-{{{{{{داروسيا..............................................................إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ........................................................................... ولا بد لليل ان ينجلي وللجهل ان ينحسر؟؟؟!!!..................................................................................... بعناتا}}}}}}
بـــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــلـــــــبـــــــك. ...غابت شمسها والعز تاه فيها .........................................................................................................................................................بعلبك يا دار الالهة بماضيها

بعض من كتاب الدكتور علي شريعتي – التشيع العلوي والتشيع الصفوي ح9

 

 

بِعض من كتاب الدكتور علي شريعتي ….

التشيع العلوي والتشيع الصفوي ح9

شبكة البصرة
بلال أحمد

 

 

الخوف من المساجد

 

 

تعدّ المساجد في الإسلام مظهراً من مظاهر الاتحاد الطبقي لبناء المجتمع،ظل المسجد يمثل المركز المضاد للتوجه الطبقي وكان مكاناً تذوب فيه كل الحدود والفواصل الطبقية وتنهار فيه السدود القائمة بين الشرائح المختلفة للمجتمع الواحد، وتتجسد فيه مظاهر الوحدة والوئام والانسجام وذوبان الفرد في المجتمع، لقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أن يكون المسجد هو المحور الذي تدور عليه عجلة الإسلام والمجتمع المسلم ما أدى بالتالي الى أن يضطلع المسجد بمكانة مرموقة وهامة في نفوس المسلمين. غير أن المسجد ظل يتمتع بمكانته ولم يتمكن الطواغيت من مسخ هويته ما جعل بعضهم يعمدون الى أستحداث شيء جديد بنوه الى المسجد وأطلقوا عليه أسم (الخانقاه) وذلك لصرف الانظار ما أمكن عن مركز الاشعاع الحقيقي في المجتمعات الإسلامية. يقول الدكتور، وهكذا كانت المساجد، بناء فخم وزخارف بديعة وقناديل وسجاد وفسيفساء، ولكن كل ذلك من أجل الثواب، فالمسجد (بيت الله) وليس (بيت الناس)، لذا كان الاهتمام بها ظاهراً وهجرتها وتركها من حيث المضمون، ولكن كيف يتم الجمع بين هذين الأمرين المتضادين؟!

لقد فسروا كلمة التعمير في قوله تعالى (انما يعمر مساجد الله من آمن باألله….) بمعناها في اللغة الفارسية وهو الترميم والإصلاح، وليس بمعناها الحقيقي والمراد منه هو جعلها عامرة ومأهولة بالرواد ومصدراً للاشعاع والعطاء الحي ّ ومحوراً لحركة الحياة الاجتماعية،ولقد حوّلوا المساجد الى متاحف تتضمن كل أنماط التزويق والزخرفة وأصبح ثم نوع من التنافس على تزين المساجد بين أبناء المدن المختلفة أو الطبقات والشرائح الاجتماعية.

 

أنظروا الى أي مدى تراجع الإسلام وأضمحل الأيمان لدى المسلمين؟

أن المسجد الذي كان في عصر النبي صلى الله عليه وسلم مؤسسة ذات ثلاثة أبعاد البعد الديني (مسجد) والبعد التربوي (مدرسة) والبعد السياسي (برلمان) وكل واحد من الناس عضو فيه، أصبح قصراً فخماً ولكن بلا أبعاد. كانت الحكومات قبل الصفوية أو بعدها تتهرب من المساجد وتتخوف منها، والتاريخ يعطيها الحق في ذلك، لأن المساجد ظلت دائماً هي مصدر الثورات والانقلابات. وبضيف الدكتور، أن أحد الطلاب الايرانيين في فرنسا كانت رسالته للدكتوراه تحت عنوان (دور المسجد في التحولات التاريخية والسياسية)، وذلك لأن المسجد قبل أن يحولوه الى معبد مهجور ويشلوا دوره في الحركة الاجتماعية تحت ذريعة أن الكلام الدنيوي في المسجد حرام! كان مركزاً للغليان الشعبي والاجتماعي وقلباً نابضاً في جسد المجتمع المسلم يهبُه الحركة والنشاط والحياة، وهذا ما أراده النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون عليه وقد أستمر هكذا ولم يكن مجرد محل للعبادة كالأديرة والكنائس ومعابد النار. كان بمثابة برلمان شعبي يلتئم فيه مختلف الشرائح الاجتماعية لممارسة الحوار المفتوح بحرية تامة لتبادل وجهات النظر وسماع الأصوات المتباينة من على منبر حر لا قيود فيه ولا تميز، فالبيت بيت الله والناس عياله ولا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى. والمسلمون كانوا يتجهون الى المسجد تلقائياً وبشكل غريزي بمجرد حدوث طارىء يستحق أن يجتمعوا من أجله، وهذا هو بعينه السبب في أن الحكومات كانت تخشى المسجد وتأخذ منه جانب الحيطة والحذر والتوجس، ولانها لم تكن قادرة على غلق أبواب المسجد سعت الى الالتفاف عليه من خلال تفريغه من محتواه الحقيقي وتجريده من واجباته ومسؤولياته شيئاً فشيئاً والعمل على تقليل أهميته في عيون الناس، ولهذا ظلوا يولون اهمية خاصة للخانقاهات وحافظوا على حرارتها، غاية الأمر أن الخانقاه أصبح مكاناً للخواص بينما (التكايا) صارت مكاناً العوام،وظل المسجد قصراً فخماً ولكنه خالٍ ومهجور.

 

التقليد والعزاء

يصف شريعتي، التقليد بحد ذاته ليس أمراً مرفوضاً بل هو مطلوب اذا توفر على الشروط الصحيحة، وضمنها أقتباس الوسائل الاعلامية والتثقفية كالتلفاز والمسرح والسينما من الغرب وتوظيفها في خدمة الدين والفكر والثقافة الإسلاميين.أما التقليد الذي يستحق الادانة والشجب فهو التقليد الأعمى الذي تبنت الصفوية الترويج له وترسيخ مفاهيمة في الأوساط الاجتماعية على رغم كونه لا يتسق مع روح الشريعة الإسلامية ولا التوجه العام للمذهب الشيعي، بل ربما كان في تضادّ سافر معها. أن الصفوية تهدف الى تأجيج المشاعر الغير منضبطة عبر ممارسة الطقوس التراجيدية وعلى النمط المسيحي، فعملت الصفوية ما بوسعها من أجل تكريس هذه الطقوس وتوسيعها ومن ثم سعت الى توظيفها لأهداف سياسية تضليلية تصب في صالح أغراضها الحكومية بعيداً عن التعريف بالإسلام وتربية الناس على مفاهيمه السامية.

شبكة البصرة

السبت 29 رجب 1434 / 8 حزيران 2013

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط

كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب كل ما ُينشر يمثل وجهة نظر الكاتب