-{{{{{{داروسيا..............................................................إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ........................................................................... ولا بد لليل ان ينجلي وللجهل ان ينحسر؟؟؟!!!..................................................................................... بعناتا}}}}}}
بـــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــلـــــــبـــــــك. ...غابت شمسها والعز تاه فيها .........................................................................................................................................................بعلبك يا دار الالهة بماضيها

هل دقت ساعة الصفر وبدأ الأنسحاب الأمريكي الأوربي من التاريخ …!!

هل دقت ساعة الصفر وبدأ الأنسحاب الأمريكي الأوربي من التاريخ …!!

شبكة ذي قار
د. حذيفه المشهداني
أن مايجري اليوم على ارض العرب ليس منفصلا عما يجري في العالم بل ان الصحيح هو أن ماتشهده المنطقة يمثل صدى لأزمة النظام الدولي الذي أوشك على الأنهيار،فالنظام العالمي وقواعد اللعبة التي أتفق عليها الكبار لم تعد اليوم تلبي مصالح تلك القوى بعدما تبدلت خارطة الصراع والمنافسة بل أن النظام العالمي أصلآ لم يعد قائمآ بعد أنهيار مرتكزاته ومبررات وجوده التي كانت تتمثل بالديمقراطية الليبرالية والتجارة الحرة،فالديمقراطية الليبرالية اليوم تشهد بداية الأنحسار من خلال تصاعد المشاعر القومية والشعبوية في أوربا،والأهم من كل ذلك أن الشعوب الأوربية تميل اليوم الى تأييد المد الشعبوي بأعتباره يمثل حركة أحتجاج شعبي ضد النخب القائمة ومؤسساتها التي تمثل الدولة العميقة،وقد تجاوز تاثير تلك النخب والمؤسسات التي تمثلها لتشكل نسيج متشابك من العلاقات والمصالح عابرة القارات.
أما مايشاع عن موضوعة الاسلام والارهاب فأنه يمثل الشجرة التي تختفي خلفها غابة متكاملة متشابكة تجتمع فيها كل التناقضات،والغرب تاريخيآ يعمد الى تصدير أزماته عبر زخرفة عدو وهمي يخفي جوهر الصراع،فقد كانت ازمة الاقطاع وتضخم مشكلة طبقة الفرسان سببا ليدشن البابا ( ) حروبه الصليبية،واليوم بعدما وصلت الرأسمالية الى مرحلة الأنفجار وأصبحت أوربا تعيش نفس الأجواء التي كانت سائدة عشية الحرب العالمية الأولى صار لزامآالبحث عن أي مخرج ولكن مشكلة العالم اليوم انه لايمكن خوض غمار حرب عالمية ثالثة بسبب توازن الرعب النووي فقد وجد العالم نفسه أمام أمتحان عسير،ففي السابق كانت القوى العالمية تمارس لعبة الحرب بالنيابة فتصدر الازمات من المركز الى المحيط او الاطراف البعيدة،ولكن اليوم أصبحت الاطراف لاتستوعب مزيدآمن المشكلات التي تصدرها أوربا وأصبح المركز نفسه عرضة للأنفجار في أية لحظة …
ومايزيد من مخاطر الانفجار الكارثية أن الغرب يوظف كل مؤسساته ومراكز بحوثه وتقنياته الأعلامية لتضليل الجمهور والهروب الى الأمام لأنه عاجزآ عن مواجهة المشكلات بشجاعة وجرأه او لنقل لأنه يفتقر الى القيادات التاريخية التي تمتلك الأرادة السياسية لفتح الملفات وبناء خطط تقوم على مقاربات ستراتيجية على المدى البعيد،كما كان شائعا قبل سنين حين كان الأنطباع السائد هو أن الغرب يمتلك رؤيا وتخطيط وبعد نظر يقوم على خطط لمئة عام قادمة ،فاليوم تغير الوضع وانقلبت الموازين فصارت النخب السياسية والمالية تحاول فقط اللعب بالوقت الضائع وترحيل المشكلات وإدارة الأزمة وليس حلها …
فمن غير المعقول ولا من المنطق إن تقوم امريكا باستعراض عضلات القوة لتجرب قنبلة مؤاب الضخمة على مقاتلين بدائيين في جبال افغانستان وتترك كوريا الشمالية تجري تجارب نووية وصواريخ عابرة القارات على الشاطئ المقابل للولايات المتحدة ..
وليس من المنطق إن تستعرض الولايات المتحدة أحدث نتاجاتها العسكرية على اطفال حفاة في اليمن وتترك الصين تتمدد في بحر الصين الجنوبي وتهدد بإبتلاع كل العالم عبر مشروعها الجديد ( مشروع الحزام والطريق ) الذي يحاكي طريق الحرير حيث كانت الصين تهيمن على العالم القديم شرقا وغربا ..
ومن غير المعقول بل من السخرية ان تتنادى كل دول أوربا في تحالفات هنا وهناك من الرقة الى مالي وتترك الدب الروسي يقضم جزيرة القرم ويشكل تهديدآ وجوديا لأوربا بكاملها ..
كل تلك الأشارات تدعوا المراقب الى أستنتاج حقيقة هامة مفادها أن الغرب يهرب الى الأمام وهو عاجز اليوم أكثر من أي وقت مضى على مواجهة مشكلاته الداخلية وعاجز عن مواجهة الخطر الحقيقي الذي تمثله دول تملك قوة نووية فنراه يجنح الى تضليل الجمهور في اختراع عدو وهمي يكون في الغالب ضعيفا فيجربون عليه قدراتهم لتأجيل لحظة مواجهة الحقيقة ..
التسونامي قادم وستكون أوربا مسرحآ له لأن التناقضات بين النخب والجمهور وصلت الى طريق اللاعودة والديمقراطية الليبرالية وصلت الى نهايتها والنظام العالمي لم يعد يلبي مصالح الكبار والرأسمالية المتوحشة بدأت تأكل نفسها والأهم من كل ذلك فان المنظومة الأخلاقية للغرب سقطت ودورة الحضارة الغربية وصلت نهايتها ..
دقت ساعة الصفر وبدأ الانسحاب الأمريكى الاوربي من التاريخ وتلوح في الافق إرهاصات
« القرن الأوراسي الجديد »
الاثنين ١٤ ذو القعــدة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أب / ٢٠١٧ م
كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب