إسرائيل وإيران.. توأم سيامي |
بقلم عمر الحلبوسي |
لم يعد خافيا على أحد أنه لم تستطع القوى الغربية وخصوصا بريطانيا أن توجد إسرائيل إلا بعد أن أوجدت إيران التي كان اسمها بلاد فارس، ثم أعطت بريطانيا العظمى الدعم و الضوء الأخضر لإيران أن تجتاح دولة الأحواز العربية في عام 1925 و تضمها إلى إيران وتلغي الهوية العربية لدولة الأحواز وتشن عملية تغيير سكاني فيها لتمهيد لتفريسها، وهذا كان ضمن مخطط معد مسبقا من قبل قوى الغرب والصهيونية العالمية لكي تساعد على إيجاد كيان للصهاينة على أرض فلسطين المحتلة.
ثم توالت الخطوات الصهيو غربية بالتنفيذ تباعا حتى احتلت بريطانيا فلسطين لتقيم كيان للصهاينة في الجهة الغربية للوطن العربي بعدما كونت كيان للفرس في الجهة الشرقية للوطن العربي، فكان احتلت الفرس لدولة الأحواز العربية ومحاولة تفريسها و سلخها من هويتها العربية بمثابة خطوة أولى لإقامة الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين، وللأحواز العربية وفلسطين خصوصيتين مهمتين، الأولى محاصرة العرب من جهتين الغربية والشرقية، و كذلك للموقع الاستراتيجي للبلدين، فقد ارتبط قيام كيان الفرس مع كيان الصهيوني حتى أصبح كتوأم سيامي ملتصق بالرأس فكلاهما تجمعه مشتركات أدت لقيامه و هذه المشتركات ما زالت قائمة إلى يومنا هذا تدعم وترعى من قبل الغرب الإمبريالي الذي تلاقح مشروعه مع المشروع الفارسي و المشروع الصهيوني و اتحد ليكون قوة ضاربة تجتاح الوطن العربي، فلكل هذه القوى الإرهابية أهداف وهي تمزيق العرب والمسلمين ونهب ثرواتهم والحقد التاريخي على العرب والمسلمين فاجتمعوا على الإجهاز على دولنا العربية والإسلامية.
فمن هذه المشتركات التي تجمع التوأم السامي الفارسي مع شقيقة التوأم الصهيوني هي: 1- كلاهما كيان مغتصب لأرض العرب ويشكلان خناجر غدر بظهر الأمة العربية من الجهة الشرقية و الجهة الغربية. 2- كلاهما من صنع الغرب الامبريالي الذي خطط ومهد لقيام الكيانان على أرض عربية مغتصبة وساعدهما الاستعمار البريطاني على منح شرعية لهذين الكيانين على أرض العرب. 3- كلاهما يمثل محور شر يخلق في بلدان العرب الأزمات و المآسي لكي يتيح للغرب نهب ثروات العرب و استنزافهم ماليا وبشريا. 4- كلاهما كيانان لا موروث تاريخي أصيل لشعوبهم، فالفرس قوم سرقوا أغلب موروثهم التاريخي من العرب و أضافوا عليه بعض التغييرات حتى أن لغة الفرس أغلب حروفها عربية، وكذلك الكيان الصهيوني أعتمد على سرقة الروايات والقصص العربية وحرفها بما تضمن مصالحة وكذلك ابتدع قصص من نسج خيالهم لكي يعطوا لأنفسهم الحق بإقامة كياناتهم على أرض العرب (كما يزعم الصهاينة أن حائط البراق هو بقايا هيكل النبي سليمان عليه السلام) وهذا كذب وزور عظيم. 5- تجتمع الكيان تجارة النفط و السلاح التي بدأت منذ عهد الشاه و حتى في نظام الخميني تبادل الكيان الفارسي والكيان الصهيوني التجارة مع بعضهما عزز كل واحد منهم الأخر بالقوة لمواجهة العرب (إيران تزود الكيان الصهيوني بالنفط و الكيان الصهيوني يزود الفرس بالسلاح كما حدث في عدة عمليات تهريب سلاح من إسرائيل إلى إيران)، بل أن تآزرهم وتعاونهم مع بعضهم هو قائم على إضعاف العرب. 6- يجمع الكيان الفارسي مع الكيان الصهيوني برتوكول عسكري ومخابراتي مهم، فقد درب الموساد الصهيوني قادة كبار في الباسيج و الحرس الثوري، وكذلك تباد المعلومات الاستخبارية بين الكيانان (كما حدث في الحرب العراقية الإيرانية الذي انتعش فيه التعاون العسكري والاستخباري بين الكيانان) وهذا التعاون العسكري والمخابراتي قائم منذ نظام الشاه و إلى الآن. 7- يجتمع الكيان قصص وخرافات و أساطير دينية كما يزعمون وهي في الأساس لا صحة لها، لكنهم أوجدها من أجل توثيق ارتباطهما مع بعضهما ضد العرب (كما في قصة أن زوجة الملك الفارسي وهي يهودية التي طلبت من زوجها الملك بقتل الذي يخطط لقتل اليهود جميعا) وهذه القصة مكذوبة. 8- إن الداخل الصهيوني والداخل الفارسي هش جدا ويسهل تفكيكهما، وأكبر نقطة ضعف فيهما أنهم كيانان مغتصبان أرضا للعرب. إن هذا الارتباط بين الكيان الصهيوني الفارسي يجعل كل واحد منهم ملتصق بالأخر مثل التوأم السامي، ففصلهما عن بعضهما قد يؤدي في أغلب الأحيان لهلاكهما لأن فرص التوأم السامي بالعيش قليلة جدا، فإذا اراد العرب التخلص من هذين التوأمين فعليهما ان يركزوا على إسقاط الكيان الفارسي والذي سيؤدي في النهاية إلى سقوط الكيان الصهيوني لا محال فلا يمكن لأحد هؤلاء التوأمين أن يعيش من دون الآخر على الإطلاق. وكالة يقين |
شبكة البصرة |
الاربعاء 25 ذو الحجة 1439 / 5 أيلول 2018 |
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط |