هكذا سرق خميني
ثورة الشعب الإيراني ….
بقيادة مجاهدي خلق
• القائد زاهدي.. رجل الدين الذي انقلب على حوزة قم والملالي
• طالقاني وصفنا للخميني: “إنهم فتية آمنوا بربهم فزدناهم هدى”.. كان سندا لنا
• نحن حركة وطنية اسلامية ديمقراطية ترفض التعامل مع مجرمي الشاه والملالي
• عرب يطلبون عدم التحدث عن قضية جزر الإمارات.. يخافون من نظام الملالي
• الديمقراطية تصبح مبدأ كل دول المنطقة إن أصبحت ايران دولة ديمقراطية
• لم يتمكن الملالي من التمدد بـ4 عواصم عربية حين كنا نعارضهم من الداخل
• الغرب لا يريد حدوث تغيير جذري في ايران.. يريدون علاقات مع الملالي
شبكة البصرة
حاوره شاكر الجوهري
د. زاهدي بدأ حياته رجل دين، قبل أن يقرر قبيل انتهاء المرحلة الثانية من دراسته الدينية أن يغادر حوزة قم إلى جامعة طهران، التي تخرج منها بشهادة دكتوراة في القانون.. ويتم اعتقاله خلال هذه الفترة لمدة ثمانية أشهر، تعرف خلالها على مناضلي حركة “مجاهدي خلق”، وانتسب للحركة التي فجرت ثورة الشعب الإيراني المسلحة على نظام الشاه سنة 1970، وهي التي تشكلت سنة 1965..
سجن زاهدي مؤيدا لحركة “مجاهدي خلق”، دون أن يكون يعرفها عن قرب.. وخرج من السجن منتظما في عضويتها..!
ولا يزال الرجل الذي انتزع محبتي، كما محبة كل من يلتقيه، يناضل قائدا ضمن الفصيل القائد لتحالف المعارضة الإيرانية (المجلس الوطني للمقاومة الايرانية).
د. زاهدي يتمتع بلطف وتواضع لا حدود لهما، وصوت رقيق وقلب رهيف، يقف وراءها تصميم أكيد، وعزم لا يلني على ضرورة اقتلاع نظام الملالي من جذوره.
طال الحديث مع الرجل الذي لا تفارقه في ذات الآن، روح الدعابة، المتزاوجة مع جدية لافتة في التعبير عن القضايا الوطنية للشعب الإيراني الشقيق.. طال بقدر ما تأخر وصول الحافلة..
بدأنا الحوار بالسؤال التالي:
الخميني سرق ثورتنا
ما الذي سيفعله مجاهدو خلق إن تولوا حكم ايران في المستقبل، أو كانوا ضمن الحكومة الديمقراطية المقبلة..؟
ـ في ايران لا ننظر إلى الأمر من زاوية القوميات والإثنيات.. إنما ننظر إلى طبيعة نظام الحكم في ايران.
وإن سألت وقلت لنا أنتم وعدتم، فما هي الضمانات لأن توفوا بوعدكم، لأنه سبق للخميني أن وعد ولم يوف بوعده، اجيبكم بأن الأمر مختلف تماماً، وأن الحالة لدينا بعيدة عن سلوك الخميني بمقدار بعد السماء عن الأرض.
الخميني لم يف بوعده. لأنه لم يدفع أي ثمن للوصول إلي الحكم. إنه جاء وركب أمواج ثورة الشعب الإيراني ضد الشاه. وفي الحقيقة سرق قيادة الثورة التي روّيت بدماء شهداء مجاهدي خلق وفدائي خلق والمناضلين الحقيقين الوطننين. أما مجاهدو خلق فإننا دفعنا ثمناً غالياً في نضالنا حيث الأفضلون منا استشهدوا في هذا المسار. وفي سنوات نضالنا أثبتنا بأننا أوفياء لمطالب الشعب ولتحقيق طموحات الشعب. وأيا كانت الضغوط الخارجية لتركيعنا وخروجنا من مصالح الشعب، لم نستسلم أيا كان الثمن. نعم ليس هناك أي قواسم مشتركة بيننا وبين شجرة خميني.
فإن لم تكن حركة تفي بوعودها، فهذا يعني أننا لا نستطيع أن نصدق بأي شيئ نقوله.
وأننا لا مبدأ لنا.. ولا قواسم مشتركة تجمعنا مع الناس.
قضية الحزر الثلاث
هنالك ما يحول دون أن تقدموا وعوداً محددة الآن.. ليس من الحكمة السياسية أن يتم الآن.
ـ قبل قليل كنت أتحدث عن قضية الجزر (الثلاث) العائدة لدولة الإمارات. وقال أحد الأصدقاء العرب المعنيون بقضية الجزر، نرجوكم أن لا تتحدثوا الآن عن قضية الجزر.. لأنهم يخافون من النظام الإيراني.
هذا الواقع يشير إلى أن هذه القضية ليست قضية الجزر.. القضية هي قضية مصير النظام الحاكم في ايران.
إن المبدأ الأول الذي اعتمده نظام الحكم الحالي في ايران، منذ جاء إلى الحكم قبل 35 عاماً، كان “تصدير الثورة”. وكان النظام وفياً لهذا المبدأ منذ اليوم الأول لقيامه. والمبدأ الثاني كان القمع. القمع في الداخل وتصدير الارهاب والتطرف إلي الخارج.
هنا لدي ملاحظة.. للأسف أن كل الدول العربية، والدول المحيطة، ودول أخرى، تعيش وراء حاجز من الخوف من شرور النظام في طهران.
هذه دول تعيش حالة خوف من النظام الإيراني.. نظام الملالي. ولذلك هم لا يريدون أن يروا الحقيقة كما هي..
الحقيقة أن هنالك بلداً كبيراً إسمه ايران تؤثر تطوراتها على مجريات الأحداث في المنطقة كلها.. هكذا كان قبل نظام الملالي، وهكذا هو في عهد الخميني ونظام الملالي، وهكذا سيكون في العهد الديمقراطي المقبل.
إذا أصبحت ايران دولة ديمقراطية، ستكون الديمقراطية هي المبدأ الأول في المنطقة.
كان هنالك في ايران نظام حكم وكانت هنالك معارضة بمختلف الوانها.
المعارضة الرئيسية والحقيقية والفاعلة كانت تتمثل في حركتنا “مجاهدي خلق”، والمؤتلفون معها المنخرطون في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
حين كانت المعارضة في حالة تفاعل قريب مع النظام بعيد سقوط الشاه، لم يكن بإمكان النظام التمدد إلى صنعاء ودمشق وبيروت ومجمل المحافظات العراقية، لأن معارضتنا كانت في حالة هجوم وكانت فاعلة.. كانت تواجه النظام في عقر داره داخل ايران.. وكان النظام في حالة تقوقع.. كان في حالة دفاع عن النفس، ذلك أن المعارضة كانت في حالة هجوم.
هكذا كانت المعادلة بين المعارضة وبين النظام.
نستطيع أن نقول أن الأمر اختلف بعد احتلال العراق للكويت، وبعد إحتلال اميركا للعراق وسقوط نظام الحكم في العراق، والهجوم على المعارضة الإيرانية.. ليس فقط من قبل النظام الإيراني، إنما كذلك من قبل اميركا وفرنسا والمانيا ومختلف دول العالم..
كل هؤلاء هجموا علينا، واضطررنا لأن نتخذ موقفاً دفاعيا للدفاع عن وجودنا ً. كان الخارجية الأميركية قد أدرجتنا في قائمة الإرهاب، وبريطانيا حذت حذوها ومن ثم الإتحاد الأوروبي. فرنسا هاجمتنا في أكبر عملية بوليسية في تاريخ فرنسا! و… هكذا كانت الحالة في الدول الأخرى. أثناء احتلال العراق، قصف الأميركان قواعدنا في العراق… هكذا نحن أصبحنا في حالة الدفاع، وأصبح النظام في حالة هجوم. وبفضل هذا التحول أصبح النظام الإيراني موجوداً الآن في صنعاء (اليمن) ودمشق (سوريا)، وبيروت (لبنان).
وقد ادرجتنا اميركا، وبعدها دول اوروبية في قائمة الإرهاب في عام 2003، وتعرضنا لهجوم فرنسي. كان الأخ مسعود رجوي جاء إلى فرنسا في عام 1984، ورحب به في حينه الرئيس فرانسوا ميتران ووزير خارجيته كلود شيسون.. غير أن الموقف الفرنسي انقلب علينا، خصوصاً بعد احتلال العراق.
لقد انقلب الوضع علينا حين وصول محمد خاتمي إلى رئاسة الجمهورية سنة 1997.
كان هناك تصور بأن خاتمي رجل الإعتدال والإصلاح، وقد وصفه ملك الأردن الراحل حسين، في رسالة وجهها له بأنه إبن عمه، وصفق له الرئيس الأميركي بيل كلينتون في الأمم المتحدة. وقال كلينتون يومها أنه انتظر طوال ساعتين كي يستمع لخطاب خاتمي، لكن خاتمي لم يتجرأ أن يصافح كلينتون، لأن الرجل الأول في ايران (علي خامنئي) كان يراقب ويتابع ما يفعله خاتمي في الأمم المتحدة.
ووضعتنا إدارة كلينتون في قائمة الإرهاب مباركة لخاتمي «الإصلاحي».
الغرب يريد استرضاء الملالي
بم تصف تصرفات الدول الكبرى في تلك المرحلة حيال النظام الإيراني..؟
ـ تلك كانت سياسة استرضاء للنظام في طهران.
أو ربما تفكير رغائبي بما يودون أن يصبح عليه النظام الإيراني..
ـ هم (اميركا والغرب) كانوا لا يريدون أن يكون هنالك تغييراً جذرياً في ايران.. وكان يحكم تفكيرهم التساؤل: هل يمكن أن نقيم علاقات طبيعية مع النظام في طهران..؟ مع أنهم جربوا أكثر من مائة مرة حتى الآن أن يقيموا علاقات طبيعية مع النظام، دون أن يحصلوا على شيىء.
لقد كرروا محاولتهم هذه في عهد الرئيس الحالي حسن روحاني..؟
ـ نعم فعلوا ذلك. حاولوا أن يكرروا ذات اللهجة في التحدث مع النظام الإيراني.
الكل يخاف من شرور النظام الإيراني، ويوهمون انفسهم بإمكانية حدوث تغيير في طبيعة هذا النظام.
… لكننا نحن نريد تغييراً حقيقيا ًوجذريا في ايران.
لقد بدأت حركة مجاهدي خلق نشاطها منذ 1965..
شيوعي أفشى اسرارنا
كانت تلك بداية العمل السري. متى بدأ النضال العلني..؟
ـ سنة 1971 اثناء الإحتفالات الكبيرة التي اقامها الشاه بمناسبة مرور الفان وخمسمائة عام على قيام الملكية الإمبراطورية في ايران.
دعا الشاه يومها كل زعماء العالم إلى “برس بوليس”.. عاصمة ايران التاريخية، مكلفاً الخزينة الإيرانية اموالاً طائلة، في حين كان الشعب الإيراني يعيش في فقر مدقع..
وقد أحضر الشاه جميع الأطعمة التي قدمت في تلك المناسبة من مطعم مكسيم في باريس، المطعم الأشهر والأغلى في العالم في ذلك الوقت.
يومها خططت “مجاهدي خلق” لإلغاء تلك الإحتفالات، وذلك بقطع التيار الكهربائي عن جميع الأراضي الإيرانية.
