في ذكرى يوم الأسر | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نزار السامرائي | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
في مثل هذا اليوم 24/3/1982 وفي معارك الشوش كنت من بين آلاف من الأسرى العراقيين الذين وقعوا في الأسر في إيران الشر في أكبر مأساة عاشها العراق في القادسية، وعشتها في حياتي تلك التجربة التي جسدتها في كتابي (في قصور آيات الله) وأشبعتها حديثا في قناة الرافدين أو في قناة العربية من أجل تحصين العربي وتسليط الضوء على حقيقة مغول العصر المتلفعين بعمامة الإسلام زورا.
لم أكن راغبا في استذكار هذه المحنة، خاصة وأنني لا أريد أن أسير على نهج كثير من العراقيين الذين لا يحبون إلا مناسبات الحزن واللطم وجلد الظهور، ويكرهون كل شيء فيه فرح وأمل في غد أفضل، ولنا في المناسبات التي أدخلها لنا الفرس الصفويون والتي تشهد في كل يوم فصلا جديدا مما يخجل المرء منه ثم تخلوا هم عنها وتركوها جاثمة فوق صدورنا. نعم ما كنت أتمنى أن استعيد تلك المرارة التي ما زال طعمها تحت اللسان، ولكنني ولأنني أريد أن أؤكد أن وطني العراق وأمتي العربية على حق دائما، فأقول لو أن التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى لكنت من بين أوائل المتطوعين لقتال الفرس على المداخل والتخوم والحدود والثغور بدلا من قتالهم في الدواخل والأزقة والأحياء في بغداد والموصل والبصرة وكربلاء والناصرية وسامراء. لهذا استعيد ذكرى أسري لا حباب البكائيات والأحزان. إنما تعبير عن الإصرار على خط الانتماء للوطن والبيت والمبادئ والعروبة والإسلام الحقيقي الذي سطى عليه أعداؤه والمتضررون منه ونخروه وزيفوه، وتمسك بشرف كلمة الرجال. موقع الكاتب
شاهدوا الذاكرة السياسية: د. نزار السامرائي عميد الأسرى العراقيين الأسبق في السجون الإيرانية 1 شاهدوا الذاكرة السياسية: د. نزار السامرائي عميد الأسرى العراقيين الأسبق في السجون الإيرانية 2 شاهدوا الذاكرة السياسية: د. نزار السامرائي عميد الأسرى العراقيين الأسبق في السجون الإيرانية 3 شاهدوا الذاكرة السياسية: د. نزار السامرائي عميد الأسرى العراقيين الأسبق في السجون الإيرانية 4
عميد الأسرى العراقيين يروي معاناته في السجون الإيرانية سرد عميد الأسرى العراقيين الأسبق في السجون الإيرانية، نزار السامرائي، تفاصيل معاناته التي امتدت نحو 20 عاماً، بعد أن ألقي القبض عليه من قبل القوات الإيرانية في جبهة “الشوش” شمال الأحواز، في 2 مارس 1982، وليتم الإفراج عنه العام 2002. السامرائي الذي كان مدير عام دائرة الإعلام الداخلي في وزارة الثقافة والإعلام، تطوع في ألوية المهمات الخاصة العراقية، للقتال في الحرب ضدّ إيران عام 1981. اعتقادا منه أن الصحافي ليس دوره العمل من وراء المكاتب وحسب، بل عليه واجب الدفاع عن وطنه. وكون السامرائي قادماً من خلفية إعلامية، جعله يخضع لدورة إعداد وتدريب على السلاح، قبل أن يرسل إلى القتال. إلا أنه “تم اختصار مدة تدريبنا بسبب الحاجة إلى متطوعين على الجبهات”، كما يوضح السامرائي. وهو الذي أسر تاليا، حيث “اعتُقلتُ بعدما اخترقت قوات إيرانية جبل مشداخ في الأحواز في مارس 1982”. تجربة الأسر كانت “قاسية” منذ بداياتها، حيث “اُعدِم ضابط عراقي أسير أمامي”، يقول السامرائي، والسبب أنه “نسي مسدسه في حزامه”. إضافة إلى أن الجنود الإيرانيين كانوا “يُخلون جرحاهم، ويُجهزون على بعض الجرحى العراقيين”، متذرعين بـ”عدم وجود فرق كافية لإسعاف الجرحى العراقيين”. وفي حادثة “طلب مني جندي إيراني حمل جريح عراقي توسل لعدم قتله، فحملته على رغم إصابتي”.
المرحلة الثانية بعد الأسر، كانت التحقيق، حيث كان يحقق مع السيد نزار السامرائي، رجل دين إيراني، سأله عن سبب مشاركته في القتال، فكان جواب السامرائي “أنا أدافع عن وطني”. إلا أن هذا النوع من الأجوبة لم تكن تعجب المحقق الذي كان “يشتمنا، وقال لشيعي بيننا: شيعة العراق هم أنجس من سنة إيران”. “لم أتعرض للتعذيب في الأيام الأولى للأسر بخلاف رفاق لي”، يقول السامرائي. مبينا أنه تعرض تاليا للتعذيب بعدما “علموا أنني مدير عام في وزارة الإعلام العراقية”. حيث “قال لي محقق إيراني: لو مسستَ بمقالاتك الإمام الخميني بكلمة، لدفعت حياتك ثمنا لذلك”. السامرائي الذي كان يتحدث ضمن برنامج “الذاكرة السياسية”، بين أن المعتقلين العراقيين الذين قبلوا التعاون مع الإيرانيين، سمتهم طهران بـ”التوابين”. حيث كانوا يتلقون معاملة حسنة، لقاء ذلك. إلا أن بقاء السامرائي على مواقفه، جعل “التوابين” يرفضون نقله إلى زنزانتهم، بناء لـ”أوامر قائد المعسكر، من أجل مراقبتي”، كما يروي السامرائي. يشار إلى أن برنامج “الذاكرة السياسية” يقدمه الزميل طاهر بركة، ويبث مساء الجمعة على شاشة “العربية”. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
شبكة البصرة | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الثلاثاء 11 رجب 1439 / 27 آذار 2018 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط |