اذا ضربت اسرائيل الشرقية….!؟ |
صلاح المختار |
عندما شاهدت المعارضة العراقية الموجودة في إيران كيف تعدم الأسرى
العراقيين وتعذبهم أيام الحرب العراقية الأيرانية بدأت أشك بوطنيتي وولائي لإيران بسبب ولاء ووطنية هؤلاء لأيران بشكل يفوق العقل والتصور!! رفسنجاني رئيس اسرائيل الشرقية ما يجلب الانتباه في تطورات الوضع العراقي هو تسريب المخابرات الايرانية لاشاعة تقول بان وحدات مسلحة اعدت لمقاومة القوات الامريكية اطلقت عليها اسماء (بعثية) واسم الشهيد صدام حسين و(تضم بعثيين) وافقوا على مقاتلة القوات الامريكية ودعم الحشد الشعوبي!!! وهذه الاشاعات استغلت لتضليل البعض ومحاولة استمالته. قبل كل شيء وبكل وضوح نؤكد بان هذه كذبة ساذجة من تلفيق المخابرات الايرانية وحزبنا لم يغير مواقفه لانها قائمة على فهم ستراتيجي عميق وشامل لايتغير مع كل تغيير طارئ، فليس معقولا ان يوجد بعثي -بل كل وطني عراقي- وبعد كل ماجرى للعراق والامة العربية وللبعث تحديدا من مظالم وكوارث غير مسبوقة كانت اسرائيل الشرقية هي اخطر من خطط لها وامر بها وتولت الميليشيات الطائفية التابعة لها تنفيذها ان يصطف معها! الوطني العراقي والقومي العربي، والبعثي في مقدمتهم، يتخلى عن هويته الوطنية وعن شرفة الشخصي حالما يمد يده لقاسم سليماني وعبيده. هذا هو الثابت الابرز في ستراتيجية البعث والتي لن تتغير الا باجتثاث النزعة الاستعمارية الفارسية.
وتأكيدا لحقائق الصراع الاساسية نثبت ما يلي: 1- لقد اكد حزبنا مرارا وتكرارا بان العدو الرئيس والاخطر والمباشر للعراق والامة العربية منذ عام 2011 بعد انسحاب القوات الامريكية اصبح اسرائيل الشرقية وكل من يخدمها ويدعم خططها الاستعمارية في العراق وسوريا واليمن ولبنان والاحواز وكل قطر عربي لانها هي من اصبحت تحكم العراق وتراجع الدور الامريكي سياسيا وتعمق استخباريا، انتبهوا تقدم الدور الامريكي استخباريا.
2- ان انهاء المرحلة الاخطر، وهي مرحلة التغييرات السكانية في العراق وسوريا هي المهمة الجوهرية والتي لاتعلوها اي مهمة وطنية اخرى، رهن بضرب الاستعمار الايراني في العراق وسوريا، وعندما يتم ذلك فان ضرب الاستعمار الايراني المهيمن على لبنان والاحواز والموجود بقوة في اليمن ودول الخليج العربي يصبح تحصيل حاصل. والسبب واضح جدا وعلينا عدم نسيانه: فالغزو الامريكي تم بقوات عسكرية دعمت بما سمي بالمعارضة العراقية وهي فئات صغيرة جدا ومعزولة عن الشعب العراقي لذلك بقي الغزو عملية خارجية سهلة الدحر نسبيا وهو ما نجحت به المقاومة العراقية، اما الغزو الايراني فهو اخطر نوعيا وبمراحل لاتحصى من الغزو الامريكي لانه غزو عسكري يعقبة غزو سكاني مصحوب بتربية عقائدية طائفية زائفة تعتم على الهدف القومي الفارسي، والغزو السكاني بهذا التحديد يعد التهديد الوجودي المميت لهوية العراق وسوريا واليمن ولبنان والاحواز وغيرها للاسباب التالية: أ- تم جلب ملايين الايرانيين وغير الايرانيين وتوطينهم في محافظات عراقية وسورية يهجر سكانها العرب بالقوة، وتبدا عملية التغيير الجذري لهوية المدن السكانية. ابراهيم الجعفري عندما كان رئيسا للوزراء اعترف في عام 2005 بان حكومته منحت الجنسية العراقية لاكثر من مليونين ونصف المليون شخص، وبعد 14 عاما يقدر عدد من وطّن بثلاثة ملايين احتلوا مدن العراق وطردوا السكان العرب وابادوا الالاف خصوصا في محيط بغداد وديالى وصلاح الدين والانبار ونينوى. ب- تفتح فورا مدارس ايرانية تعلم اللغة الفارسية والتاريخ العام والتاريخ الاسلامي كما كتبته الفرس وليس تاريخنا الحقيقي وتهمل اللغة العربية وتدمر المدارس والجامعات وتغلق مراكز الثقافة الوطنية والقومية والانسانية وتنشأ اخرى تدس السموم الطائفية والعنصرية المعادية للعرب في عقول الشباب، وتقام منظمات تشجع على العهر العلني تحت غطاء زواج المتعة ويحمى الشذوذ الجنسي وتقلل خطورته باطلاق اسم مخفف جدا عليه وهو (العلاقات المثلية)!!! وتعد المسارح كاملة لممارسة ذلك في كل مكان، وبهذه الخطط وغيرها يتعرض المجتمع الى تغييرات عميقة وشاملة وتنهار القيم العليا وتتفكك العوائل ويعدم اعتباريا واخلاقيا جيل او اجيال كاملة، وتتشرذم كل الطوائف. ج- تفرض على الحكومة اعتبار الميليشيات قوات رسمية تمولها الدولة وتمنح صلاحيات اكثر من الجيش الحكومي استعدادا لحله وانشاء حرس ثوري مشابة للحرس الايراني يضمن السيطرة التامة على العراق. د- وبعد اكمال نشر المؤسسات الطائفية في كل مكان واجبار السكان على تغيير طوائفهم تبدا عملية احتواء من بقي على طائفته بواسطة من اطلق عليهم وصف (سنة ايران)! ولئن كان تهجير المسيحيين والصابئة واليزيديين قد تم بنجاح لقلة عددهم فان تهجير كل السنة مستحيل ولهذا تعتمد طهران على من يواليها من السنة لاكمال سيطرتها التامة على العراق. ه- بنشر الامية والخرافات والفقر وتزوير تاريخنا وفرض ضوابط طائفية ينتهي العراق العربي ونواجه كيانات مفككة لاهوية واضحة لها ومن ثم تضيع الوطنية العراقية وهي الباعث الاساس للتحرر وطرد اي غاز. و- لابد من التذكير بحقيقة جوهرية وهي ان الخطط الايرانية المذكورة مستنسخة من الخطط الصهيونية في فلسطين حيث ان الغزو الصهيوني لفلسطين قام ونجح لانه اعتمد على الغزو السكاني اليهودي وهذا ما تقوم به اسرائيل الشرقية لضمان وجود جيش من المستوطنين الغرباء يدافع عن الغزو ويحوله الى واقع يصعب تغييره وقد يستمر لعدة قرون بينما الاستعمار الغربي مؤقت وقصير.
لقد تعمدت استخدام عبارة (اذا ضربت اسرائيل الشرقية) لسببين الاول ان الضربة غير اكيدة وهي قد تكون مثل مئات التهديدات التي اطلقتها امريكا منذ عام 1979 وحتى الان ولم تتحقق والعالم لهذا السبب لايثق بوعود امريكا خصوصا وان لها مصلحة ستراتيجية في بقاء اسرائيل شرقية قوية تقمع العرب وترهبهم وتستنزفهم وتشغلهم عن اسرائيل الغربية من جهة، وتضمن لامريكا تخويفهم باستمرار من البعبع الايراني لاجل حلبهم واشغالهم بغير النضال من اجل تحرير اراضيهم المحتلة واستعادة ثرواتهم المنهوبة من جهة ثانية، وقد تفسر التهديدات الامريكي على انها تجميل لوجه نظام الملالي القبيح بتصويره كمقاوم لامريكا! والسبب الثاني هو ان الضربة ان وقعت فهي لن تكون حربا شاملة بل ضغوطات تأديبية هدفها اعادة نظام الملالي الى السكتين اللتين وضع عليهما اصلا، وهذا هو جوهر سياسة ترامب ومن سبقه. ولنفترض ان الضربة وقعت فهي في هذه الحالة لاتعني اكثر من تقليم اظافر اسرائيل الشرقية فيما لو واصلت رفضها العودة لما بين السكتين وقد تتخذ شكل قصف جوي مركز او تصفية لقادة الميليشيات بدرونات