|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
السيد زهره | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
توقفت بإمعان عند الحديث الذي أدلى به وزير شئون الاعلام البحريني الأستاذ علي بن محمد الرميحي لصحيفة “اليوم” السعودية قبل يومين.
توقفت خصوصا عند عدد من الحقائق التي تحدث عنها الوزير تتعلق بالوضع الإعلامي العربي اليوم، وهي حقائق خطيرة لا بد من التعليق عليها. الوزير قال أن 86% من القنوات العربية البالغ عددها 1122 قناة، هي قنوات خاصة يغلب عليها تأثير المال السياسي أو الاعتبارات الطائفية والمناطقية أو البعد التجاري، بخلاف الحسابات الوهمية والموجهة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي تهدف لنشر الفوضى وتهديد الأمن القومي العربي دون ضوابط مهنية أو أخلاقية. وبالإضافة الى هذا تحدث الوزير عما نعرفه جميعا من وجود” قنوات فضائية عربية يمولها النظامان القطري والإيراني للطعن في جسد أمتنا العربية والإسلامية، في انتهاك صارخ لمبدأ حسن الجوار والمواثيق الخليجية والعربية والإسلامية والاتفاقيات الإقليمية والدولية”. ماذا تعني هذه الحقائق التي ذكرها الوزير؟ تعني ببساطة شديدة اننا نواجه كارثة إعلامية وسياسية بكل معنى الكلمة. الكارثة يجسدها هذا الرقم المرعب الذي ذكره الوزير بالإضافة الى الحقائق الأخرى. الكارثة ان الاعلام العربي الموجه للمواطن العربي هو في اغلبه، ولانقول كله بالطبع، اعلام هدام. نواجه اعلاما يسعى لتمزيق المجتمعات واشعال الفتن والصراعات الداخلية. نواجه اعلاما يهدد أمن واستقرار الدول العربية منفردة، والأمن القومي العربي عموما. نواجه اعلاما مشبوها يخدم مصالح دول وجهات وجماعات، ويسعى الى تدمير المصالح الوطنية. نواجه باختصار اعلاما يفرق ولا يجمع.. يهدم ولا يبني.. يهدد الأوطان ولا يحميها. هذه هي الكارثة التي نواجهها.
وكي تتضح صورة الكارثة أكثر، اذا تأملنا ما قاله الوزير، فسوف نلاحظ اننا نواجه حربا إعلامية شرسة على ثلاث جبهات في نفس الوقت. الجبهة الأولى، جبهة اعلام الأجندات الأجنبية نعني الاعلام الذي يعبر مباشرة عن أجندات دول وقوى اجنبية معادية للدول العربية. بالطبع، المقصود هنا بالأساس أجهزة الاعلام التي تمولها وترعاها ايران كي تستهدف من خلالها تدمير امن واستقرار الدول العربية، وتروج عبرها للمشروع الايراني التوسعي الطائفي التخريبي. أيضا يندرج في اطار هذا الاعلام قنوات مثل الجزيرة، وغيرها من القنوات والأجهزة الإعلامية التي يمولها ويرعاها النظام القطري، والتي تخدم في نهاية المطاف نفس الأجندات الأجنبية التي تسعى الى التخريب والتدمير وترعى القوى الإرهابية التي تعمل على تحقيق هذا الهدف.
الجبهة الثانية، هي جبهة الاعلام الطائفي أجهزة الاعلام العاملة على هذه الجبهة في كثير من الأحوال تخدم أيضا اجندات اجنبية. لكن هناك كثير من أجهزة الاعلام الطائفية التي لا ترتبط بالضرورة بأجندات اجنبية لكنها تلعب دورا مدمرا. هذا الإعلام الطائفي هو بالضرورة اعلام غير وطني.. هو اعلام يخدم الطوائف ويعلي المصالح الطائفية ويضعها قبل أي مصلحة وطنية. وهو أيضا اعلام يروج لأفكار دينية طائفية متخلفة من شأنها شق الصف الوطني واشعال الفتن والصراعات بين أبناء الوطن.
والجبهة الثالثة، هي جبهة الاعلام الفاسد والانتهازي هذا هو اعلام المال السياسي. المقصود تحديدا هو الاعلام الذي يقف وراءه رجال اعمال او جماعات وقوى اقتصادية. كثير من هؤلاء انشأوا عديدا من القنوات الفضائية والصحف وأجهزة الاعلام الأخرى. هذا الاعلام هو بالضرورة انتهازي لا يعنيه الا المصلحة الاقتصادية المباشرة بالمعنى الضيق المباشر.
المشكلة مع هذا الاعلام بحكم انتهازيته انه من الممكن الا يتردد في خدمة دول او قوى اجنبية وأجنداتها بدافع المال والمصلحة الاقتصادية الضيقة حتى لو كانت على حساب الأجندات الوطنية. اذا تأملنا الحرب الاعلامية السياسية التي نواجههاعلى هذه الجبهات الثلاث، ندرك على الفور الى أي حد هي حرب شرسة. لنلاحظ هنا اننا نتحدث عن مئات وربما آلاف من القنوات والأجهزة الإعلامية المختلفة. السؤال هنا: كيف لنا ان نتعامل مع هذه الحرب ونواجه هذا الاعلام التخريبي المدمر؟ هذا حديث آخر باذن الله. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
شبكة البصرة | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الثلاثاء 14 جماد الثاني 1440 / 19 شباط 2019 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط |