الموقف العربي من أحداث فنزويلا |
السيد زهره |
تشهد فنزويلا أزمة طاحنة مفتوحة على كل الاحتمالات. الذي حدث كما نعلم ان الرئيس الفنزويلي هو رئيس شرعي منتخب، شهدت البلاد في عهده أزمات اقتصاية واجتماعية طاحنة. قبل أيام، انقلب زعيم المعارضة ورئيس البرلمان الفنزويلي جوايدو على الرئيس، واعلن نفسه رئيسا مؤقتا. بعد الإعلان بدقائق، أعلنت أمريكا اعترافها به رئيسا مؤقتا، وحذا حذوها عدد من الدول الأخرى. بالمقابل أعلنت روسيا رفضها للانقلاب على الرئيس الشرعي وايدته بقوة ومعها عدد من دول العالم. الدول الأوروبية من جانبها أعطت للرئيس الفنزولي مهلة ثمانية أيام للدعوة الى انتخابات جديدة والا ستعترف بجوايدو رئيسا.
اذن، حالة استقطاب شديدة في العالم حول الموقف من احداث فنزويلا، والصراع الداخلي وصل مرحلة متقدمة من الاحتدام، والمستقبل يحمل كل الاحتمالات. على حسب ما تابعنا، لم تعلن أي دولة عربية موقفا محددا من هذه الأحداث. السؤال هو: وماذ يجب ان يكون عليه موقفنا العربي من أحداث فنزويلا؟ الجواب في تقديرنا واضح تماما. الموقف العربي يجب ان يحكمه مبدأ عام هو: ما لا نرضاه على انفسنا وعلى دولنا يجب الا نرضاه على فنزويلا او أي دولة أخرى، أيا كانت أوضاعها وطبيعة نظام الحكم فيها. نعني تحديدا انه من حيث المبدأ، يجب ان نرفض أي تدخلات اجنبية سافرة في الشئون الداخلية لفنزويلا او أي دولة أخرى سواء من جانب أمريكا او أي دولة او طرف آخر. يجب ان نرفض رفضا قاطعا أي محاولة اجنبية لتغيير نظام الحكم في أي دولة سواء عن طريق القوة او التآمر مع قوى محلية او بأي وسيلة أخرى. لقد عانينا في الدول العربية أشد المعاناة، وما زلنا نعاني، من التدخلات الأجنبية في شئوننا الداخلية ومحاولات تغير نظم الحكم، ودفعنا ثمنا فادحا من أمننا واستقرارنا واوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية وعلى كل المستويات. وما تفعله أمريكا في فنزويلا هو تكرار لما حل بنا. نعني ان ما تفعله هو تدخل ستافر في شئونها الداخلية ومحاولة الانقلاب على النظام الشرعي القائم وتغييره بلا أي وجه حق او سند من القانون الدولي. ما تفعله امريكا في فنزويلا يجب ان يكون مرفوضا مبدئيا، ولا علاقة لهذا بكون النظام الفنزويلي عاجزا عن حل الأزمات الاقتصادية او ان الفساد مستشر في صفوفه. والقضية لا تقف عند هذا الحد، أي عند حد ان ما تفعله أمريكا مرفوض من حيث المبدأ. أمريكا بانحيازها للانقلاب على النظام الشرعي، تدفع البلاد الى موجة خطيرة من العنف والحرب الأهلية. في فنزويلا هناك حالة استقطاب حاد. الجيش وقوات الأمن تؤيد الرئيس الشرعي وقطاعات واسعة من الشعب، وبالمقابل هناك قطاعات تؤيد زعيم المعارضة الذي انقلب على الرئيس. اذا استمر الوضع هكذا ليس من المستبعد ابدا ان تندلع حرب أهلية ف ياللابد. هذا ما يجمع عليه الكثيرون من متابعي الأحداث هناك ويحذرون منه. لهذا، الموقف الوحيد المسئول من أحداث فنزويلا هو الدعوة الى حوار وطني مسئول بين طرفي الصراع للتوصل الى تسوية سياسية تجنب البلاد كوارث يمكن ان تحدث. وهذا ممكن لو توقفت الدول الأجنبية عن تأجيج الصراع بانحيازاتها وتحريضها على مواصلة الصراع. وموقفنا العربي يجب ان يكون هذا هو جوهره مع الرفض الكامل كما ذكرنا لأي محاولة اجنبية لتغيير نظام الحكم بأي وسيلة. |
شبكة البصرة |
الاثنين 22 جماد الاول 1440 / 28 كانون الثاني 2019 |