وانزالات مفاجئة على مقراتهم، وهذا هو الحد الادنى لما يجب تجاه عصابات الفرس، اما الضربة التي تجتث الدور والتغلغل الايرانيين فهي ليست واردة في الحسابات الامريكية في هذه المرحلة ومستبعدة في الزمن المنظور، لان الدور الايراني مطلوب في العراق وسوريا واليمن ولبنان وغيرها لمواصلة كبح حركة التحرر الوطني العربية وهو احد اهم شروط نجاح ستراتيجية تفتيت الامة العربية وانهاء دورها. ودون شك فاننا نتمنى حصول ضربة امريكية لاسرائيل الشرقية حتى لو كانت في حدها الادنى لانها تخدم هدفنا الستراتيجي وتشكل خطوة على طريقه ولكن من الضروري الانتباه بدقة الى اننا لسنا طرفا في الصراع الامريكي الايراني وما قد يقع هو صراع بين اطراف لها مطامع في وطننا العربي. والمعيار الاساسي لاختبار الصدقية الامريكية هو قيام امريكا بتقطيع خط الحياة الايراني الممتد بين بيروت وطهران عبر بغداد ودمشق ومنع اتصاله نهائيا، فاذا فعلت ذلك -وهي لم تفعله حتى الان- فانها تقوم بعمل يتجاوز حدود تقليم الاظافر وهو عمل يخدم مصالحنا القومية مثلما قد يخدم مصالح امريكا. اما اذا تجاهلته فالنتيجة العملية لذلك هي تكريس مكاسب الفرس في الوطن العربي كله وتحويلها الى واقع يجب التعود عليه. بديهي ان تحرير اي بلد يتطلب وجود الشعب في ارضه وان يكون محافظا على التماسك الاجتماعي والقيمي في اطار هوية وطنية وانتماء قومي واضحين، وتلك هي منابع قوة التحرير وبدونها لن تتوفر روح الفداء وهي شرط النصر المسبق في حرب التحرير، لذا فالمحافظة على الهوية الوطنية للاقطار العربية خصوصا العراق وسوريا هدف سوبرستراتيجي قومي وهو غير قابل للتنازل عنه والمساومة حوله. بحماية الهوية الوطنية تتوفر كافة شروط التحرر اللاحق اما اذا لم تعد الهوية موجودة وتحول العراق وسوريا واليمن ولبنان الى كتل متنافرة الهوية والانتماء فان روح التضحية بالنفس والمال وكل شيء من اجل الوطن تغيب مع انها اهم متطلبات النصر.
وثمة موضوع اخر مهم جدا لابد من التنبيه اليه: اذا ضربت اسرائيل الغربية الحشد داخل العراق فذلك ليس موجها للعراق اساسا لان الحشد ليس عراقيا باختياره المعلن الولاء المطلق لاسرائيل الشرقية وقيامه بجرائم بشعة ضد العراقيين ولعبه دور المدمر للعراق وطنا وهوية وشعبا فهو لايمكن ان يمثل العراق بل هو ايراني الانتماء والدور الفعلي ومن ثم فان المسؤول عن اي ضربة اسرائيلية ان وقعت فعلا هو الحشد. وليتذكر ابناء العروبة في كل مكان بان ما قامت به اسرائيل الشرقية تجاهنا من غزوات في العراق وسوريا واليمن ولبنان وغيره وقبلها في الاحواز العربية وتدخلات فظة وتغييرات سكانية خطيرة وابادات جماعية وتعاون مفتوح مع الشيطان الاكبر ضدنا..الخ، يحق لنا رده بالمثل دون شك الان وفي المستقبل، فذلك حق شرعي بصفتنا اصحاب الوطن المغتصب ومكتسب بصفتنا تعرضنا لعدوانات ايرانية متعددة. واخيرا نذكر بان البعثي الملتزم يتقبل فقط ما يأتيه من الحزب مركزيا ولا يلتفت الى الاشاعات وان واجبه نقل المهم منها الى قيادة الحزب لاكمال المعلومات او تدقيقها ولكن ليس نشرها او تناقلها. Almukhtar44@gmail.com 30-1-2019 |
شبكة البصرة |
الاربعاء 24 جماد الاول 1440 / 30 كانون الثاني 2019 |
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط |