حول جعجة الصراع الايراني الامريكي في العراق

مسرحيه التحركات الامريكيه ؟!
لفهم واستيعاب والنفاذ الى العقليه التي تتحكم في القرار الامريكي ، وبالتالي جملة تصرفاته في ضوء استراتيجيته الكونيه، اقول إن الافعى الامريكي ينطلق من الثوابت السياسيه التي ورثها عن الام بريطانيا ، لذلك نراه نافذ التأثير ومتواجد في المناطق التي هيمنت عليها وكانت تحت السيطره البريطانية ، هذه الثوابت هي التي دشنت واقرت في مؤتمر بيرمان رئيس وزراء بريطانيا ، الذي انعقد في لندن من
1905- 1907 واصبحت ثوابت و دليل ومناهج عمل ، تستخدم في تنفيذه كل الامكانيات المتوفرة ، وتحشد كل الطاقات مع توظيف كل الأساليب خاصه الغير مشروعه منها والتي تعتمد على القوه المسلحه وارتكاب كل الجرائم وبوحشيه لتحقيق الهدف في تقطيع اوصال الامه العربيه ، والحفاظ على التجزئه وتكريس الاحتلال العسكري والغزوا الثقافي السياسي الاجتماعي ، لبسط الهيمنه وفرض الخنوع وسلب الاراده ، ومصادره حق الامه العربيه في صنع مستقبلها والغاء دورها الحضاري .
لقد تحدثنا دائمآ وبقناعه مطلقه من خلال تتبع مسيره السياسه الامريكيه في زوايا العالم الاربعه وشراستها ، واكدنا انها تأخذ طابع الوحشيه عندما يتعلق الامر بالعرب ، وازدادت قناعتنا ويقيننا ان سياسه الافعى الامريكي النابعه من تلك الثوابت ، ودور تداول الديمقراطيين او الجمهوريين دفة الحكم لا يفضي الا الى الاختلاف فقط في بعض برامج الحقوق الاجتماعيه داخل امريكا اما ما يتعلق بالعرب فلا تغيير ، بل ذر الرماد في العيون ، مثل تناوب حزب العمال الصهيوني ” اليسار !!!” والليكود “اليمين ” في حكم الكيان الصهيوني ، نعم سياسه الافعى الامريكي توزع الأدوار بدهاء وخبث ، من مجلس الأمن القومي الامريكي الى المؤسسات الثلاثه ::
1- وزاره الخارجيه وتحاول قدر الإمكان أرتداء ملابس الحمل الوديع القريب من العرب .
2-وزاره الدفاع تستخدم العصا والجزره .
3- وكاله المخابرات المركزيه الامريكيه C.I.A تنبع وتولد كل يوم في مختبراتها مجموعات إرهابيةدمويه ، لكل ظرف وزمان ومكان جاهزه للاستخدام المؤقت والسريع ، لتكون مبرر امام الرأي العام العالمي وخاصه الامريكي ، وسبب للتدخل العسكري الامريكي .
المتابع للتصريحات الصادره تكون تضليليه وكأنها متناقضة ، الا انها مرتبطه ومترابطه بخيط رفيع جدآ ، الا وهو توسيع وتثبت المصالح الصهيوامريكيه ، باتباع منهجية الخداع و الضحك على الذقون .
في تصورنا ان فشل اللعبه السياسيه للأحزاب الفارسيه و مليشياتها المجرمه في العراق بشكل عام ، وفي الحوض والحاضن الشيعي بشكل خاص البصره ومدن الجنوب العربي ، واخفاقها بعد ان ظهرت عوراتها في التغيير والتأثير رغم كل الامكانيات المتاحه للغزو الفكري والسياسي الاجتماعي الفارسي في تكريس الاحتلال الامريكي ، نتيجه لسياسه التهميش والاضطهاد وما رافقها من الانحطاط الاخلاقي بمعنى الكلمه ، في كل الجوانب والمستويات من رشوه وفساد ومخذرات ودعاره …الخ ، ووضع الافعى الامريكي وجعله امام امر واقع مرير ، اي تهديد لمصالحه الحيويه لان الشعب العراقي يرفض رفضآ تامآ الخنوع او الانصياع للفرس المجوس وأدواتهم وامتداداتهم وهذه صحوه قوميه عربيه تشبه ثوره الاربعينيات ، فالتبدل والتبديل الظاهري لمواقف الافعى الامريكي والتصريحات ومؤشرات زياره ترامب للعراق دون حدوث اي اتصال او لقاء مع رموز العمليه السياسيه الذين هم في نظر ترامب حراميه ، في حد ذاته تأكيد ويدل على ان الافعى الامريكي لا يهمه الا مصالحه ومصالح حليفه الكيان الصهيوني ، وسياسته المعروفه والشهيره تتلخص في من لا يخدم مصالح الصهيوامريكيه تصبح معاملته والتعاطي معه تخضع لنظريه ، انه مثل الجزمه التي أصبحت قديمه وقبيحه من الاستخدام ، وغير صالحه فيجب التخلص منها ، بذلك يظهر الافعى الامريكي ويقدم نفسه على أنه نظيف اليدين ، بريئ من مساوء وظلم وطغيان رموز الاحزاب الفارسيه التي تتحكم في مصير العراق ومقدراته ، أليست ا أمريكا من احتل العراق وجاء بالخونه والعملاء المأجورين ، ودعمهم وساندهم بعد ان نصبهم وسلمهم مقاليد الحكم ، ليمارسوا القتل والتشريد والتدمير وما زالوا ؟؟ .
اذن لابد من وقفه امعان ، ان الافعى الامريكي كما صرح ترامب كل ما تعمله امريكا وسبب وجودها الحقيقي في الشرق الأوسط ليس لمصالح امريكا ، بقدر ماهو لمصالح اسرائيل الحيوية ، وهذا ليس بجديد او مفاجى وانما تأكيده أن الوجود محصور لمصلحه الكيان الصهيوني ؟!.
ضمن هذه المعطيات في تصورنا ان إجراءات امريكا الاخيره لاتعدو عن انها تريد اعاده ترتيب الاوضاع بما يكرس نفوذها السياسي واحتلالها العسكري واستثماراتها الاقتصاديه ، اذآ لابد من عمليه تجميل ، ترتكز على استبدال وجوه جديده لم تشارك في القرارات والاجراءات التي اتخذتها رموز العمليه السياسيه لحساب النظام الفارسي على مصلحه الغالبية العظمى من الشعب العراقي ، او تطعيم العمليه السياسيه بوجوه وطنيه مقبوله نسبيا تستجيب للمطالب المشروعه التي كانت شراره الانتفاضة القوميه ، يرافقها تقليم اظافر الاحزاب السياسيه الفارسيه وميليشياتها الدمويه المجرمه ، ومن أهم ما تمخضت وافرزته ثوره البصره ان الحزب وخاصه فارس الفرسان صدام حسين حي ومتواجد وحاضر في ضمير الجماهير ، ومن الممكن والمؤكد بصوره او اخرى ان تحاول امريكا بالايحاء او عبر قنواتها ، لدعوه الحزب بالحوار واعتباره عنصر مهم ، رغم انها هي وراء حظره وقتل وتشريد وملاحقه الرفاق البعثيين ، و على الخصوص قرار اغتيال الشهيد فارس الفرسان صدام حسين .
السؤال المشروع ؟! نتحاور مع امريكا ام لا ؟! نعتقد ان سلام الشجعان ينبع من فوهة البندقيه والعمل المسلح
.عادل شبات – فلسطين
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام