![]() |
ثورة الشام اهم الأحداث في تاريخ العرب ( في الشام تجتمع كل النبؤات ) !! |
شبكة ذي قار |
د. حذيفه المشهداني |
|
تكمن عظمة الثورات الكبرى في التاريخ في انها تسقط كل منظومة القيم الزائفة وتحطم قواعد اللعبة وتضع الامم أمام مرآة نفسها لتواجه قدرها وهي عارية بلا رتوش٠ان شاء الله هي تسونامي يحرر العقول وبركان يطهر الأرواح … وهكذا كانت ثورة الشام;كاشفة،فاضحة،وضعت الأمة تحت المجهر لأول مرة منذ ألف عام ..
أسقطت كل الشرعيات الزائفة ومعها تهاوت كل الأصنام .. وهكذا انتصرت ثورة الشام منذ اللحظة الأولى وقبل ان تنطلق أول رصاصة، انتصرت ثورة الشام منذ اللحظة الأولى التي حمل فيها أطفال درعا فأس سيدنا ابراهيم وحطموا صنم الأسد ثم تلاشت بعد ذلك كل الاصنام : أصنام الشرعيات الزائفة لفقهاء السلاطين وقطيع الشبيحة من المثقفين ووصل زلزال الثورة الى حد جعل شرعية النظام الدولي تتهاوى فيقف العالم كله عاريا . القاطرة انطلقت والثورة انتصرت والزمن لا ولن يعود الى الوراء … عندما ابتدأت دعوة الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم ،قال المشركون:ان دين محمداً قد فرّق بين العبد وسيّده،وبين الرجل وامراته،بمعنى ان رسالة الاسلام لم تكن مجرد حركة دينية او سياسية او حركة اصلاح اجتماعي فحسب،بل انها تناولت أعماق النفس البشرية لدى العرب،من حيث انها كشفت مرة واحدة كل تناقضات المجتمع الجاهلي،فجعلت هذا المجتمع وجهاً لوجه امام كل تناقضاته الفكرية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية،وأصابت كل المرتكزات التي يقوم عليها البناء الاجتماعي في المجتمع الجاهلي بما يفرز طبقات جديدة وييؤسس لتغييرات جوهرية في بنية العقل العربي.وهكذا هو حالنا اليوم مع الثورة السورية التي كشفت لأول مرة طبيعة المجتمع العربي حكاما وشعوبا،وأسقطت ورقة التوت عن الجميع،وأظهرت كل الزيف في العلاقات الدولية ولعبة المصالح الاقليمية،انها الثورة التي نجحت في تعرية رجال الكهنوت الديني وطبقة الطفيليين العرب من مرتزقة الثقافة،كشفت الكذبة الكبرى التي كنا نعيشها،تلك الكذبة التي تلخصت بأسطورة المقاومة الزائفة والممانعة المزيفة.دماء اهلنا في الشام كانت السبب في كشف اللعبة الأخطر في تاريخ العرب التي تمثلت بصناعة العدو الوهمي للهروب من استحقاقات المرحلة ، هذه الدماء التي اسقطت هيكل ولاية الفقيه في حسينية السيدة زينب واظهرت للعالم طبيعة المخطط الفارسي لابتلاع ارض العرب عبر شعارات القومية والعروبة التي تاجر بها نظام الاسد عبر خمسين عاما من عمر الزمن.ثورة اهلنا في الشام كشفت كل امراض مجتمعنا العربي الذي عاش قرنا من الزمان على وهم زائف فوجد نفسه فجأة أمام لحظة الحسم فكان عليه الاختيار بين خيانتين احلاهما سقوط في مستنقع الرذيلة،فأما ان تبايع ولاية الفقيه،وأما ان تبايع الناتو وعملائه ، ومن يختار غير ذلك فهو القابض على دينه كالقابض على جمرة من نار لانه اصبح ارهابيا تكفيريا ظلاميا كما يحلو للبعض ان يسميه . ثورة الشام وضعت الفكر القومي ولأول مرة أمام امتحان مصيري،فكان على الفكر القومي ان يحرر نفسه من قبضة الحاكم المستبد الذي جعل الفكر القومي وشعاراته تجارة رابحة في سوق النخاسة . وأخيراً فأن ثورة الشام وضعت آخر مسمار في نعش الكهننوت الديني وطبقة وعاظ السلاطين الذين جعلوا من الاسلام مستودعا يستنبطون منه الفتاوي التي تخدم سياسات الحكام والمفسدين. ان الشام قسمت الكون الى فسطاطين : فسطاط الثورة والحق وفسطاط الباطل والضلال. انها ليست مجرد لحظات عابرة في تاريخ الامة ولكن على ارض الشام سوف تعاد كتابة التاريخ وفي الشام تجتمع كل النبوءات. |
السبت ٥ ربيع الثاني ١٤٣٩ هـ ۞۞۞ الموافق ٢٣ / كانون الاول / ٢٠١٧ م |