كان يومها قسم من أعضاء الحركة يخضعون لمراقبة السافاك.. البوليس السري.. وقد اقتاد السافاك، الذي اعتاد مراقبة التنظيم السري للمجاهدين أحد أعضاء حزب تودة الشيوعي الذي كان على علاقة صداقة مع أحد أعضاء المجاهدين، ولم تكن انتماءاته الحقيقية معروفة لمنظمتنا، وقد كشف ما كانت تخطط له الحركة، وأفشى بالمعلومات لـ “السافاك”، فتم اجهاض الخطة.
هل فعل هذا الشخص ما فعله كتصرف فردي، أم بعلم حزب تودة..؟
ـ لا أعرف، ولا أعتقد.. هو كان يعمل مع السافاك.
عضو “مجاهدي خلق” الذي كان يتعامل مع ذلك الشخص كان يعتقد أنه لا يزال على موقفه المناهض لنظام الشاه، غير أنه تبين بعد فوات الآوان أنه كان قد غير موقفه.
بالمناسبة، عدد كبير من السجناء الذين كانوا يعذّبون في سجون الشاه قبل هذا التاريخ بحوالي عشرين عاماً (أي في خمسينيات القرن الماضي) كانوا من قيادات وأعضاء حزب تودة. ما أريد أن اقوله أننا بدأنا العمل منذ ذلك الوقت ضد نظام الشاه، حين كان الخميني لا صوت له.. لم يكن له أي إسم يذكر.
قبل أن أذهب للدراسة الجامعية، كنت رجل دين، حيث كنت أعمل في الحوزة الدينية في قم.
من الحوزة إلى الجامعة
إلى أي مرتبة دينية وصلت..؟ هل حملت مثلاً لقب حجة الإسلام والمسلمين..؟
ـ لا.. لا.. هذه ليست ترتيبات دينية.. تدخل فيها عدة عوامل.
إذا أردت أن تعرف المستويات العلمية، فهنالك ثلاثة مستويات هي «المقدمات».. وهي المرحلة التي يقرأ فيها الطالب اللغة العربية ومبادىء العلوم. تلي هذه المرحلة مرحلة «السطح»، حيث يبدأ الطالب في قراءة الكتب الرئيسة في الفقه والمنطق والفلسفة. المرحلة الثالثة والأخيرة تسمى مرحلة «الخارج»، التي تدرّس فيها المرحلة الثالثة من دروس الحوزة الدينية. والمدرس في هذه المرحلة لا يدرس من كتاب خاص، وإنما يدرس من خارج الكتاب..
يطلع على كل الآراء والنظريات في فرع ما، ويأتي ويلقي محاضرة دون أن يعتمد على نص محدد.. يتكلم خارج النص..
أنا وصلت نهاية السطح حين توجهت للدراسة الجامعية. وقد استغرقت دراستي في الحوزة الدينية ستة اعوام.
هل لك انتقادات محددة لرجال الدين..؟ وهل وجود مثل هذه الإنتقادات هو ما جعلك تتوقف عن استكمال الدراسة الدينية.؟
ـ الواقع أنني منذ البداية لم أكن متحمساً لهذه الدراسة..
مع أنك أصلاً تنتمي لأسرة دينية..
ـ طبعاً..
أعني أسرة مختصة بالعلوم الدينية..
ـ لا.
توقعت ذلك لأن أغلب رجال الدين يكونون عادة من سلالات أسر امتهنت العلوم الدينية..
ـ أبي درس العلوم الدينية، لكنه كان مزارعا. وكنت أعمل معه.
على كل حال أنا توقفت عن استكمال هذه الدراسة.
نريد تغييرا جذريا
نأتي الآن إلى حركة “مجاهدي خلق”.. هي أيضاً منظمة اسلامية معتدلة..
ـ إن اردتم تعبيراً حقيقياً، فهي فعلاً حركة معتدلة.. بمعنى أنها غير متطرفة.
هذا صحيح. لكن حين نقول أنها منظمة يسارية، فهذا يعني أنه توجد لديها طروحات جذرية. وقد قلت أننا نريد تغييراً جذرياً في المجتمع.
تغيير جذري في أي اتجاه..؟
ـ في الإتجاه السياسي قبل أي شيىء آخر. كمثال نحن لا يمكن أن نقبل التعامل مع أي من الذي تعاملوا مع نظام الملالي. وحين حاول بعض هؤلاء الإتصال بنا كنا نقول لهم لا يمكن التعامل مع أحد من الذين تعاملوا مع نظام الملالي.
الذين تطرفوا في ارتكاب الجرائم في عهد الشاه لا يمكن أن يكونوا ضمن من نتعامل معهم في أي مجال. لكن الملالي بدأوا يتعاملون مع قسم ممن عملوا في السافاك، والجيش.. وقد أصبح هناك خليط من هؤلاء في الباسدران والجيش، لكنهم بعد فترة تمكنوا من تغليب كفة الحرس على كفة الجيش. وقد أصبح النظام، وكذلك الجيش، تحت السيطرة الكاملة للحرس.
المهم أننا كحركة “مجاهدي خلق” حركة ثورية.
ولكن، بعد مضي 35 سنة على سقوط نظام الشاه، هل بقي شيىء من جيشه..؟!
ـ صحيح.. الآن لم يبق منهم أحد..
تقاعدوا..
ـ نعم. أنا كنت اتحدث عما حدث في بداية الثورة.
وما حدث في البداية أنه تم اعدام بعض الجنرالات، وأبقي على بعض الضباط، لكن الذي أبقي عليهم تقاعدوا..
لكن في نفس الوقت، أبقى الخميني على الكثير من جنرالات الجيش، ومن مؤسسة السافاك، من بينهم مهيب الركن حسين فردوسي الذي كان قريباً جداً من الشاه، وهو مؤسس السافاك، وقد عين مستشاراً للخميني لشؤون المخابرات وأسهم في بناء مخابرات الملالي. وهو الذي رتب الكثير من العمليات في عهد الخميني.
المخابرات في عهد الخميني استعانت بالكثير من خبراء السافاك، اضافة لمن جاؤوا بهم من روسيا وسوريا.. وجمعوا بين خبرات المنظومتين الشرقية والغربية.
ويجب أن أسجل أن نظام خميني والملالي أفضل كثيرا من نظام الشاه في مجال المخابرات.
أنا على علم شخصي بأن الخميني بعث رسالة شخصية إلى مدير السافاك الأخير، طرح فيها بعض الأسئلة، ووعده أنه إن أجاب على هذه الأسئلة بشكل ايجابي، فإنه سيكون له دور في الحكم.
من هو المدير الأخير للسافاك..؟
ـ الفريق ناصر مقدم.
بم رد..؟
ـ رد بطريقة لم تعجب الخميني، ولم يتم الإستعانة به.
حركة وطنية اسلامية ديمقراطية
قلت أنكم حركة يسارية..
ـ لا.. لا.. إن أردت تعريفاً دقيقاً نحن حركة وطنية اسلامية ديمقراطية.. إن كانت الوطنية يسارية، نعم نحن يساريون.. نحن وطنيون حتى النخاع.
نحن أبناء الدكتور محمد مصدق الذي فاز في انتخابات 1951 وشكل الحكومة، قبل أن تطيح به المؤامرة الأميركية بتعاون مع الملالي وبلاط الشاه.
مؤسسو الحركة هم محمد حنيف نجاد وسعيد سحكم، وعلي أكبر بديع زاغيان، وقد اعدموا ثلاثتهم على أيدي السافاك في عهد الشاه سنة 1970.
في المحاكمات الأولى التي أجريت لأعضاء اللجنة المركزية الأولى لحركة “مجاهدي خلق” حوكم هؤلاء الثلاثة المؤسسين، وتسعة آخرين من اللجنة المركزية الأولى، كان من بينهم الأخ مسعود رجوي الذي حكم أيضاً بالإعدام..؟
افلات رجوي من الإعدام
كيف افلت من الإعدام..؟
ـ هذه قصة غريبة.. كان له شقيق إسمه الدكتور كاظم رجوي، وكان يعمل استاذاً جامعياً في جنيف. وقد أثار الدنيا انتصاراً لشقيقه مسعود. وقام بنشاطات لصالح أخيه مسعود نشر تفاصيلها لاحقاً في كتاب من ألف صفحة.
تضمنت نشاطاته مخاطبات مع منظمة العفو الدولية، والأحزاب السياسية والنقابات.. وأثار كل هؤلاء.
هذه النشاطات أدت ببعض الشخصيات الخيرة في اوروبا، من بينها الرئيس جورج بومبيدو والرئيس فرانسوا ميتران (الذي كان وزير داخلية فرنسا في حينه) وكذلك الكثيرين من الشخصيات في سويسرا لأن يبعثوا برسائل إلى الشاه يطلبون فيها عدم اعدام مسعود رجوي.
بفضل نشاطات الدكتور كاظم رجوي، وافق الشاه على عدم اعدام مسعود رجوي. وتم استبدال حكم الإعدام بالسجن المؤبد، لدى إعادة محاكمته.
أما نظام الخميني فقد أقدم على اغتيال الدكتور كاظم رجوي، وذلك في جنيف سنة 1990، وقد كان ممثلاً لمجلس المقاومة الوطنية الإيرانية في جنيف، ولدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف. وقد تم اغتياله في عهد الرئيس هاشمي رافسنجاني.
الخميني خرج من ايران بكل امتيازاته
كلا من رجوي والخميني حكما بالإعدام في عهد الشاه..
ـ لا.. لا.. الخميني لم يحكم بالإعدام.
قيل أن آية الله شريعتمداري والمراجع الدينية الآخرين أعطاه مرتبة آية الله حتى يعفى من حكم الإعدام..؟
ـ لا.. لا.. الشاه أبعده من ايران..
ألم يغادر ايران هارباً..؟
ـ لا.. لا..
إذا فهذه ترويجات كاذبة من قبل انصاره..
ـ الشاه أبعد الخميني إلى تركيا، وهو طلب من الشاه لاحقاً أن يذهب إلى النجف.. استأذن الشاه، فأذن له ولم تتغير حياته اطلاقاً.. كان في النجف كما كان في قم.. انتقل من الحوزة الدينية في قم إلى الحوزة الدينية في النجف..
قلت لك أنني كنت أدرس في الحوزة الدينية في قم.. أنا أعرف هؤلاء الناس.. أنا كنت ضمنهم (يضحك).
هؤلاء الموجودون في قمة الحكم في طهران الآن، إما أنهم كانوا من اساتذتي، أو كانوا زملائي في الدراسة.
هؤلاء لم يكونوا من أهل النضال كانوا يتماشون مع نظام الشاه.
كانوا أحياناً يتحدثون بشيىء، لكن النضال كان شيئاً آخر.
سألت مرة حين كنت أدرس في الحوزة، عن موقف الحوزة من مجاهدي خلق..؟
الإنتظام بـ “مجاهدي خلق”
وهل كنت يومها عضواً في الحركة..؟
ـ لا.. كنت من انصارها.. تعرفت عليهم اثناء وجودي في السجن، حيث سجنت وأنا طالب في الجامعة.
لم سجنت..؟
ـ لأنني كنت من الناشطين في الجامعة ضد نظام الشاه، وذلك سنة 1971.. وهناك تعرفت بشكل تفصيلي على “مجاهدي خلق”.
خرجت من السجن بعد ثمانية أشهر، وذهبت مرة أخرى إلى قم لأرى ما يجري هناك، وسألت زملائي السابقين في الدراسة: ما موقف الحوزة من “مجاهدي خلق”..؟
اجابوني: لا أحد يتجرأ أن يتكلم كلمة واحدة ضدهم، ذلك أن “مجاهدي خلق” كانوا في ساحة النضال الحقيقي ضد الشاه وكان لهم أنصار ناشطين في الحوزة.
أحد اصدقائي قال لي معلومة محددة: رجال “مجاهدي خلق” يلصقون بياناتهم في الفجر المبكر، في أماكن بارزة في المدرسة الفيضية، ولم يكن رجال السافاك يجرؤون على تمزيق هذه البيانات إلا في الساعات الأخيرة من الليل، لأن كل الناس متعاطفين مع الحركة.. علماً أن السافاك كان يحكم من تضبط لديه بيانات “مجاهدي خلق” بالحبس ثمانية أشهر.. وأنا شخصياً حكمت بذلك في عهد الشاه.
ملخص الكلام.. النضال الجاد ضد الشاه كانت تقوم به حركة “مجاهدي خلق”.. وكل الملالي من خامنئي ورافسنجاني ومنتظري وغيرهم كانوا يفخرون بأنهم يؤيدون “مجاهدي خلق”. وكانوا أحياناً يجمعون اموالاً من التجار لينقلوها إلى الحركة.
في عام 1975 كان رافسنجاني في دمشق، وحدث لقاء بينه وبين ممثل المنظمة في الخارج.. قال رافسنجاني في ذلك اللقاء إن السيد (الخميني) لا يستطيع أن يشرب شربة ماء دون إذن حركة “مجاهدي خلق”..!
معنى ذلك أن الحركة كانت مسيطرة على الساحة النضالية في ايران.
أقول لك شيئاً آخر.. بل أكشف لك عن وثيقة كتبها حسين علي منتطري إلى الخميني، وقد أصبح فيما بعد الرجل الثاني في النظام، وذلك سنة 1972 حين حكم على قادة “مجاهدي خلق” بالإعدام.. كتب للخميني الذي كان في النجف يقول: “عليك أن تدافع عن هؤلاء (مجاهدي خلق)، لأن العلماء ورجال الدين يؤيدون هؤلاء الناس”.
أي أنه قال للخميني بشكل ما: إن لم تؤيد هؤلاء الناس، فإنك ستفتقد تأييد الشعب الإيراني.
الخميني نفسه قال في أحد خطاباته، بعد أن شن الحرب علي المجاهدين، إن بعض رجال الدين كتبوا إليه عن “مجاهدي خلق” واستشهدوا بشأنهم بالأية القرآنية: “أنهم فتية آمنوا بربهم فزدناهم هدى”. وكان الخميني يقصد بذلك آية الله محمود طالقاني.
طالقاني: المجاهدون فتية آمنوا بربهم
هذا الرجل كان يميل للتفكير العلمي.
ـ كان سنداً سياسياً واجتماعياً وعلمياً لحركة “مجاهدي خلق”.. كان الرجل الوحيد الذي يستطيع أن يتحدى الخميني.
هل لا يزال على قيد الحياة..؟
ـ توفاه الله في العام الأول بعد الثوره.. رحمه الله..
هل كانت وفاته طبيعية..؟
ـ يقال أنهم دبروا له أن يموت..
هل مات مسموماً مثلاً..؟
ـ يقال ذلك، لكني لا أستطيع أن أجزم. كان هناك قول بأن محمد حسين بهشتي دبّر قتله.
بهشتي قتل في حادث تفجير مقر حزب جمهوري اسلامي، الذي نفذتموه أنتم..
ـ لا.. غير صحيح..
يقال أن بهشتى هو الذي دبر قتل طالقاني.
كان رئيساً للحزب الجمهوري الإسلامي..؟
ـ نعم.. كان مؤسساً للحزب، ورئيس السلطة القضائية، ورئيسا لمجلس تشخيص مصلحة النظام.. المجلس الذي كلّف بصياغة دستور ولاية الفقيه.. وكنت أعرفه شخصياً.
المهم، كتب طالقاني للخميني يقول إن “مجاهدي خلق” تنطبق عليهم الآية الكريمة “إنهم فتية آمنوا بربهم فزدناهم هدى”.
شبكة البصرة
الجمعة 8 جماد الاول 1436 / 27 شباط 2015
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط