصرة | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الاربعاء 22 جماد الثاني 1440 / 27 شباط 2019 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط |