ككك
بعض من كتاب الدكتور علي شريعتي –
التشيع العلوي والتشيع الصفوي ح5
بلال أحمد
ويستمر الدكتور في فضح وكشف كذب ودجل والاعيب الصفويين ويقول : باتت من السهولة للروحاني الصفوي بقلب الحلال الى حرام وبالعكس دون أن يبذل من الجهد الا بمقدار ما يبذله لتناول جرعة ماء!، وقد تضّلع الصفوي في هذه المهمة ووصل به الأمر في خداع ربه الى درجة بات يزاول فيها هذا العمل دون أن يهتز له ضمير حتى تحّول هذا الاسلوب الخادع المقيت الى ظاهرة طبيعية وسنّة مقبولة تُصنف في عداد الحلول الشرعية سواء على الصعيد العملي أو العلمي. ومن صفات الصفوية، على الرغم مما هو معروف عن الشرع الإسلامي المقدس من الجدية والحسم والقاطعية في التعاطي مع المخالفات القانونية والشرعية، الا أن الصفويين لهم طرق أيجاد ثغرة في القانون الشرعي تتيح للفرد الالتفاف على الحكم الإلهي وصنع المستحيل دون أي حرج أو مشقة أو معانات، ولم يعد هناك مشكلة شرعية إلا ولها حل عند التشيع الصفوي. ويقول : أن الدين الإسلامي له قصب السبق والريادة في مجال الدعوة لتحرير الإنسان واحترام كرامته، ومع ذلك نرى وبكل حسرة وألم أن شرف تحرير العبيد صار من نصيب الغرب. والأغرب من هذا وذاك أن أسواق المسلمين خلت من الرقيق بينما ما زالت جامعة الامام الصادق منهمكة في البحث في هذه الامور، وما زالت هناك أصوات تعلو في الحوزات الإسلامية تتحدث عن السيد والعبيد والجارية والغلام. ويستمر الدكتور : أن الإسلام هو دين التوعية والعقل والمسؤولية، وله أبعاد وجوانب اجتماعية واقتصادية ونظرة واقعية معاصرة للأمور، من ثم فهو يدعو الى العزة والشرف والأقتدار ويعترف بشخصية الانسان وبحقه في العيش الكريم والحرية الفكرية، وبالتالي فإن الإسلام دين لا يقبل التفكيك عن السياسة، وتبعاً لذلك يجب العمل لتهميش دوره والغاء أثره الاجتماعي وجر الناس الى أعتناق دين يحضّ الأفراد على الاقتصار بالحديث على ما يتعلق بعالم بعد الموت، وبدلاً من الانشغال بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأحترام مبدأ الجماعة، عكفت الصفوية على أيجاد منهج أنعزالي ينهمك فيه كل انسان بمشاكله وهمومه الذاتية وتكون رسالته في الحياة هي العمل على أنقاذ نفسه من سجن الدنيا والفرار بها من جهنم الحياة!، هذه الحالة تعد مثالية لمثلث التحكم بالناس والمؤلفة أضلاعه الثلاثة من الاستبداد والاستثمار والاستحمار : الأول يربط الانسان من رأسه والثاني يقوم بتنظيف جيبه والشريك الثالث يشرع بتقديم النصائح والواعظ قائلاً بلسانه الرباني العطوف : أصبر ياأخي أفرغ جوفك من الطعام واجعل من جوعك رصيداً لك يوم القيامة ليخفف لك من ذنوبك، وبالله أستعن على هؤلاء فسوف يلقون جزائهم في الآخرة. أن لوعاظ السلاطين و خدام أروقة البلاط سياقاً عاماً مشتركاً في خلق توجه ديني تخديري من شأنه شلّ الحركة الاجتماعية الهادفة، بيد أن مشكلة كانت تكمن في حاجتها هي بالذات الى عناصر التأليب وتأجيج المشاعر والنعرات الطائفية والمذهبية، كما هي لا تقتنع وتكتفي بدور الدين والمذهب، بل تطمح الى ما هو أبعد من ذلك في أستخدام المذهب كقوة تحريكية وآلة للانتقام من المذهب السنيّ.
سعت الصفوية الى تحقيق هدف إعجازي عظيم تمكنت خلاله من الابقاء على تشيع الدم والشهادة والثورة والرفض وجعلت من الحسين رضي الله عنه محوراً لكل نشاطاتها الدعائية ومن علي رضي الله عنه شعاراً لكل النهضة وأستمرت في شحذ الهمم وتأجيج المشاعر على مدى شهرين كل عام (محرم وصفر) بل على مدى عام كامل وأصبح كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء، ولكنها في الوقت ذاته، عملت على توجيه كل المشاعر الانتقامية والعواطف الملتهبة للتيار الشيعي الرافض للاستبداد ضد عموم أبناء الأمة الإسلامية.
شبكة البصرة
الخميس 20 رجب 1434 / 30 آيار 2013